متاعب أسواق الأسهم والعقارات تتسبب في تآكل ثروات الصين

متاعب أسواق الأسهم والعقارات تتسبب في تآكل ثروات الصين

خسر أغنى 50 شخصاً في الصين نحو ثلث ثرواتهم في السنة الماضية، وهذا أول تراجع منذ عام 2002 وفقاً لقائمة هورون لأغنياء الصين في عام 2008، التي صدرت يوم أمس.
وذلك أن الانخفاضات التي تعرضت لها أسواق الأسهم والعقارات في الصين كان لها التأثير الأكبر في أغنى 50 شخصاً فيها، في حين أن متوسط الثروة التي تعود لأغنى 800 شخص انخفض بنسبة 8 في المائة فقط، وفقاً لما ذكره روبرت هوجويرف الذي قام بتجميع القائمة.
ويقول هوجويرف إن أغنياء الصين نجوا من أزمة الشح الائتماني بصورة أفضل مما كان متوقعاً: ذلك أنه ما زال يوجد في الصين 101 ملياردير بحساب الدولارات الأمريكية، وهذا العدد يقل بخمسة فقط عن العام الماضي، هذا بينما توسعت قائمة هورون من 800 إلى 1.000 شخص، يجب أن يكون لدى كل منهم 100 مليون دولار (73 مليون يورو، 57 مليون جنيه استرليني) ليكون جديراً بهذا اللقب. تجدر الإشارة إلى أن أول قائمة صدرت عن هورون في عام 1999، اشتملت على 50 شخصاً فقط على أساس أن ثروتهم تبلغ ستة ملايين دولار.
ورغم أن متوسط الثروة الشخصية لأغنى 50 شخصاً انخفض إلى 2.4 مليار دولار في عام 2008 وذلك من 3.6 مليار في العام السابق، إلا أنها حافظت على بقائها أعلى من رقم عام 2000 الذي يزيد قليلاً على 200 مليون دولار بأكثر من عشر مرات.
أما أغنى رجل في الصين لهذا العام فكان هوانج جوانج يو، رئيس مجلس إدارة شركة جوم لتجارة التجزئة في الأدوات الكهربائية، حيث بلغت ثروته الشخصية 6.3 مليار دولار. وقد اعتاد تصدر القائمة حيث جاء في المركز الأول ثلاث مرات في خمس سنوات. يشار إلى أن جوانج يو ترك المدرسة وهو في سن السادسة عشرة.
وبالنسبة لثاني أغنى رجل في الصين فهو قطب صناعة الصلب دو شوانجهوا من شركة ريزهاو ستيل.
وتراجعت ثروة أغنى شخصية للعام الماضي، وهي السيدة يانج هويان التي ورثت ثروة عقارية، بصورة سريعة ومفاجئة من 17.5 مليار دولار في العام الماضي إلى 4.9 مليار هذه السنة. ويعود السبب الرئيس في ذلك إلى أزمة الشح الائتماني التي ألحقت ضرراً كبيراً بشركات التطوير العقاري. ورغم ذلك، ما زالت ثالث أغنى شخصية في الصين.
وهذه القائمة تسلط الضوء على تقاطع السياسة مع الثروة في الصين: إذ يقول هوجويرف "لقد كان العام الماضي عام بلوغ أصحاب المشاريع في الصين مرحلة النضج من حيث المركز السياسي"، إذ إن 15 في المائة من أصحاب الأسماء التي وردت في القائمة هم مندوبون إلى مؤتمر الشعب الوطني أو المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.
وقد جاء ترتيب ياو مينج لاعب كرة السلة في الاتحاد الوطني لكرة السلة، الذي يبلغ عمره 28 عاماً ودخل القائمة لأول مرة هذا العام رقم 987، وكان أصغر مليونير عصامي فيها. ويلاحظ تقرير هورون أن الثروات التي يكونها أصحابها من العمل في قطاع الرعاية الصحية في تزايد "الأمر الذي يرجع بالدرجة الأولى إلى زيادة حصتهم في سوق الطب الصيني التقليدي".
وقد تم إعداد قائمة هورون في العام الماضي حينما كانت سوق الأسهم في شنغهاي في ذروتها. ومنذ ذلك الوقت، خسر مؤشر بورصة شنغهاي المركب، الذي يعد مقياساً نحو ثلثي قيمته وانخفضت فيه أسعار العقارات.

"فاينانشيال تايمز" خاص بـ "الاقتصادية"

الأكثر قراءة