"احتراف الإداريين" نقلة تاريخية تتصدى لجهل الأندية واللاعبين

"احتراف الإداريين" نقلة تاريخية تتصدى لجهل الأندية واللاعبين

تئن الأندية السعودية تحت وطأة غياب الاحتراف الإداري المسير للعمل، المواكب للتطور الرياضي، المتزامن مع الاحتراف الحقيقي الذي انطلق لدينا، بآمال وطموحات كبيرة اصطدمت بعوائق يبرز في مقدمتها " عدم احتراف الإداريين" ما أحدث خللا كبيرا في تطبيق الاحتراف في الأندية، وكذا المساهمة في حل المشكلات والثغرات التي تحدث في عقود اللاعبين الأجانب والمحليين، ليس هذا فحسب بل بزغت أخيرا قضايا تشير أصابع المسؤولية فيها إلى إداريي الأندية، كالتي حدثت مع سعد الحارثي عندما وقع عقدا إعلانيا دون أن يعلم عدم أحقيته بذلك، وهذا دليل على أن الاحتراف في أنديتنا لم يأخذ معناه الكامل، وبات ناقص الأضلاع عاجزا عن الوصول إلى منظومة متكاملة تحقق له النجاح.
"الاقتصادية" إيمانا منها بالدور الملقى على عاتق الإداري في الأندية، وكونه حلقة مهمة جدا في تطور الاحتراف تطرح في حلقتين دور الإداريين في الأندية، والعوائق التي توجه عملهم، وكذا طرق تطويرهم وإمكانية احترافهم.
ونستهل في حلقة اليوم باستضافة منسوبي الأندية القريبين منهم، للخروج بأبرز الآراء والحلول.

الوليد بن بدر: احتراف الإداريين سيرفع من كفاءة الأندية

أكد الأمير الوليد بن بدر، نائب رئيس نادي النصر والمسؤول عن جميع الأمور الإدارية في النادي أن احتراف الإداري في الأندية بلا شك سيزيد من إنتاجيتها، وسيسهم في الرفع من كفاءتها الإدارية، لأن من شأن الاحتراف أن يفرغ الأيدي العاملة لتضع كامل وقتها وإبداعها في العمل، إلى جانب الاستعانة بالكوادر المؤهلة ذوي الشهادات العليا والقادرين على تقديم الفكر الراقي لرفعة الأندية من جهة أخرى.
وأردف "هذا لا يدعنا بأي حال من الأحوال، أن نتناسى فضل ومعروف من خدموا أنديتهم والرياضة السعودية على وجه العموم سلفا من الإداريين الهواة، بل بالعكس فقد كانت لهم جهودهم الملموسة التي ساهمت في تقدم عجلة الرياضة في المملكة، ومع ذلك فإن الاحتراف الإداري لا شك سيصنع فرقا قوية جدا بأخطاء قليلة أيضا".
وعرج الأمير الوليد إلى آلية تطبيق الاحتراف الإداري مشددا على أن الأخطاء واردة بلا شك في البداية ولكن مع العزم والتركيز والعمل الجاد سنصل بعد سنتين أو ثلاث إلى الاحتراف الإداري المنشود وستشهد الرياضة السعودية تطورا كبيرا من بعده على جميع الأصعدة ".
وقال " الأخطاء لا بد من وجودها في البداية لكنها ستتلاشى خلال سنوات قليلة لا تزيد على ثلاث، و لك أن تعرف أن الرياضة السعودية لم تطبق الاحتراف الحقيقي إلا هذا الموسم رغم دخوله قبل ما يربو على 15 عاما، حيث بدا الاختلاف جليا في احترافية الأندية لعدة عوامل يأتي من أهمها دخول المستثمر".
وتوقع الأمير الوليد وجود تباين في مدى تطبيق الأندية للاحتراف الإداري وإكمال منظومتها الاحترافية، قائلا " انحصار المستثمر لدينا على الأندية الجماهيرية وفرق الممتاز سيصنع تباينا بين الأندية في تكامل منظومتها الاحترافية على عكس ما هو خارج المملكة وذلك بتوزيع المستثمرين على الأندية في كل مقاطعة على حدة".
وتحدث نائب النصر عن تجربة ناديه في تطوير العمل الإداري حيث قال "خطونا نحو تطوير العمل الإداري واستجلاب الكفاءات المقتدرة، وأحدثا فرقا في منظومة العمل الإداري, ولكنني أعترف بكل صراحة لم نصل حتى الآن إلى الأفضل الذي نطمح له, وفي الحقيقة عانينا كثيرا في مسألة استقطاب ذوي الشهادات من جميع النواحي وهذا ما أعتقد أنه سيكون إحدى أهم العقبات في طريق الاحتراف الإداري".
وأردف " ندرة الكفاءات، أو عدم رغبتها العمل في المجال الرياضي من أكبر المصاعب خصوصا أن الأندية كانت تتكبد الديون والصورة عن العمل فيها ليست بالمشرقة رغم أنها تغيرت من 75 إلى 80 في المائة بعد دخول الاستثمار، وعلى الأقل تضمن اليد العاملة الآن بأن راتبها آخر الشهر ستتسلمه ".
وختم " لا أغفل أن أشكر شركة الاتصالات السعودية على ريادتها في رعاية الأندية و اختصار الطريق نحو الخصخصة، ونحن في نادي النصر وجدنا منهم كل تعاون، وسنخطو بإذن الله في نادي النصر بالتعاون مع "الاتصالات السعودية" نحو ناد مكتمل الاحتراف بكل جوانبه".

نواف بن سعد: بدأنا بتفريغ الإداريين في الفريق الأول

من جهته شدد الأمير نواف بن سعد نائب رئيس نادي الهلال، على أهمية دخول الاحتراف الإداري إلى جانب احتراف اللاعبين، لأنهما جزء لا يتجزأ، مهيبا بالدور الكبير للاحتراف الإداري في رفع إنتاجية الأيدي العاملة في الأندية إلى جانب الارتقاء بسير العمل.
وقال:" نحن في نادي الهلال نعي ومنذ وقت مبكر أهمية الأمر، وفرغنا معظم العاملين في الفريق الأول لكرة القدم، في خطوة تدريجية".
وأبان " ما زلت أؤمن بأهمية الخصخصة ،وأنها الطريق الأهم أمام أندية محترفة، بحيث ينهض مالك النادي برئاسة مجلس الإدارة وتقف الأجهزة الإدارية على عاتق إداريين متفرغين ومؤهلين، ولست أرى احتراف الإداريين كخطوة أولى تمهيدا للخصخصة".
وأضاف " لا أرى أهمية أن يكون التخصص والمؤهل رياضيا بحتا للعمل في الأندية كما يرى البعض بأن نقص التخصصات الرياضية يشكل مشكلة، فأمين عام النادي يفضل أن يكون خريج محاسبة مثلا أو أي من الأقسام المالية وينطبق الحال على الأجهزة الإدارية الأخرى، أما القائمون على جهاز كرة القدم فأعتقد أن الخبرة الرياضية والتفرغ كافيان لتجهيز أيدي عاملة قادرة على النهوض بكرة القدم والتعامل باحترافية مع اللاعبين المحترفين".
وختم " لنضع على طاولة المقارنة أندية تسير تحت العمل التطوعي من أبنائها وإن كانوا يشكرون على ذلك، ولكن على الناحية الأخرى للاحتراف الإداري وأندية يشملها التخصيص أن يصنع لنا أندية من طراز آخر وإن كنت سأسترسل بالحديث, فاحترافية الحكام وجميع أضلاع الرياضة سيصنع تطورا رهيبا في مسيرة رياضتنا السعودية التي نسعى جميعا لتطويرها ورفعة اسم الوطن".

من جهته كشف الدكتور عبد الله البرقان مسؤول الاحتراف في نادي الهلال، عن جاهزية معظم الأندية السعودية إلى تفريغ إداريي كرة القدم، كخطوة مبدئية لجميع العاملين في النادي حيث تتوفر الخبرات الرياضية الكافية لملء أجهزة كرة القدم.
وشدد على أن الخبرة الرياضية تعد من أهم الأمور لوضعها تحت المجهر عند البحث عن مسؤول بجهاز كرة القدم أو الاحتراف بالنادي، منتقدا خطوة اتحاد كرة القدم السعودي عندما ألزم الأندية بتعيين مسؤولٍ للاحتراف بشروط غير منطقية، أو إن صح التعبير قد لا يحدث وجودها أو غيابها فرقا على حد قوله.
وفصّل " كأن تكون اللغة الإنجليزية شرطا لتعيين مسؤول الاحتراف في الأندية، فهذا منطقي وإن لم يشترط، فالأندية سترمي نحوه لأن اللغة الإنجليزية متغلغلة في عمل مسؤول الاحتراف، لكن أن يشرط المؤهل الجامعي أمام ذلك فلا أظن ذلك مهما وموازيا لأهمية الخبرة الرياضية، فغرم العمري مسؤول الاحتراف بالنادي الأهلي من أنجح مسؤولي الاحتراف ومن أكثرهم خبرة ودراية وتعمقا في عمله إلا أنه يحمل الدبلوم".
واسترسل قائلا: " لجنة الاحتراف مشكورة خطت بالأندية أولى الخطوات أمام الاحتراف الإداري إلا أن آليتها في التنفيذ وشروطها المتعددة تحمل نوعا من الخطأ، وما يُخشى أن يكون لهذا نتائج عكسية".
وأردف " لست هنا مقللا من المؤهل الدراسي كشرط أساسي في تطبيق احترافية الأندية إداريا، لكني أطالب التمييز بين مسؤولي الاحتراف بمؤهلاتهم، كأن يصنف إداري درجة أولى، ومن مؤهله أقل يكون درجة ثانية".
واعترف البرقان بعدم إحساس الأيدي العاملة في الأندية بالأمان الوظيفي, والمشكلة لا تقع على عاتق الأندية بقدر ما هي أوسع من ذلك بكثير، ولا يسع المجال لمناقشتها, إذ للنادي الحق بالاستغناء عن الموجودين وتجديد الدماء من إدارة إلى إدارة, ولكن السبيل إلى تجاوز هذه المشكلة والتي قد يراها البعض عقبة في طريق الاحتراف، هو استخدام نظام الإعارة لتفريغ الموظفين من أعمالهم ما يعطي الفرصة للموظف بالعمل مطمئنا وسط أمان وظيفي, وللنادي على الناحية الأخرى أن يدار من ذوي الخبرة الإدارية".
وابتسم البرقان من تساؤل "الاقتصادية" ما إذا كان الفكر الرياضي لدى الموظف والمشجع مستعدا لتقبل الاحتراف بكل مفاهيمه كأن يعمل الإداري الهلالي في النصر لكفاءته أو العكس.
وقال " بكل صراحة أنا من المطالبين بهذا الفكر وبكل قوة، ولكنني أعترف أنه لا يمكنني تطبيقه وإن كان عرض نادٍ آخر لي أعلى وأفضل لا أجد نفسي في غير الهلال".
وأضاف لكنني لا أستبعد أن يمحى هذا الفكر في الجيل الجديد
بقوله:" نعم لا أستبعد أن أرى ابني الهلالي مسؤولا عن العلامة التجارية بنادي الاتحاد أو النصر مثلا ".

الأكثر قراءة