ما بناه النصر .. محاه الهلال !

ما بناه النصر .. محاه الهلال !

في ديربي العاصمة الذي يجمع الغريمين الهلال والنصر، تنكشف الكثير من الحقائق المهمة، التي لا تكشفها مباريات أخرى، فالعوامل الفنية وحدها لا تحقق الفوز، وللتاريخ شواهد في ذلك، لذا فإن لقاء الغريمين هو اختبار قوي للقدرات الفنية والنفسية، فكم تفوق الهلال رغم نقص لاعبيه، والعكس صحيح، لذا فإن مباراة من هذا النوع تعني من يحسم فقط، ويكون الفارس الذي كسر كل الحواجز وحطم العقبات كافة واستحق النصر بجدارة. في لقاء الفريقين البارحة امتطى الهلال صهوة جواد ه، منتصرا على غريمه النصر، رغم غياب لاعبه الليبي طارق التائب الذي ظهر جليا، أن الفريق في هذا اللقاء استطاع أن يعوض غيابه. فعلا إنه الهلال، أفلت من جلباب الترنح، أكد انه زعيم وإن غضب البقية، الهلال الذي أضاء بدره في ليلة أخفق فيها النصر رغم عدته وعتاده، ولم يكن له من اسمه سوى اسمه، فيما كان للأزرق من لونه وصفٌ لليلته التي كانت كما الموج الأزرق العارم، الذي أغرق النصر الحازم، وأعاده إلى طعم الخسائرٍ التي تجرعها لمواسم أمام نده التقليدي الهلال، بعد أن كان منطلقا للعلياء في دوري المحترفين واثبا نحو الصدارة التي وأدتها عودة الزعيم الجارحة. ليلة العاصمة كانت مختلفة، كعادتها خالفت التوقعات، هزمت التنبؤات، التقى الغريمان، وفي التقاء حشود مشجعيها رسائل صمت، ما بين ثأر الهلاليين لخسارة بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد العام الماضي، ومرورا بطموحهم لكبح جماح خصمهم وقص جناحه الذي يطير نحو الصدارة، فيما كانت العين الصفراء على الناحية الأخرى كما الواثقة، من الفوز جازمة مستندة على نصر مستقرٍ زاخر بالنجوم، مؤجج بالجماهير والشرفيين. أبى ياسر الكاسر إلا أن يقلب الطاولة، وكان لعودته هو الآخر كسر لشوكة النصر الهائجة، بهدف أشعل فتيل المباراة وقتل ثقة النصر، وغنِمها لفريقه، ليسيطر الأزرق على مجريات النزال ويغيب جاره غيبة تامة أثارت استغراب محبيه واستهجان بعضهم. استحق الأزرق الفوز الذي أمدها بمزيد من الاستقرار والثقة بعد موجة من عدم الرضا من محبيه حيال مستوياته، ودفعه للانطلاق نحو ملاحقة الاتحاد المحلق بالصدارة. فيما كان النصر ومسؤولوه بعد خمود صافرة النهاية، في بهاء المثالية ،منتقدين لأنفسهم بموضوعية، محملين ذاتهم الهزيمة، مباركين لندهم بروح رياضية، لتضع النقطة الأخيرة على السطر الأخير في قصة أول ديربيات العاصمة في دوري المحترفين 2008، التي كشفت وجها مشرفا للرياضة السعودية بعيدا عن كيل السباب والاتهامات والخروج عن دائرة التنافس الشريف.
إنشرها

أضف تعليق