الأمير محمد بن نواف يدشن فعاليات المؤتمر العالمي الثاني لـ "أفتا"
الأمير محمد بن نواف يدشن فعاليات المؤتمر العالمي الثاني لـ "أفتا"
انطلقت أمس فعاليات المؤتمر العالمي الثاني لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه برعاية الأمير محمد بن نواف سفير خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا وإيرلندا، الرئيس الفخري لجمعية دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وذلك خلال الحفل الذي أقيم في قصر طويق في حي السفارات، والذي نظمته مجموعة دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وبحضور الدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية وعدد من الشخصيات الإعلامية، وتربويين وعدد من أهالي الأطفال المصابين بالاضطراب.
وقالت الدكتورة سعاد اليماني استشارية المخ والأعصاب في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، ورئيسة مجموعة دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، أن المؤتمر يعد ضمن خطوات المجموعة الحثيثة لرفع الظلام المخيم على حياة المصابين بالاضطراب، لانعدام الوعي وعدم توافر الخدمات، مشيرة إلى أن تلك الخطوات بدأت منذ انطلاقة أول مؤتمر في الشرق الأوسط لدعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه الذي أقيم في 2004، والذي مكن المجموعة من فتح نافذة صغيرة ليبدأ نور الأمل في حياة حافلة بالإنجازات والإبداعات لهذه الفئة، وواصلنا المشوار، لنكمل المسيرة بالعطاء.
وأشارت الدكتور اليماني إلى أن المؤتمر العالمي الثاني موجه إلى جوانب جديدة ومختلفة، من خلال توفير كوادر تربوية من مختلف مناطق المملكة، مؤهلة لتدريب غيرهم من التربويين على الاستراتيجيات التربوية الفعالة للتعامل مع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وإيجاد وسائل فعالة لرفع الوعي بين أفراد المجمتع وخصوصا المسؤولين لاستقطابهم كمدافعين عن حقوق (أفتا)، وقائمين على مشاريع جديدة لخدمة هذه الفئة، ويشكل الأطفال المحور الأساسي لهدف المجموعة، مما سيعطيهم نصيب الأسد من هذا المؤتمر من خلال ثلاث ورش عمل فنية لتسليط الضوء على بضع إبداعاتهم، في حين سيكمل الأهالي الذين يعتبرون "خط الدفاع الرئيسي" لحقوق هذه الفئة المشوار عن طريق تزويدهم بأكبر سلاح معرفي في جميع الجوانب المتعلقة بـ "أفتا" والأساليب الحديثة للتعامل الفعال معها.
واعتبرت الدكتور سعاد حضور الأمير محمد بن نواف بالإنجاز الأكبر للمؤتمر، واصفة إياه بأكبر المحامين عن حقوق ذوي أفتا، منوهة إلى مواصلة المشوار لرفع مستوى الحياة للمصابين بـ "أفتا" ليس ذلك فحسب، بل وإعطاء المجتمع فرصة ليستمتع بإبداعاتهم المغيبة.
من جهتها أبدت كريس زايجلر دندي خلال كلمتها التي ألقتها نيابة عن شقيقتها الدكتورة بيلي آبني وابنها ألكس زايجلر، سعادتها بزيارة المملكة للحديث عن كل ما تعلمته طوال تجربتها مع فرط الحركة وتشتت الانتباه، وقالت: "كل واحد منا قد عانى الصعوبات والتحديات التي تفرضها هذه الحالة، وسنتبادل المعلومات العلمية، إضافة إلى تجاربنا الشخصية اليومية مع هذه الحالة"، مشيرة إلى أن المؤتمر يعد خطوة مهمة للاضطراب.
وعبرت دندي عن انبهارها بالدور الريادي للمجموعة في الشرق الأوسط، والذي تقوم من خلاله بتثقيف الآخرين بالتحديات الكبيرة التي تواجه أولئك الذين يتعايشون مع هذه الحالة، مؤكدة إمكانية أن يكون الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة أفرادا ناجحين ومنتجين في المجتمع في حال توفير العلاج المناسب والدعم المقترن بالحب والرعاية، إضافة إلى تعريف الآباء والمعلمين والأطفال أنفسهم بالمعلومات الأساسية حول اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
وكشفت كريس أنها اعتمدت في الكتب الأربعة التي ألفتها على تدريبها المهني وتجربتها، حيث عملت معلمة وإخصائية نفسية مدرسية، ومستشارة في الصحة العقلية، ومديرة لبرنامج حول الصحة العقلية للأطفال، والأهم من ذلك أنها أم لثلاثة أبناء كلهم يعانون فرط الحركة وتشتت الانتباه، وقالت: "اشتركت مع ابني ألكس زايجلر في تأليف كتاب حول هذه الحالة في الأطفال وصغيري السن من البالغين، ويعمل ألكس حاليا على إنتاج فيلم الفيديو الجديد عن هذه الحالة. أما شقيقتي الدكتورة بيلي آبني فتشترك معي في تدريب المعلمين على التعامل مع هذه الحالة في جميع أنحاء البلاد.
وأوضحت كريس أن المؤتمر سيشهد برامج متنوعة، حيث سيوفر برنامج الآباء معلومات أساسية يجب على جميع الآباء الإلمام بها لتمكينهم من التعامل مع هذه الحالة، وستتم مناقشة عشرة حقائق رئيسة حول هذه الحالة الطبية بما في ذلك بعض الأمور التي لا يعلمها الكثيرون، ومن ذلك مشكلات التعلم الشائعة والدور الأساسي لحالات القصور في الوظائف التنفيذية، كما سيتم تناول أمور مثل الأبحاث الحالية التي يتم إجراؤها على المخ، ودور الناقلات العصبية، وشروط التعايش مع مثل هذه الحالات، إضافة إلى التعرف على أحدث الأدوية التي تناسب الحالة، فيما سيتم تخصيص بعض الوقت لطرح الأسئلة إلى جانب عرض بعض أفلام الفيديو القصيرة لبعض المراهقين يتحدثون فيها عن الصعوبات التي يواجهونها شخصياً في التعامل مع حالة قصور الانتباه وفرط النشاط.
في حين سيتولى برنامج للمعلمين الجانب التعليمي، وتقديم معلومات تفصيلية عن أهم الأمور الخاصة بالاضطراب، وتأثير هذه الأمور في عملية التعلم، ومنها فكرة عامة عن حالة قصور الانتباه وفرط النشاط وتأثيرها في الأداء المدرسي، وتعريف بأحدث الأدوية المناسبة، ومشكلات التعلم الشائعة، والتأثير الكبير لحالات القصور في الوظائف التنفيذية الخاصة بالأداء المدرسي والتعلم، وأفضل استراتيجيات التدريس التي يمكن ممارستها، وبعض استراتيجيات التدخل الأكاديمي، والاستراتيجيات السلوكية الفعالة، والتواصل المباشر باستخدام كاميرا ويب عن طريق برنامج سكايب بين المعلمين في المؤتمر والمعلمين في دالتون في ولاية جورجيا في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب منح الفرصة للإعداد لعرض هذه المعلومات الخاصة بحالة قصور الانتباه وفرط النشاط على الآخرين.
وكانت الدكتورة سعاد قد قدمت محاضرة قصيرة للأهالي في العاشرة صباحا، في انطلاقة فعاليات اليوم الأول للمؤتمر، في حين قدم المحاضرون الثلاثة محاضرة بعنوان "كل ما يجب أن يعرفه الأهالي عن "أفتا" في الخامسة من عصر الأمس، قبل أن يقدموا في السادسة والنصف محاضرة مرئية استمرت ساعة ونصف.