"أبو زيد" المدير .. يستقبل معلميه بـ "البخور" ويودعهم بابتسامة
"أبو زيد" المدير .. يستقبل معلميه بـ "البخور" ويودعهم بابتسامة
يبدأ علي بن زيد الحامد مدير المرحلة الثانوية في مجمع الملك عبد الله في السلي عمله الصباحي بتبخير الفصول الدراسية وإحذاء المعلمين بطيب العود وزكيه تأسيا بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله : "حبب إلي من دنياكم ثلاث ..." وذكر منها الطيب، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
يقول سلمان العنزي وهو معلم في المدرسة نفسها: لي في الخدمة أكثر من سبع سنوات ولم يمر علي مدير يفعل ما يفعله أبو زيد، فهو إضافة إلى بشاشة الوجه وحسن الخلق والاحترام الذي يبادلنا إياه يقدم لنا طيب العود كل صباح، ويقوم بتبخير الفصول بنفسه ليضيف جوا محببا مليئا بأزكى وأجمل العطور ألا وهو العود.
وأضاف عبد السلام إبراهيم وكيل المدرسة، أن اليوم الذي لا يتطيب فيه أو لا يشم رائحة العود يعرف أن المدير (أبو زيد) غير موجود في المدرسة، فقد أضحت هذه العادة اليومية الجميلة مرتبطة بوجود أبي زيد، مؤكدا أن المدير وانطلاقا من مهمته التربوية الملقاة على عاتقه يحضر مبكرا قبل المعلمين والطلاب، غير أنه يسير إلى خارج المدرسة ولمسافة نصف كيلو تقريبا ليحث الطلاب في الخارج على التبكير والذهاب بسرعة للمدرسة، بدلا من بقائهم في الشوارع أو عند البقالات، غير أن له شخصية محببة ومهابة في الوقت نفسه في نفوس الطلاب، لأنه يبادلهم الاحترام بالاحترام مما يجعل الطلاب يخجلون عندما يرونه في المدرسة أو خارجها، حتى أنه في يوم من الأيام طلب مني مساعدته بالمرور على الفصول التي لديها حصص انتظار وتقديم القهوة والتمر للطلاب في أماكنهم.
وأكد إبراهيم أن أحد أولياء الأمور أتي في يوم من الأيام من أجل نقل ابنه إلى مدرسة أهلية ولكنه عندما رأى استقبال المدير له بالعود وببشاشة الوجه المعهودة عنه تراجع عن طلبه، مؤكدا أن هذا الاستقبال جعله يثني من عزمه نقل ولده إلى مدرسة أهلية، غير أن أبا زيد أقام في مرة حفلة شاي وقهوة لجميع منسوبي المدرسة من معلمين وطلاب من أجل زيادة جسور التواصل بين المعلمين وأبنائهم الطلاب.
وبين أنه عندما يسير المدير علي الحامد في أروقة المدرسة لمتابعة أحوالها لا تسمع لـ 500 طالب (وهو عدد تعداد المدرسة) صوتا لما له من هيبة مقرونة باحترام من الطلاب والمعلمين، إضافة إلى ابتسامته المعهودة التي لا تفارق محياه.
من جهة أخرى يبدي العديد من المشرفين التربويين ومنهم عبد الرحمن الخراشي المشرف المتابع للمدرسة إعجابهم بتصرف علي الحامد الجميل، مؤكدأ أن هذا يدل على حس تربوي رفيع مقرون بتميز خلقي وأخلاقي، مبدياً ارتياحه من زيارة هذه المدرسة لما يجده من تفاعل طيب من الإدارة انعكس بدوره على المعلمين والطلاب.