إيرادات محال المستلزمات المدرسية في أقل مستوياتها منذ أعوام.. والسبب تعاقب "المواسم"
على غير العادة لم تشهد كثير من المكتبات والقرطاسيات في اليومين الماضيين الكثافة العددية من الطلاب وأولياء أمورهم التي تشهدها كل عام لشراء المستلزمات المدرسية استعداداً لبداية العام الدراسي، وأرجع كثير من أولياء الأمور ضعف الإقبال بسبب توالي المواسم والمناسبات "العطلة الصيفية، رمضان، العيد، العودة إلى المدرسة" على كاهل رب الأسرة.
من جهتها قامت محال المكتبات والقرطاسيات بتوفير جميع المستلزمات الدراسية من دفاتر وأقلام وشنط بكميات كبيرة وبأنواع مختلفة، وذكر أحد المستثمرين في هذا القطاع أن بعض أسعار هذه الأدوات ارتفعت بنسبة تتراوح بين 10 و20 في المائة عن العام الماضي، مشيرين إلى أن معدل إنفاق الأسرة على الفرد من أبنائها يقدر بين 150 و350 ريالا من المستلزمات المدرسية على الطالب الواحد.
وحذر متعاملون في سوق القرطاسيات من البضائع الرخيصة الثمن التي تتعرض للتلف سريعاً، والتي ربما تلحق بضرر على الأطفال بسبب تركيباته كتشكيلة الألوان المائية التي ينبعث منها روائح تصيب الأطفال بالحساسية وغيرها، حيث يضطر أولياء الأمور لشراء هذه السلع لتدني أسعارها.
ولم يقتصر ضعف إقبال المستهلكين على المكتبات وحدها بل تعداها لأسواق التخفيضات (أبو ريالين) والمراكز التجارية الكبيرة (الهايبرماركت ) التي دخلت كمنافسين أقوياء يقتسمون عمليات البيع، ما قلل من أرباح القرطاسيات والمكتبات بنسبة تتجاوز 30 في المائة .
وأوضح لـ "الاقتصادية" ناصر الرميان مستثمر في قطاع المستلزمات المكتبية (الجملة) في سوق العطائف أن هناك منافسة شديدة من قبل التجار وأصحاب المكتبات والأسواق على اقتسام أرباح الموسم الدراسي .
مشيرا إلى أن هناك اختلافا كبيرا بالأسعار بين محال بيع الجملة والمكتبات القرطاسية (المفرق) فالبيع بالجملة أرخص بنسبة تتجاوز 35 في المائة.
وذكر الرميان أن هناك اختلافا في أسعار هذه الأدوات المدرسية حيث تختلف حسب الجودة والشكل، فهناك الصناعة اليابانية والكورية والألمانية والصينية, والأخيرة هي الأكثر طلبا لدى الزبائن وأصحاب المكتبات، لانخفاض سعرها، مشيرا إلى أن الصناعة الصينية ليست ذات جودة واحدة فمنها الجيد ومنها الرديء.
وأكد ناصر أن أسعار المستلزمات المدرسية ارتفعت بنسبة تتراوح بين 10 و20 في المائة عما كانت عليه في العام الماضي.
محذراً من قيام بعض محال التخفيضات ( أبو ريالين) وأصحاب البسطات المنتشرين في الشارع ببيع المستلزمات المدرسية الرديئة الصنع وغير الصالحة للاستخدام بأسعار مخفضة مستغلين حاجة الناس لمثل هذه الأسعار الرخيصة، وأن 50في المائة من المعروض في هذه الأماكن يعود لسنوات ماضية قام التجار بإخراجه من المستودعات وبيعه بأسعار مخفضة، وأن هذه البضائع تتعرض للتلف سريعاً.
يقول صادق بائع في إحدى المكتبات شرق الرياض، أن هناك ضعف إقبال من الطلاب وأولياء أمورهم لشراء المستلزمات الدراسية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وتوقع أن يتزايد الإقبال مع نهاية الأسبوع الجاري والأسبوع المقبل، وأن الإقبال سيستمر حتى نهاية الشهر الأول من العام الدراسي.
وعن أسعار الأدوات المدرسية يقول صادق إنها تختلف من نوع إلى آخر, فعلى سبيل المثال الحقائب المدرسية أسعارها تراوح بين 15 و200 ريال حسب الشكل والنوع، أما بنسبة للدفاتر فالأسعار تراوح بين 12 و45 ريالا للدرزن، و5 و60 ريالا لدرزن بالنسبة للأقلام.
وعن حجم مبيعات محله في الأيام الماضية ذكر أنها منخفضة بنسبة 10 في المائة في الوقت نفسه من العام الماضي.
وعبر عدد من المتسوقين عن استيائهم من غلاء الأسعار التي طالت أغلب الأدوات المكتبية، مما زاد في حجم المصروفات لديهم، وأن توالي المناسبات هذا العام سوف يجبرهم على تأخير شراء بعض الأدوات لحين نزول الرواتب. وطالب هؤلاء المتسوقين من الجهات الرقابية متابعة البضائع والأدوات المدرسية الرديئة المنتشرة في الأسواق بشكل كبير ومصادرتها.