التخوف من مضاعفات الأدوية يحيل المرضى إلى محال الأعشاب الطبيعية
دفع الخوف من استخدام الأدوية التي تحوي على تركيبات كيميائية التي ربما تعرض الأشخاص إلى أعراض جانبية, إلى التوجه إلى استخدام الأعشاب الطبيعية، ورغم ذلك نصح خبراء الأعشاب الطبيعية والفيتامينات الأشخاص الراغبين في تناولها بمراجعة الأطباء لمعرفة الأعشاب الصحيحة والفيتامينات التي ستفيدهم، وأبان أصحاب محال بيع الأعشاب الطبيعية من ارتفاع أسعارها إلا أن ذلك لم يصبح عائقاً أمام الراغبين فيها.
يقول إبراهيم محمد (مشرف على أحد محال الفيتامينات والأعشاب)، على الرغم من أننا نعرض الفيتامينات وكذلك الأعشاب الطبيعية إلا أن النسبة العظمى من مبيعاتنا هي للأعشاب الطبيعية، وأضاف يرجع ذلك بسبب خوف المرضى من تناول الأدوية التي قد تسبب لهم بعض الأعراض الجانبية، مشيراً إلى عرضهم للعديد من الأعشاب الخاصة بمرضى السكر والضغط، والتهاب الكبد، والقولون، وكذلك أعراض الاكتئاب، والأكزيميا، مشيرا إلى أن المحل يعرض أعشابا خاصة لتنشيط الذاكرة سواء للطلاب أو كبار السن.
وأوضح إبراهيم أن أكثر المرضى يبحث عن المنتج ذي الجودة العالية حتى لو كلفه المال الكثير، مضيفاً أن أسعار الفيتامينات والأعشاب مرتفعة نوعاً ما، ومن يحدد الأسعار هو الشركة، لافتاً إلى أن شراء منتج واحد فقط قد لا يكلف الزبون أعباء مالية، بعكس إذا كان المطلوب أكثر من منتج.
ونصح خبير الفيتامينات والأعشاب المرضى الذين لا يفضلون الأدوية، بمعرفة أحوالهم الصحية جيداً من خلال كشف طبي، حتى يستطيع مشرفو المحال مساعدتهم من خلال اختيار العشب المناسب للحالة، وأضاف نستورد هذه الأعشاب من إحدى الشركات الأمريكية المتخصصة، ولا نقوم ببيعها إلا بعد مرورها على وزارة الصحة وأخذ الإذن منها.
وأوضح إبراهيم أن الصيدليات تعرض الفيتامين الشامل دون تحديد نوعه، بعكس الفيتامينات المعروضة لديهم حيث أنواعها المختلفة، مضيفاً أنهم يملكون فيتامينات خاصة بفتح الشهية، ويعرضون كذلك الفيتامينات الخاصة بنقص نمو الجسم، وكذلك نقص الطول، لافتاً إلى عرضهم لفيتامينات خاصة بالكسل الدائم والناتج من سوء تنظيم الأكل وتنوعه.
وحول أسعار الفيتامينات أجاب خبيرها أن أسعارها تراوح بين 115 و140 ريالا وهي فيتامينات عامة للرجال والنساء، وأضاف وصل سعر الفيتامينات الخاصة بالشباب والمراهقين إلى 65 ريالا، مشيراً إلى أن أسعار الفيتامينات الخاصة بالأطفال من سن أربعة إلى 12 عاماً تراوح بين 35 و45 ريالا.
وأكد محمود مناصرا (أحد مرتادي محال الأعشاب) أنه جاء لاقتناء بروتين يساعد على زيادة الوزن، مضيفاً أنه يريد أن يرتفع وزنه إلى مستوى معقول، وأنه تلقى هذه النصيحة من أحد الزملاء باقتناء هذا البروتين، بعد أن اقتناها من إحدى دول الخليجية، لافتاً إلى أنه يقوم باستشارة الطبيب بين فترة وأخرى حول هذه البروتينات.
من جانب آخر، قدمت الهيئة العامة للغذاء والدواء على موقعها الإلكتروني بعض الإرشادات المهمة قبل الإقدام على تناول الأعشاب منها أن يدرك المريض أن الأعشاب أدوية يجب استخدامها بحذر مثل أي دواء آخر، وأن أي دواء عشبي أو غيره يمكن أن تكون له آثار جانبية، وأنه قبل استخدام أي دواء عشبي يجب التأكد من أن المنتج مناسب للمريض.
ولفتت الهيئة العامة للغذاء والدواء إلى أن كلمة "طبيعي" لا تعني أن المنتج آمن، حيث العديد من النباتات يمكن أن تكون سامة للبشر، وأن العديد من الأدوية المصنعة يتم استخراجها من النباتات ونظراً لأنها تحتوي على مركبات قوية تتم معالجتها بطريقة علمية لتخفيف قوتها لتناسب الاستخدام البشري.
وشددت الهيئة على احتمالية تفاعل الأدوية العشبية مع بعض الأدوية الأخرى، وقد ينتج عن ذلك انخفاض أو زيادة مفعول تلك الأدوية وبالتالي حدوث الآثار الجانبية، ونصحت الهيئة بضرورة استشارة الطبيب أو الصيدلي عند استخدام الأدوية العشبية، وإبعاد هذه الأدوية عن متناول الأطفال، شأنها شأن الأدوية الأخرى.
وسردت الهيئة العامة للدواء والغذاء الأشخاص الأكثر عرضة للخطر عند تناول الأدوية العشبية وهم الحوامل، والمرأة المرضع، والأطفال، وكذلك
المسنون، ونبهت على المرضى أن يتوخوا الحذر من استخدام الأدوية العشبية أثناء الحمل, أو الرضاعة أو عند الأطفال والمسنين.
وأوضحت الهيئة ضرورة إخبار الطبيب في حالة كان المريض ينوي إجراء عملية جراحية عن أي دواء عشبي يستخدمه، وأن بعض الأدوية العشبية يمكن أن تغير من تأثير التخدير أو الأدوية الأخرى أثناء العملية الجراحية، وأن أي شخص يعاني من أمراض الكبد أو أي حالة صحية خطيرة ينصح بعدم أخذه أي دواء عشبي بدون التحدث إلى الطبيب أولاً.