أسطورة زورو تعود بين الواجب والعائلة

أسطورة زورو تعود بين الواجب والعائلة

قصة البطل المقنع نصير الضعفاء والمظلومين في ولاية فيلادلفيا لم تعد بالجديدة بل تعتبر من المواضيع التي تم استهلاكها على الشاشة السينمائية والفضية منها وحتى المسرح في نهاية التسعينيات قدمت كولوميا بيكتشر للإنتاج السينمائي قالبا جديدا لهذه السلسلة من المغامرات التي تم أداء أدوارها من خلال العديد من مشاهير السينما لتستقر في النهاية مع أحد أهم وجوه هوليود المعاصرين وهو الممثل ذو الأصول اللاتينية أنطونيو بانديراس تشاركه في البطولة جميلة هوليود كاثرين زيتا الجونز، هذا الثنائي الذي شكل في الجزء الأول من الفيلم ثنائياً استثنائيا أدى إلى الإقبال الجماهيري الكبير والنجاح لهذا الفيلم في جزئه الأول.
بعد انقضاء سنوات على المغامرة الأولى التي تنتهي بزواج البطلين المحبوبين يعودان بزواجهما بعد انقضاء عشر سنوات ومعهما ابنهما الصغير ذو السنوات العشر جوكين (أدريان ألونسو) أليخاندرو وإيلينا يستمران بالرغم من زواجهما في أداء واجبهما الإنساني في الدفاع عن الضعفاء والمظلومين، مرة أخرى يواجه أليخاندرو مؤامرة جديدة من قبل الإقطاعيين ورجال الأعمال وذلك لاستغلال كاليفورنيا وأهلها، إلا أن بطلنا سوف يكون في المواجهة في فيلم يعزز الصورة البطولية لهذه الشخصية البطولية التي أعطاها بنديراس نكهة جديدة زادت من حماسة القصة.
العمل الجديد تقدمه شركة كولومبيا من خلال مجموعة من الاختصاصيين الذائعي الصيت في هذا المجال، ففي الإخراج يوجد مارتن كامبل السيناريو لروبرتو أوركي وألكس كيرتزمان، القصة لـ السيناريو لروبرتو أوركي وألكس كيرتزمان تيد إليوت وتيري روسيو المنتج المساعد يأتي المخرج الكبير ستيفن سبيلبرج وجري باربر، مدير التصوير لـ Phil Meheux, أما الإدارة الفنية لـ سيسيليا مانشل.
قصة الفيلم تعود إلى تاريخ 1850م عندما تحاول فيلادلفيا الجديدة أن تقدم نفسها على أنها الولاية الحادية والثلاثيون الأمر الذي يثير حفيظة عدد كبير من عديمي الضمائر المنتفعين، مرة أخرى لا بد من ظهور زورو ليساعد أهل فيلادلفيا ليساعد الشعب في أن يصبح من مواطني الولايات المتحدة الأمريكية. البارون ماجيفنز من الإقطاعيين الكبار الذين يسيطرون على أراضي الفلاحين ويهددهم في قوتهم اليومي، يعود دون أليخاندرو دي لافيجا مرة أخرى لإيقاف هذه المؤامرات الشنيعة و لكن هذه المرة وهو متزوج من إيلينا ولديه طفل يبتعد عنه في أغلب الأوقات لانشغاله بواجبه الإنساني بين خواكين يغرم بالأسطورة زورو نظراً للصفات التي يتمتع بها ويفضله عن والده المنشغل عنه دائماً وهو لا يعلم بأن الشخصيتين تعودان للرجل نفسه والده البارون اليخاندرو دي لا فيجا.
يبدو أن المخرج كيمبل أراد الدخول هذه المرة من باب جديد إلى هذه القصة و هي العلاقة الأبوية والواجب العائلي في مواجة الواجب الإنساني لإعطاء التجديد على طابع القصة العام المستهلك، ويتضح لمشاهد هذا الفيلم أن القيمين عليه قد نجحوا في مسعاهم الذي أرادوه.
الجزء الأول من هذا العمل الذي نفذ في نهاية التسعينيات والذي أنتج 250 مليون دولار من الأرباح كعائد لصافي الأرباح المحققة للتقييمين يعود بجزئه الثاني بالتوليفة نفسها بل بعناية أكبر نظراً للنجاح المحقق سابقاً، 75 مليون دولار هي الكلفة الإنتاجية لـ 152 دقيقة من الإنتاج السينمائي المتقن أرادته الشركتان المنتجة والموزعة سوني وكولومبيا بيكتشر، يتحدث المخرج عن عمله أنه من المشاريع الأكثر تعقيداً التي عمل عليها في تاريخه الإخراجي نظراً لازدواجية العمل المطلوب للربط بين الجزء الأول و الثاني من العمل.
من جهة أخرى أكثر تفصيلاً ومرتبطة من الناحية اللوجستية التي أنتجت العمل اتخذت مدينة San Luis Potos? في المكسيك موقعا رئيسيا للتصوير نظراً لارتباطها التاريخي الوثيق بأحداث القرن التاسع عشر التي عاشتها ولاية فيلاديفيا في تلك الآونة من إنتاج للذهب والفضة والحبوب سان لويس التي عاشت القصة نفسها والتي خضعت للاستعمار الإسباني تعود لتكون شاهدا على تلك الحقبة في هذا العمل من خلال موقع التصوير، أيضاً تقنياً عانى فريق العمل مشاكل عديدة من ناحية الظروف المناخية التي صاحبت التصوير و لا سيما فيما يتعلق بحفل السويل المقررة مشاهدته في هذا العمل حيث أجبرت الظروف المناخية الممثلين وطاقم التصوير لمواجة الأمطار الغزيرة و تبديل الملابس ومواقع الحركة في المشاهد لأكثر من مرة وأكثر من موقع، Hacienda Gogorr?n أيضاً كانت من مواقع التصوير الرئيسية والبديلة التي نفذت فيها أعمال التصوير الخارجي التي تشكل أغلب مشاهد الفيلم والتي تمت على مساحات وصلت 1800 هكتار وقد تم بناء العديد من النماذج الجديدة لقصور وأبنية تجسد تلك الحقبة من الزمن وطريقة العيش بها.
أسطورة زورو عادت في الواقع بتاريخ 28/10/2005م في جميع صالات العرض السينمائية الأمريكية و بدأت صالات العرض تستقبل حول العالم هذا العمل الذي يرشحه النقاد ليكون خاتمة موفقة لشركة سوني كي تختم به سلسلة إنتاجها السينمائي لهذا العام $39,489,000 هو رقم إيرادات الصالات الأمريكية فقط منذ بداية طرح العمل في دور العرض إلى الآن و يتوقع له النقاد زيادة كبيرة في الإيراد في الأيام القليلة المقبلة و لا سيما مع تزامن طرح مع قرب إجازة الأعياد الغربية بوجه العموم أنطونيو بانديراس و زيتا جونز، هذان الاسمان فقط كفيلان بإنجاح أي عمل سينمائي لدى تقابلهما فلا بد من المشاهدة والتمتع بتفاصيل هذا الفيلم الذي أؤكد لكم جمال إنتاجه وأدائه فلا بد من الانتظار لنتمكن من مشاهدته.

الأكثر قراءة