المباحث الفيدرالية: القراصنة أقوى من أي وقت مضى

المباحث الفيدرالية: القراصنة أقوى من أي وقت مضى

المباحث الفيدرالية: القراصنة أقوى من أي وقت مضى

على الرغم من أن ترنت تييما، رئيس وحدة مكافحة جرائم الكمبيوتر دائمة التوسع التابعة لمكتب المباحث الفيدرالية، سمع بجميع أنماط المتسللين، إلا أنه يعلم تمام العلم أن من يُطلقون على أنفسهم اسم المتسللين في وقتنا الحاضر بعيدون كل البعد عن نظرائهم الذين ظهروا منذ بضع سنوات.
ويعلق تييما على ذلك بقوله: "جرى العرف على أن يكون المتسلل شخصا في الثانية عشرة من عمره، يجلس في الدور الأسفل من المبنى ويأكل الحلوى ويشرب المياه الغازية، بيد أن هذه الصورة تغيرت الآن تماماً".
وقال تييما، الذي كان يُلقي كلمة أخيراً في مؤتمر في معهد أمن الكمبيوتر، إن متسللي اليوم عادة ما يكونون مسلحين، ويعملون من دول أخرى، وقادرون على إتيان أفعال شريرة أكثر فداحة بكثير من سرقة الهوية وعمليات الاحتيال.
واستشهد تييما بثلاث حالات بحث فيها مكتب المباحث الفيدرالية حول العالم عن مجرمين لاعتقالهم كانوا أكثر خطورة بكثير من خبراء الكمبيوتر المراهقين النمطيين. وفي واحدة من هذه القضايا كلَّّف أحدهم شركات الهاتف مئات الآلاف من الدولارات بواسطة استخدامه خطوطا لتمرير المكالمات، وفتح وغلق خطوط هاتف مختلفة، واستغلال بنية تحتية رديئة لإجراء الاتصال بشركات الهاتف بهدف إجراء وتلقي مكالمات حول العالم. وعندما لحق به المحققون أخيراً، وجدوه مسلحاً وخطراً. وبعد قليل من المفاوضات ألقى المحققون القبض عليه.
واشتملت قضية أخرى على محاولة ابتزاز بواسطة رجل كفل لنفسه الوصول إلى إحدى شبكات الكمبيوتر التي تعمل في القطب الجنوبي. وانتهى الأمر بالسلطات إلى اقتفاء أثر الرسائل إلى أحد مقاهي الإنترنت في رومانيا، الأمر الذي يوضح لنا، على حد قول تييما، أهمية التعاون الدولي والتضافر بين مسؤولي تطبيق القانون.
وتابع تييما بقوله "حققنا نجاحاً كبيراً في اعتقال المتسللين في الخارج، ومن الأهمية بمكان أن نمحو الأسطورة التي تقول إن عمليات الاختراق الأمني الأمريكي لن يتم اعتقال أصحابها طالما أنها تتم من دول أجنبية. مضيفا أن الدول الأخرى أصبحت أكثر حنكة فيما يتعلق بقدراتها على اقتفاء أثر المتسللين.
تمكن قانون مكافحة الإرهاب، الذي تم تمريره في إيطاليا أخيرا، من ردع المتسللين أيضا، حسبما ذكر تييما. وصيغ هذا القانون بحيث يمنح الحكومة رقابة أكثر على أنشطة الإنترنت.
وتذكر تييما حادثة كشفت عن مدى أهمية ردع جرائم الإنترنت، فقد ذكر أن رجلا كان يخرب شركات براءات الأبحاث بواسطة إرسال رسائل بريدية صريحة للعملاء، من حساب الشركة ـ على حد زعمه. وتتبعت السلطات الرجل لأشهر قبل أن تصل إلى شقته، حيث فوجئوا بمفرقعات نارية غير قانونية، وقنابل يدوية، ومواد كيميائية قال عنها تييما إنه من الممكن استخدامها لصنع أسلحة دمار شامل.
وأردف تييما أن الأحكام التي كان يواجهها هذا الرجل لقاء حيازته المفرقعات النارية وحدها كانت تتجاوز تلك التي سَتُوَقَع عليه لقاء الرسائل الإلكترونية الخداعية.

الأكثر قراءة