جيتكس دبي 2008 ينهي دورته لهذا العام وسط اتفاق على تراجع مستواه وأهميته

جيتكس دبي 2008 ينهي دورته لهذا العام وسط اتفاق على تراجع مستواه وأهميته

جيتكس دبي 2008 ينهي دورته لهذا العام وسط اتفاق على تراجع مستواه وأهميته

يختتم اليوم فعاليات معرض جيتكس دبي 2008، الذي انطلق في التاسع عشر من الشهر الجاري، وسط اتفاق شبه جماعي من قبل الفئات المهتمة بالمعرض من عارضين وإعلاميين وزوار، على تراجع قوة وأهمية المعرض. فلم يكن عدد الزوار كما هو الحال في السابق، وغابت في هذه الدورة، مثلما حدث في الدورتين السابقتين، الكشف من قبل الشركات عن اختراعاتها وتقنياتها الجديدة، إضافة إلى غياب الاتفاقات والصفقات التي تعود عليها المعرض في دوراته السابقة، إضافة إلى غياب شركات كبيرة دأبت على المشاركة منذ انطلاقة الدورة الأولى للمعرض مثل إل جي وعملاق الشركات المصنعة للهواتف المحمولة نوكيا وموتورولا وتوشيبا وكانون ولينوفو وسوني أريكسون وشارب.
أيضا الغياب المهم لشركة أيسر إحدى أهم الشركات العالمية المنتجة لأجهزة الحاسوب الشخصي, ولا يقتصر الامر على ذلك بمشاركة بعض الشركات لم تكن بحجم أهميتها العالمية مثل مايكروسوفت التي عادت بعد أن غابت في الدورة السابقة، قدمت نفسها بطريقة بسيطة جدا، فحجم جناحها لا يتناسب مع اسمها الكبير، والأمر نفسه ينطبق على عدد من الشركات الأخرى المماثلة.
دورة هذا العام هي الثامنة والعشرون، ولعل أكثر ما يستغربه الجميع، غياب المنتجات الحديثة التي كان ينتظرها الزوار. فلم يكن هناك شركة واحدة أعلنت عن اختراع جديد، أو كشفت عن منتج حديث تشبع فيه رغبات الزائرين، بل إن الكثير منها اكتفى بعرض منتجات سبق وأن عارضها أو أعلنها في دورات سابقة. واهتمت الشركات بطريقة جذب جديدة للزوار لأجنحتها، وهو العنصر النسائي، الذي اختيرت ملابسه بعناية فائقه من قبل الشركات العارضة، حيث تمايلت العارضات مع الموسيقى يمينا وشمالا، واستطعن أن يسرقن أعين وعقول الزائرين والعارضين أكثر من الأجهزة المعروضة، الذي لم يكن من بينها أي جهاز حديث أو جديد في عالم التكنولوجيا.
يقول ضياء زيدان وهو أحد الخبراء المختصين في التكنولوجيا، إضافة إلى أنه عارض مشارك في المعرض: لم يعد جيتكس كما عهدناه في السابق رغم اهتمام المنظمين، إلا أن هناك تراجعا في مستواه عن السابق. فلم تعد الشركات حريصة على كشف جديدها فيه. وأصبح العارضون هم المتجولون وهم الزائرون. وأعتقد أن العزوف ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، وأتمنى أن يتم مراجعة طريقة التنظيم في دورات جيتكس المقبلة. وربما من الأفضل أن يكون هناك أكثر من معرض جيتكس. أي فصل بعض التخصصات المهمة في معارض خاصة، ربما فكرة كهذه تنجح.
من جانبه قال عبد الرحمن الذهيبان، نائب رئيس أوراكل الشرق الأوسط وإفريقيا، أعتقد أن عدد الزوار بدأ بالفعل في التراجع. ولعل أحد أهم الأسباب هو تراجع الطفرات التي كنا نشهدها في عالم التكنولوجيا، حيث بدأنا بالتحول إلى الاعتماد على الحلول الحديثة والجديدة، وهي غير لافتة ومثيرة لاهتمام الزوار.
وأضاف الذهيبان، المعرض أصبح يستهدف شريحة متخصصة، الأمر الذي قد يكون أحد أسباب تراجع الزوار، وأيضا لم تعد الشركات العارضة مهمتمه باستقطاب الزوار لأجنحتها أكثر من المختصين.
الزائرون الباحثون عن الجديد في المعرض يتفاجأون أنه لا يوجد جديد، وكل ما في الأمر أن الشركات العارضة وجدت بالاسم فقط دون منتجات حديثة. بل إن البعض منها يعرض منتجات سبق وأن عرضها في دورة العام السابق.
يقول أحد رجال الأعمال السعوديين المهتمين بعالم التكنولوجيا، ورفض ذكر اسمه، لم يعد جيتكس دبي يغريني مثلما كان في السابق، فالشركات أصبحت لا تكشف عن جديدها في هذا المعرض، وهذا الشيء بدأت بالفعل ألمسه خلال دورات المعرض الأخيرة، حتى أصبحت لا أهتم بزيارة الأجنحة بقدر الاهتمام بعقد اجتماعات مع مديري بعض الشركات التي يجمعنا معها عمل مشترك.
وأضاف: أعتقد أن الإنترنت استطاعت أن تخدمنا أكثر كمهتمين في مثل هذا النوع من المعارض. فعندما أرغب في معرفة الجديد أتجه على الفور لموقع الشركة على شبكة الإنترنت وأتعرف إلى كل ما أريده عن منتجاتها الحديثة دون أي معاناة، وأصبحت أستغني عن تكبد المعاناة للحضور لتلك المعارض التي كانت تلبي رغباتي في السابق.
من جانبه علق محمود الحضري، وهو صحافي شارك في تغطيات صحافية للمعرض طوال الخمس عشرة سنة الماضية، قائلا: بغض النظر عن تفاوت عدد الزوار على المعرض من عام إلى آخر، إلا أنه أصبح أكثر تخصصا في جميع القطاعات التي تخدم التطور التقني إقليميا وعربيا وخليجيا بشكل خاص. فمن الملاحظ أن المعرض أصبح في سنواته الأخيرة يلبي رغبات المتخصصين الذي يودون التعرف إلى أحدث التقنيات في مجالات عملهم.
وأضاف الحضري، المتتبع لمعرض جيتكس دبي سيجد أنه من الناحية الاقتصادية للشركات ما زال يمثل أهمية كبيرة. بمعنى أن الشركات والأفراد المهتمين بالقطاع التقني يجدون فيه ملتقى لتبادل المعلومات والاتفاق على خطوات عمل مستقبلية، وأكثر دقة، فإن المعرض هو معرض أعمال، بينما بالنسبة للزوار العاديين أصبح مكلفا، خاصة مع ارتفاع تذكرة الدخول إلى 50 درهما للشخص الواحد، ما يعد عبئا على عدد كبير من زوار المعرض في سنواته السابقة، إضافة إلى إلغاء الزيارات المجانية، وتحول المعرض إلى مورد للإيرادات الذاتية للإنفاق على تكاليفها.

الأكثر قراءة