مئات الأطفال والمسنون يودعون حياة الترحال إلى منازل عصرية
مئات الأطفال والمسنون يودعون حياة الترحال إلى منازل عصرية
لم يكن شهر الصوم هذا العام والذي قبله عاديا على كثير من البدو الرحل في منطقة عسير الذين طالما تجرعوا مرارة التشرد والجوع والظمأ، بعد أن ودعوا حياة البداوة وأصبحوا في منازل عصرية مهيأة ومجهزة بكل لوازم العيش، ما ساعدهم على تعلم كثير من أمور دينهم التي كانوا يجهلونها وأعانهم على أداء عباداتهم كشهر الصوم وسط مساكن عصرية وأجواء باردة ومريحة من خلال أجهزة التكييف وثلاجات حفظ المواد الغذائية التي كانت بالنسبة لهم حلما تحقق على يدي ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي استطاع بإنسانيته أن ينقل هؤلاء المحتاجين من حياة الشقاء والعناء إلى حياة الرفاهية.
"الاقتصادية" رصدت ميدانيا حياة هؤلاء المستفيدين من خيريات الأمير سلطان وأعماله الخيرية المختلفة وصوّرت طبيعة الحياة لهم قبل وبعد تسلمهم تلك الوحداتهم السكنية التي تبرع بها الأمير سلطان لهم.
في البداية ووسط خيرية الأمير سلطان بن عبد العزيز في مركز البرك غرب منطقة عسير، تحدث المواطن صغير حسن محمد الهلالي أحد المستفيدين من المشروع قائلا "الحياة هنا غير الحياة سابقا لقد تبدلت الحياة فمن حياة كلها بؤس وشقاء وتعب ووصب إلى حياة الرفاهية والراحة التي لم نكن نحلم بها لطالما تجرعنا مرارة الشمس وحرارة الأجواء، ولطالما تجرعنا أيضا مرارة المرض والظلام الدامس ولدغات الثعابين والعقارب".
وأضاف الهلالي "كنا نفترش الأرض ونلتحف السماء ولا نملك في هذا الشهر المبارك إلا أن ندعو الله أن يجعل هذه الأعمال الخيرية في ميزان حسنات الأمير سلطان الذي شملنا عطفه وجوده حيث لم شملنا ليلتحق أبنائنا وبناتنا بالمدارس نعم لقد غير فينا كل شيء".
ويأخذ ابنه هادي صغير حسن الهلالي منه الحديث ليقول "نسأل الله عز وجل أن يرزق من كان السبب في تغيير مجرى حياتنا الأجر والمثوبة، فبعد أن كنا نعيش في الكهوف ورؤوس الجبال وبطون الأودية أصبحنا نسكن هذه الفلل العصرية التي كان لها الأثر فينا في جميع أمور حياتنا".
ويضيف علي حازب عامر الهلالي قائلا كنا نسكن بيوتا من القش والأشجار والزنك لا تقي من مطر ولا شمس لا نعرف الكهرباء ولا ننعم بها رغم أنها عصب الحياة في نظري، كانت السيول تفرحنا وتخيفنا نفرح لأن بها ينبت الكلأ والعشب الذي عليه تتغذى مواشينا وتخيفنا خشية أن يباغتنا أحد الأودية بسيوله الجارفة.
أما المسن حسن علي حسن كعول أحد المستفيدين من مركز النمو في الصوالحة الذي أنشأ فيه الأمير سلطان بن عبد العزيز 34 وحدة سكنية فلم يكن أحسن حالا من سابقيه، واستطاعت "الاقتصادية" أن ترصد حاله قبل عامين عندما كان يعيش وأفراد أسرته الذين يقاربون العشرة تحت شجرة بمحاذاة الطريق الدولي الذي يربط السعودية باليمن وتحديدا جنوب مركز الصوالحة وسط أكوام الرمال التي سرعان ما تباغتهم وتفسد عليهم ما أصلحوا من أمور حياتهم ومعيشتهم بكرمه وجوده رحب بنا وأجلسنا تحت الشجرة التي كانت وفية معهم طيلة حياتهم تحتها والتي يحيط بها زنكا وشبكا ألبس الثياب القديمة والرثة لتسترهم من أعين الفضوليين، يقول كعول ودموعه تذرف لك أن تتخيل حياة دون منزل أو مأوى يظل أسرتي ولضيق ذات اليد رضينا بالحال رضينا حرارة الجو الساحلي التي كانت تحرق وجوهنا والحشرات والقوارض التي كانت تتغذى على أجسادنا".
وبعد عامين زارته "الاقتصادية" أمس بمنزله العصري الذي خصص له والذي بدل حياته 180 درجة استضافنا في مجلس كله كنب بدل أن كان قد استضافنا قبل عامين على ألواح من الخشب طاولة تقديم القهوة والشاي تغيرت ولم تعد تلك العلبة التي كان يضع أكوابه عليها.
طلبنا منه أن يحدثنا عن حياته وأسرته الجديدة فقال ما ترى أبلغ من أن أتحدث خصوصا أنك قد رأيت الحال الأولى التي كنا نعيشها وذرفت دموعه وارتفعت أكفه دعاء لولي العهد الذي أسهم في توطين مثل هؤلاء الفقراء.
أما هتان محمد وأبناؤه فقد رصدتهم "الاقتصادية" قبل عامين عندما كانوا يعيشون في حظيرة غنم تجمعهم وقطيعهم لا يفصل بينهم شيء يعيشون في تلك الحظيرة التي كانت تتوسط شجرة يأكلون ويشربون وينامون تحتها.
وعند تجولنا في مركز النمو بسعيدة الصوالحة لفت انتباهنا معاق يسير على عكازين رحب بنا واستضافنا في ظل غياب والده عن المنزل يقول اسمي زايد علي سليمان وبلكنة أخذ يرفع أكفه بعد أن أثقل عكازيه بجسده خشية أن يقع ويدعو للأمير سلطان الذي نقله من حياة البداوة والتشرد إلى حياة عصرية تتوافر بها كامل الخدمات والمقومات الضرورية للحياة.