الطفرة الحقيقية

الطفرة الحقيقية

[email protected]

تعددت تعريفات الطفرة علمياً, ولكنها في أبسط تعريف قد تعني الزيادة الهائلة غير المتوقعة فمنها: الطفرة الجينية والطفرة الاقتصادية والطفرة السكانية.
وما سأتحدث عنه هو الطفرة السكانية، ألا تلاحظ معي أيها القارئ الكريم أن هناك ضغطاً شديداً؟ على كل الخدمات الخاصة والعامة التي تقدم للمواطن وبالذات في السنوات الأخيرة سأتركك مع بعض الفروقات التي لا بد أنك قد لاحظتها في محيطك:
1 . في مسجد الحي وقبل عدة سنوات كنا نصلي الجمعة نحو ثلاثة إلى أربعة صفوف وهو ما يشكل ربع سعة المسجد، أما في الوقت الحاضر ورغم افتتاح ثلاث مساجد جامعة في الحي نفسه أصبح الحصول على مكان داخل المسجد من نصيب المبكرين في الحضور فقط.
2 . رغم الزيادة الهائلة في أعداد المدارس والتوسع في بناء المدارس الحكومية الضخمة, أصبح تسجيل أبنائنا في المدارس القريبة صعب للغاية.
3 . المستشفيات الحكومية قبل 10 إلى 15 سنة كانت تقدم كل الخدمات لكل المحتاجين من المواطنين, وبعد زيادة الضغط عليها كانت المستشفيات الخاصة هي الملاذ الأخير بعد الله للمواطن على الرغم من الاستغلال المالي وضعف العناية الطبية, لكن في الوقت الحالي قد تذهب للمستشفى الخاص مع بداية دوام العيادة وينتهي الدوام دون أن تستطيع أن تقابل الطبيب بسبب كثرة المراجعين.
4 . المضحك المبكي وشر البلية ما يضحك، أن إحدى أشهر أنواع السيارات وأكثرها طلباً لدينا, أصبحت طلبات شرائها عند الوكالة بالآلاف مما أدى إلى أن يمتد الوقت بين طلب الشراء وتسليم السيارة إلى أكثر من 10 أشهر, رغم تضاعف سعر السيارة إلى مبالغ خيالية والسبب بالطبع الطفرة السكانية.
هذه الطفرة السكانية إن لم يٌكبح جماحها مبكراً مع الاستعداد التام لها بتوسيع البنى التحتية الخدمية قد نجد أنفسنا نعاني كما يعاني شعب عربي شقيق ذاق من ويلات الطفرة السكانية الشيء الكثير.
لذا من الضروري على الوزارات الخدمية أن تراعي هذه الطفرة السكانية وأن تضع في حساباتها خططا استراتيجية تمنعها من التقصير بواجبها وتخفف من حنق المواطن عليها والذي بدأنا نلمس بوادره في السنوات الأخيرة.

الأكثر قراءة