"الجوالات المستعملة" تنافس الجديدة عن طريق تجارة الأفراد

"الجوالات المستعملة" تنافس الجديدة عن طريق تجارة الأفراد

شهدت محال بيع أجهزة الجوال دخول عدد من المواطنين والمقيمين كـ "منافسين" لهم في بيع وشراء الأجهزة المستعملة بشكل خاص، وتشير بعض التقارير إلى أن سوق الجوال (جديد ومستعمل) في المملكة تقدر بنحو سبعة ملايين جهاز سنوياً، فيما يبلغ حجم هذه السوق نحو خمسة مليارات ريال.
حمود الدوسري (شاب سعودي) كان يعرض أحد الأجهزة للبيع على مجموعة من أصحاب الأكشاك الذين كانت نظراتهم وطريقة كلامهم معه توحي بأنه معروف لديهم، استوقفناه لنسأله عن حكايته مع الجوالات المستعملة فقال إنه يستغل أوقات فراغه وخبرته البسيطة في الاستفادة من هذا المجال وجني بعض الأرباح. وعند سؤالنا له عن مدى خوفه من الخسارة في هذا المجال قال: "الحمد لله، أنا لا أتحمل مسؤولية إيجار محل ولا فاتورة كهرباء ولا راتب عامل، كل ما أفعله هو جولة بسيطة حسب أوقات فراغي، أشتري بعض الأجهزة المستعملة بحسب خبرتي المتواضعة في أجهزة الجوال المستعملة، وأعرضها على أصحاب محال الجوال وعلى زبائنهم أيضاً، فإن ربحت خير وبركة وإن كانت هناك خسارة فستكون في قيمة الجهاز فقط لا غير".
وذكر الدوسري أن الربح الصافي من بيع جوال مستعمل يراوح بين 20 و30 ريالا وقد يصل أحياناً إلى 50 ريالا، وبخصوص دخله الشهري من هذا العمل ذكر أن الدخل الشهري متذبذب وذلك بحسب حالة هذه السوق ففي بعض الأحيان يكون هناك طلب شديد على بعض أنواع الجوالات بالإضافة إلى أن هناك مواسم معيّنة تزدهر فيها هذه السوق.
وبالنسبة لنوع الجهاز يقول حمود إن هناك بعض الأجهزة تجد رواجاً لدى الناس بينما هناك بعض الأنواع التي لا تجد الرواج نفسه, بل إنها تكون عالة على صاحبها وسبب للخسارة حيث يحاول أن يتخلص منها بأقل الخسائر.

من جانبه، يشهد مجال بيع الجوالات ومستلزماتها نمواً متصاعداً في جميع أنحاء العاصمة فلم ينحصر وجودها في أسواق الاتصالات المشهورة إنما أصبحت في كل سوق وكل شارع، ويلاحظ أن هذه التجارة لم تكن مثل كثير غيرها مرتبطة بموسم معيّن أو موضة طارئة بل كانت دائماً مجالاً واسعاً لجني الأرباح بأقل التكاليف ولعل أكشاك بيع الجوالات الجديدة والمستعملة وإكسسوارات الجوال وصيانة الأجهزة التي أصبحت بالآلاف في العاصمة خير دليل على ذلك، فقد أصبح مألوفاً أن تجد "كشك" بمساحة صغيرة جداً، وتكون حركة البائع فيه محدودة لضيق المكان الممتلئ بالبضاعة التي تحتوي مستلزمات الهواتف المحمولة وإكسسواراتها فضلاً عن الأجهزة الجديدة من وكالات ضمان مختلفة وأجهزة مستعملة وشرائح أرقام مميزة وعادية لكل شركات الاتصالات المعروفة في المملكة إضافة إلى بطاقات الشحن مسبوقة الدفع.
وحسب استطلاع بسيط شمل عدداً من هذه المحال توصل إلى أن غرض الكثير من هذا الكم الهائل من الخدمات التي تقدمها هذه الأكشاك المتواضعة هو تسويق البضاعة بعضها ببعض، فمثلاً قد تكون خدمة الصيانة مسوّقة للأرقام المميزة أو تكون الإكسسوارات مسوّقة للأجهزة المستعملة وربما تسوّق بطاقات الشحن للأجهزة الجديدة، لذلك نجد العاملين في هذه المحال على أهبة الاستعداد دائماً لكل ما يطلبه الزبون، فهم يحاولون بما أوتوا أن يجذبوا هذا الزبون قدر الإمكان وألا يخرج من المحل أو الكشك كما دخل!
وأوضح العديد من البائعين أن بيع "الأجهزة المستعملة" يدخل مكاسب كثيرة مقارنة ببيع الأجهزة الجديدة، ولم تكن تجارة شراء وبيع أجهزة الجوالات المستعملة حكراً على أصحاب محال الجوال والأكشاك المتعارف عليها بل إنها أغرت الكثير من الأفراد لمزاولة هذه التجارة!
وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى تجربة المستثمر البريطاني بيت بيترونداس حيث نجح من خلال تجارة الجوالات المستعملة في إخراج نفسه من مشكلة هددته بالإفلاس ليعود بقوة إلى سوق الاتصالات العالمية، فقد قام هذا البريطاني بتغيير نشاط شركته "إيزي فون" التي تبيع الجوالات الجديدة إلى شراء الجوالات المستعملة بأسعار منخفضة ويقوم بعد ذلك بإجراء الصيانة لها ثم بيعها مرة أخرى لزبائن في مختلف أنحاء العالم مع تركيزه على بعض المناطق بشكل خاص!

الأكثر قراءة