دعوة إلى إنشاء بنوك مركزية إسلامية تشارك في صياغة النظام المالي الجديد
دعوة إلى إنشاء بنوك مركزية إسلامية تشارك في صياغة النظام المالي الجديد
دعا مختصون وخبراء ماليون في جدة إلى إنشاء بنوك مركزية إسلامية عالمية وتقديم هيكل إسلامي موحد في حال رغب العالم الإسلامي في لعب دور رئيسي في النقاشات الدائرة حالياً في الغرب لإعادة صياغة نظام مالي عالمي جديد، مؤكدين أن الفرصة سانحة أمام البنوك الإسلامية للقيام بتحالفات واندماجات فيما بينها والتنسيق والتعاون وتبادل المعلومات.
واتفق خبراء البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية أثناء منتدى جدة، الذي دعا إليه البنك الإسلامي للتنمية أمس الأول، على أنهم ليسوا جزءاً من المشكلة التي تعانيها الأسواق المالية العالمية في الوقت الراهن، إلا أنهم تساءلوا في الوقت نفسه: هل يمكننا أن نصبح جزءاً من الحل؟
ولعل عقد المنتدى في إحدى قاعات الطابق الثاني لمقر مجموعة البنك الإسلامي للتنمية والذي يضم العيادة الطبية للبنك جاء مصادفة ليضمد المؤتمرون فيه جراح الأسواق المالية العالمية التي لا تزال تنزف من خلال انهيارات وإفلاسات لعدد من أكبر البنوك والمؤسسات المالية العالمية.
وفيما شبه الدكتور غياث شبسيغ خبير صندوق النقد الدولي الأزمة بـ (تسونامي) عصف بالأسواق المالية العالمية، طالب بالتعجيل بتقديم الهيكل الإسلامي الموحد، وقال "هناك فرصة فريدة للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية لتلعب دوراً فاعلاً في صياغة النظام المالي العالمي الجديد، من خلال تأثيرها في النقاشات التي تجري اليوم في الغرب وتقديم حلول عملية لهم". وتوقع خبير صندوق النقد الدولي قيام عدد من البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية بإنشاء تحالفات والقيام باندماجات لتعزيز فرصها والاستفادة من الوضع الراهن للأسواق العالمية، لافتاً إلى أهمية التعاون والتنسيق بينها وتبادل المعلومات.
إلى ذلك لفت الدكتور محمد عمر شابرا من المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب إلى صغر حجم الاقتصاد الإسلامي مقارنة بالاقتصاد العالمي. وأضاف "علينا ألا نلوم الغرب في هذه المرحلة بالتحديد، بل علينا التفكير كيف يمكن أن نوصل لهم رسالتنا من خلال تبيان حقيقة الاقتصاد الإسلامي، وأنه يقدم حلولاً ناجعة لما يواجهونه في ظل الأزمة الحالية".
أما الدكتور عمر حافظ الرئيس التنفيذي لشركة أسيج للتأمين، فيؤكد أن مشاريع البنوك الإسلامية يجب أن تعطى الأولوية في الفترة الحالية، ولا ينفي بدوره وجود تأثير في شركات التأمين الإسلامية، ويردف "سيكون هناك تأثير في شركات التأمين وذلك لارتباطها بشركات إعادة التأمين العالمية، سوق التأمين تقدر بـ 7.4 مليار دولار من حجم صناعة التأمين العالمية البالغة 3700 مليار دولار".
من جانبه، دعا الدكتور محمد طارق من البنك الإسلامي للتنمية، إلى مراجعة شاملة لكيانات البنوك الإسلامية، ووضع نظام إسلامي ثابت وراسخ يكون مقبولاً للعالم الغربي.
بدوره حذر براد بورلاند المستشار الاقتصادي في شركة جدوى للاستثمار من دخول البنوك والمؤسسات الإسلامية في المنتجات بالغة التعقيد، وقال "ينبغي الحذر من تقديم القروض العقارية دون النظر إلى الضمانات اللازمة، كما أن المنتجات بالغة التعقيد عادة ما تكون رسومها مغرية للناس". وتابع بورلاند "يسعى عدد من البنوك الإسلامية اليوم إلى توريق الأصول العقارية، لكن هذا الأمر بالغ التعقيد ويصعب فهمه بسهولة، كما يجب علينا أن نحتاط من بعض التصنيفات المبالغ فيها التي تقدمها وكالات التصنيف لتغري هذه المؤسسات على تقديم القروض".
ويعود الدكتور غياث شبسيغ خبير صندوق النقد الدولي ليحذر صناع الصيرفة الإسلامية من أن قلة الكوادر البشرية في هذه الصناعة قد يقوض فرص نجاحها، ويقول "تتطلب المرحلة المقبلة التركيز على إعداد عناصر بشرية مؤهلة وقادرة على مسك زمام هذه البنوك والمؤسسات المالية التي أصبح لها رواج كبير حول العالم، وشح هذه الكوادر - من وجهة نظري - يهدد بتقويض فرص النجاح لهذه الصناعة المزدهرة حالياً".