برنامج Google Earth يقدم صورا واضحة للقصور الرئاسية والمواقع العسكرية

برنامج Google Earth يقدم صورا واضحة للقصور الرئاسية والمواقع العسكرية

برنامج Google Earth يقدم صورا واضحة للقصور الرئاسية والمواقع العسكرية

كانت أجهزة الاستخبارات الأمريكية تتباهى أثناء حرب الخليج الثانية بأن بوسعها تحديد ماركة الملابس الداخلية لرئيس العراق السابق صدام حسين عن طريق الأقمار الصناعية.
والآن لم يعد الأمر حكرا على أجهزة المخابرات أو أقمار التجسس، بل أصبح بمقدور الفرد العادي في كل صقع من أصقاع العالم أن يطلع على أي منزل في أي مكان في التو واللحظة. وباستخدام تقنيات الزووم على الإنترنت، يمكن للمرء مشاهدة شخص يحتسي قدحا من القهوة في شُرفة أو على مقهى، وربما في غرفة نومه. والأمر لا يقتصر على مراقبة الأفراد العاديين، لكنه يشمل القصور الرئاسية لزعماء العالم والمناطق العسكرية والتحصينات، وهنا يبدأ الخوف ويثور الهلع.
وليس هذا الأمر من قبيل الخيال أو الحُلم، حيث طرحت شركة جوجل أخيراً برنامج Google Earth، والذي يُعد أحد أكثر البرامج إثارة للجدل في الوقت الحالي. ويتيح البرنامج لمستخدمي الإنترنت الوصول إلى العديد من الصور التي يتم التقاطها عبر الأقمار الصناعية بدقة بالغة. وتعرض بعض هذه الصور أماكن حساسة في كافة دول العالم. ويمكن من خلال هذا البرنامج مشاهدة صور كاملة للقصور الرئاسية والمباني العسكرية وغرف العمليات.
وأصدرت جوجل أخيرا نسخة جديدة من البرنامج تحت اسم Google Earth Plus بعد إدخال المزيد من التطورات عليه، ويبلغ سعر البرنامج 31 دولارا. ويتميز الإصدار الجديد بدقة متناهية في صوره، حيث يمكن بها تمييز وجه شخص يجلس في شُرفة منزله أو داخل غرفة نومه.
والبرنامج الجديد لا يطرح صورا حية، بيد أنه يعرض صورا تم التقاطها قبل يوم أو يومين على الأكثر، وبإمكانات تقريب عالية الدقة. علاوة على أنه يوفر إمكانات بحث يمكن من خلالها الوصول إلى أي شارع أو حارة أو زقاق في أي بقعة عل وجه الأرض بشكل دقيق وقريب.
كما يتيح البرنامج إمكانية عرض صور لجميع التجمعات السكنية والعسكرية في شتى بقاع العالم، باستثناء المواقع الحساسة في أمريكا وإسرائيل، حيث تظهر مواقع "س آي إيه" و"البنتاجون" و"الموساد" ويكتنفها ضباب شديد.
ولعل الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها هذا البرنامج كانت وراء بث حالة من الرعب والذعر بين العديد من دول العالم. ودعت بعض هذه الدول إلى ضرورة وضع قوانين تنظم عملية استخدام البرنامج، خشية أن يتحول إلى أداة للمخربين والإرهابيين وأجهزة المخابرات المعادية.
وأعربت حكومات كوريا الجنوبية وتايلاند والمسؤولون في هولندا عن قلقهم إزاء هذا البرنامج. كما أعرب الرئيس الهندي "عبد الكلام" عن المخاوف ذاتها، مضيفا أنه من المحتمل أن يصبح هذا البرنامج مساعدا للإرهابيين، بما يوفره من صور لمواقع حساسة.
وأشارت صحف كوريا الجنوبية إلى أن البرنامج يبث صورا للبيت الرئاسي الأزرق، ومؤسسات الدفاع، والقواعد العسكرية والنووية في بيونج يانج. كما أعرب عدد من رؤساء العالم عن خوفهم من التعرض للاغتيال، أو تعرض قصورهم للقصف من قبل الإرهابيين، استنادا للصور الواضحة التي يقدمها البرنامج.
وتعليقا على هذه المخاوف، قالت كاترين ييتسسن الناطقة باسم شركة جوجل "يستخدم البرنامج معلومات موجودة بالفعل في المصادر العامة، كما أن مزايا استخدامه تعوض عيوبه بكثير". بيد أن هذا الرد لم يمنع "عبد الكلام" رئيس الهند من المطالبة بسن قوانين وفرض قيود على نشر تلك الصور، سيما وأن القوانين الحالية لا توفر الحماية المطلوبة.

الأكثر قراءة