إدارة المحتوى على شبكة الإنترنت ركيزة نجاح المواقع الإلكترونية
إدارة المحتوى على شبكة الإنترنت ركيزة نجاح المواقع الإلكترونية
تعتبر إدارة محتوى مواقع الإنترنت هي إحدى الركائز المهمة لإنعاش الموقع، والسبب الرئيسي لشهرة الموقع، لوفرت المعلومات أولا بأول. ولاشك أن الكثير من الزوار يحترم تلك المواقع التي تدار من قبل مختصين يقومون بتحديث الموقع من جهة، وتأكيد المعلومات وتوثيقها من جهة أخرى.
ويقصد بإدارة المحتوى هو تشغيل موقع الإنترنت ومتابعة محتواه وتحديثه وإضافة المعلومات للموقع وتعديل الأخطاء الطارئة الناتجة عن سوء الاستخدام أو الناتجة عن سلوك الطبيعة.
ويستمد المحتوى حيويته من خلال طرحه بالطريقة السليمة والمناسبة، والتي يمكن بها إحداث التأثير في سلوك وتفكير مرتادي هذا الموقع.
الكثير من ملاك مواقع الإنترنت والزوار يعتقد أن نجاح الموقع ومصداقيته يعتمد على الذوق العام والألوان والتصميم، متناسياً بأن موقع الإنترنت الناجح لا يعتمد إلا على بناء تقني مميز ومحتوى قادر على تحقيق أهداف الموقع ونشوء علاقة دائمة بين الموقع وجمهوره، ما يستلزم توفر عناصر قادرة على إدارة الموقع بشكل فعال.
وتتبلور أهم نقاط إدارة المحتوى في تحرير محتوى الموقع بلغة جذابة وسهلة ومتناسبة مع طبيعة الإنترنت، والالتزام بالمواصفات التحريرية المقررة، لاسيما تحديث معلومات الموقع وأرشفة المعلومات القديمة وإضافة الجديد، وإمكانية إعادة ترتيبها وتصنيفها من أهم عوامل المصداقية. كما يعد دعم المادة المكتوبة بالصورة والفيديو والصوت أسلوبا من أساليب توثيق المادة.
إن إضافة المحتوى إلى الموقع بشكل مستمر مع تولي كافة مهام بناء المحتوي وتحريره من خلال مختصين محترفين يعطي للموقع رونقاً خاصا يجعل من مرتاده تكرار هذه الزيارة. ولاشك أن تحديث المحتوى وفقا لخطة واضحة يجعل قواعد واستراتيجيات تصب في مصلحة العمل.
يأتي بعد ذلك الواجهة الروحية للموقع، فكلما تم تصميم الموقع بشكل بسيط والمصداقية في الطرح وجودة النص والمعلومات والرسومات والروابط وانسجام هذه العناصر، كلما حفز الزوار على الثقة لتكرار التواصل مع الموقع.
في المقابل متى ما كان الموقع غير مواكب للمستجدات، أو لا يجد فيه الزائر ما يقنع، فيكون الموقع حينئذ طاردا ويدفع الزوار إلى البحث عن مواقع أخرى أكثر حيوية. ولهذا كان من الأهمية بمكان الإبقاء على حيوية محتوى الموقع من خلال التحديث. ولاشك أن بقاء الموقع دون تحديث يعني علامة سالبة، وأن تحديث المحتوى أمر مهم للمحافظة على نضارة وحيوية الموقع، ومن الأفضل أن تتم عملية التحديثات بطريقة منتظمة. وهذا قد يحتاج إلى تنفيذ نظام لإدارة الموقع قادر على إجراء التحديثات بطريقة آلية وسهلة. فمثلا يمكن لنظام إدارة المحتوى أن يحسن ويطور مظهر الموقع دون الحاجة إلى عناء كبير. على سبيل المثال الرسوم والأدوات الأخرى التي يتزين بها الموقع يمكن حفظها في أرشيف خاص (كاتلوج)، بحيث يتسنى للمشاركين في الموقع من تحديد أماكن وجود الصور بكل سهولة ويسر. وعندما يهم المحرر بحفظ شيء ما في "الكتالوج"، يمكن له أن يلحق بهذه الصور معلومات وصفية، مثل اسم الصورة ووصف عنها وتاريخها، وبالتالي يمكن للباحثين في المستقبل البحث عن هذا الكتالوج عن طريق الخصائص والأوصاف المذكورة.
أيضا يقوم أحد أنظمة إدارة المحتوى المتقدمة باستعراض النتائج باستخدام المصغرات thumbnails وإسناد أنواع الملفات المختلفة التي في حاجة إلى إسناد ودعم.
وهناك أهمية خاصة لدقة المعلومة، حيث يتعين أن تكون المعلومات المبثوثة على الموقع دقيقة، وسهلة الوصول إليها، ووافية للغرض الذي أوجدت من أجله، وحديثة، ما يجعل وجود المحتوى الديناميكي والحيوي أمرا حاسما. يحتوي النظام الجيد في إدارة محتوى المواقع على السمات والمهام التي يمكن بها تحديث محتوى الموقع، لذا يراعى تنفيذ نظام لإدارة الموقع بحيث يتيح تحديد أوقات ظهور الصفحات أو جزء منها وبدائلها. فمثلا يمكن إظهار مقال ما في الصفحة الرئيسية ليوم واحد، ثم تحريكه إلى قسم آخر في الموقع لمدة أسبوع، وأخيرا استقراره في الأرشيف. وفي إمكان الكاتب تحديد أوقات الظهور المرغوبة للمادة المعنية عن طريق النقر على "الماوس" نقرات قليلة. وبموجب تواريخ متفق عليها، يقوم النظام بنشر كل الصفحات بطريقة آلية إلى جانب الروابط المرتبطة بها، إلا أنه مع انتهاء صلاحية الصفحات، يعمل النظام على إزاحة الصفحات والروابط الملحقة بها.
أيضا يراعى النظر إلى مهام، مثل أنظمة العمل workflow ، وإدارة النسخ version ، والتخصيص personalization ، والمواءمة حسب الحاجة localization ، وإدارة الروابط التي تعمل على دمج وتكامل عنصر التحرير مع عملية التحديث.