الترفية والعمل والتعليم أبرز العوامل الرئيسة لاستخدام جهاز الحاسب

الترفية والعمل والتعليم أبرز العوامل الرئيسة لاستخدام جهاز الحاسب

الترفية والعمل والتعليم أبرز العوامل الرئيسة لاستخدام جهاز الحاسب

تبين من مشروع دراسة استخدامات الإنترنت في السعودية، الذي أجرته هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، أن اللغة العربية هي اللغة الأكثر استخداما بين الأفراد في المملكة. حيث يستخدمها نحو ثلاثة أرباع السعوديين، أي ما نسبته 70 في المائة، ويستخدمها كذلك ما نسبته 64 في المائة من المقيمين العرب في أنظمة التشغيل التي يستخدمونها.
ومن الأشياء الجديرة بالملاحظة أن واحدا من كل خمسة مقيمين عرب يستخدمون اللغتين "الإنجليزية والعربية" معا. كما أن الذكور من العرب يميلون إلى استخدام اللغة الإنجليزية وحدها أو مع اللغة العربية أكثر من الإناث.
ويختلف الوضع نسبيًا في قطاع الأعمال، حيث لا تزال اللغة العربية هي الأكثر استخداما بنسبة45 في المائة، في حين تستخدمها نسبة43 في المائة إضافة إلى اللغة الإنجليزية، كما تعد العربية هي اللغة المفضلة في هذا القطاع 57 في المائة غير أن نسبة غير بسيطة من الشركات تستخدم اللغة الإنجليزية وحدها 13 في المائة أو مع اللغة العربية43 في المائة ومن الثابت أن أنظمة التشغيل ثنائية اللغة تستخدم في الشركات الكبيرة بنسبة أكبر 62 في المائة مقارنة بالشركات الصغيرة 32 في المائة.

وعلى نحو مماثل، تستخدم نصف المستشفيات والمراكز الصحية 48 في المائة أنظمة تشغيل ثنائية اللغة، في حين أن42 في المائة تستخدم النسخة العربية من نظام التشغيل وحدها. وتستخدم غالبية مؤسسات القطاع الصحي 66 في المائة أنظمة تشغيل ثنائية اللغة لوجود أعداد كبيرة من المقيمين من غير العرب، على العكس من مؤسسات القطاع الحكومي التي تستخدم نظام التشغيل باللغة العربية حصرًا. وبصفة عامة، فإن الشركات الكبيرة والمتوسطة تفضل استخدام أنظمة تشغيل ثنائية اللغة أكثر من المؤسسات الصغيرة.
وتبدي مؤسسات القطاع التعليمي انحياز كبيرًا إلى استخدام اللغة العربية في أنظمة التشغيل الخاصة بها، حيث تستخدم83 في المائة منها أنظمة عربية فقط وتستخدم16 في المائة منها نسخة ثنائية اللغة، فيما تستخدم نسبة واحد في المائة منها النسخة الإنجليزية فقط.
يشار إلى أن هذا الحال ينعكس في حالة الجامعات، حيث إن ما نسبته 69 في المائة منها تستخدم إصدارات أنظمة تشغيل ثنائية اللغة.
وكذلك الحال مع المؤسسات الكبيرة، حيث إن الأفضلية لاستخدام أنظمة تشغيل ذات لغات ثنائية في المؤسسات الكبرى، وعلى الرغم من ذلك فإن غالبية المؤسسات تستخدم إصدارات أنظمة التشغيل العربية .
وأخيرا، يسود استخدام إصدارات أنظمة التشغيل باللغة العربية في مؤسسات القطاع الحكومي، حيث تستخدم ست من كل عشر مؤسسات حكومية إصدارات أنظمة تشغيل عربية بشكل حصري؛ في حين تستخدم ثلاث من كل عشر مؤسسات حكومية إصدارات باللغتين العربية والإنجليزية. وتوجد أنماط الاستخدام نفسها تقريبا بين الموظفين والإداريين في هذه المؤسسات، بينما تتوزع اللغة التي يفضلها المديرون بين استخدام اللغة العربية بنسبة55 في المائة واللغة الإنجليزية بنسبة 45 في المائة.

متوسط الإنفاق الشهري

وأوضحت الدراسة أن متوسط ما تنفقه المنازل التي تمتلك جهاز حاسب آلي واحدا يبلغ نحو 184 ريالا سعوديا (أو ما يزيد على ذلك قليلا، أي نحو 2208 ريالات في السنة) على أجهزة وبرامج الحاسب الآلي والتدريب التي تعتمد على تقنية المعلومات. ويعد متوسط الإنفاق أعلى في المنازل التي تنتمي إلى الطبقة المتوسطة العليا والطبقة الاجتماعية الاقتصادية العليا.
وعلى الجانب الآخر، تنفق الشركات الخاصة معدلات أعلى على مشتريات تقنية المعلومات والتدريب ذي العلاقة؛ إذ يقدر متوسط ذلك الإنفاق بنحو 2500 ريال في الشهر، وليس بمستغرب أن يرتبط معدل الإنفاق بحجم الشركة، فمتوسط إنفاق الشركات الصغيرة أقل كثيرا من المبلغ المذكور؛ إذ يقدر بنحو 574 ريالا. أما بالنسبة إلى الشركات المتوسطة، فيبلغ متوسط إنفاقها 1537 ريالا في الشهر مقابل 9073 ريالا للشركات الكبيرة.
وبدورها تنفق مؤسسات القطاع الصحي في المتوسط 2245 ريالا في الشهر على المشتريات ذات الصلة بتقنية المعلومات والتدريب. ومن الواضح أن المبلغ المذكور أكبر في مؤسسات القطاع الخاص ( 2676 ريالا) من نظيره في القطاع الحكومي ( 1770 ريالا). إضافة إلى ذلك، يزداد حجم الإنفاق بازدياد حجم الشركة. ومن ثم، فإن المؤسسات الصغيرة تدفع متوسطًا شهريا يقارب 1216 ريالا في الشهر مقابل نحو 5775 ريالا، للشركات الكبيرة.
وأخيرا، فإن إنفاق مؤسسات القطاع التعليمي على تقنية المعلومات يحتل موقفا وسطًا، بمتوسط 1917 ريالا في الشهر.
ويفوق متوسط إنفاق الجامعات بكثير إنفاق أي نوع آخر من أنواع المؤسسات التعليمية (نحو ثلاثة أضعاف متوسط إنفاق المدارس الثانوية والكليات) التي تحتل المرتبة الثانية في هذا الصدد. ومن الطبيعي أن يكون معدل متوسط إنفاق مدارس رياض الأطفال والمدارس الابتدائية هو الأدنى بين إنفاق مؤسسات القطاع التعليمي على تقنية المعلومات.
وخلافا لما ذكر أعلاه، يعد متوسط إنفاق مؤسسات القطاع الحكومي على مشتريات تقنية المعلومات والتدريب ذي العلاقة مرتفعا على نحو غير متكافئ، إذ يصل إلى 10.774 ريال في الشهر. ويزداد هذا المبلغ بدرجة أكبر في مناطق الرياض 24 ألف ريال، ومكة 29 ألف ريال وتمثل هذه المناطق بشكل واضح مدينتا الرياض وجدة.

التدريب المتعلق بالتقنية

من الواضح ومن خلال ما عكسته نتائج الدراسة أن التدريب على موضوعات تتعلق بتقنية المعلومات ليس من أولويات مستخدمي الحاسب الآلي الأفراد(على الأقل، لا توجد برامج تدريبية مدفوعة لهم). وبشكل أكثر تحديدا، زعم نحو70 في المائة من مستخدمي الحاسب الآلي الأفراد أنهم لم يتلقوا أي نوع من أنواع التدريب على تقنية معلومات خلال الأشهر الستة الماضية؛ أما النسبة المتبقية، فكانت أهم أنواع التدريب التي ذكرتها الدراسة على النحو الآتي: التدريب على برامج مايكروسوفت أوفيس 15 في المائة، على لغات البرمجة 7 في المائة، البرامج المحاسبية 7 في المائة، برامج إدارة قواعد بيانات 7 في المائة، برامج تصميم المواقع الالكترونية 5 في المائة. ولا غرو أن أصحاب الأعمار الصغيرة أكثر ميلا إلى فكرة التدريب من الكبار.
وكذلك، ذكرت نسبة69 في المائة من الشركات الخاصة أنها لم توفر لموظفيها أي تدريبات على تقنية المعلومات؛ فيما ذكرت النسبة المتبقية من الشركات الخاصة أنها وفرت تدريبات تركزت بصورة رئيسية على البرامج المحاسبية23 في المائة وبرامج إدارة قواعد بيانات 21 في المائة وعلى خلاف ذلك، ظلت البرامج المتوقع أن تكون ذات انتشار أوسع أقل طلبا (مايكروسوفت أوفيس 3 في المائة؛ برامج لغات البرمجة 7 في المائة؛ الشبكات 4 في المائة؛ أوتوكاد 5 في المائة؛ تصميم المواقع الالكترونية 5 في المائة).
ويشبه وضع التدريب في مؤسسات القطاع الصحي الوضع في المؤسسات التعليمية؛ حيث ذكر نحو نصف هذه المؤسسات 54 في المائة أنه لا يوفر هذا النوع من التدريب لموظفيه؛ وتزداد هذه النسبة بين المستشفيات الصغيرة والمراكز الصحية إلى 63 في المائة، مقابل 31 في المائة للمستشفيات الكبيرة. وتلبي النسبة المتبقية عددا من الاحتياجات التدريبية لموظفيها، مثل التدريب على برامج إدارة قواعد البيانات17 في المائة والبرامج المحاسبية 15 في المائة ومايكروسوفت أوفيس 14 في المائة، أما الاستثمار في التطبيقات الأخرى، مثل: الشبكات ولغات البرمجة وأوتوكاد وتصميم المواقع الالكترونية الخ... فيعتبر متدنيا.
ويشهد الوضع تحسنًا في حالة المؤسسات التعليمية، حيث تبلغ نسبة المؤسسات التي لا تقدم أي نوع من التدريب على تقنية المعلومات لموظفيها (المعلمين والإداريين) 42 في المائة وكما هو الحال أعلاه، فإن من أكثر البرامج التي تشهد إقبالا تدريبياً: مايكروسوفت أوفيس26 في المائة، ولغات البرمجة 17 في المائة؛ والبرامج المحاسبية 15 في المائة؛ وإدارة قواعد بيانات 27 في المائة وتصميم المواقع الإلكترونية 5 في المائة، ومن ناحية أخرى، كانت برامج الشبكات والأوتوكاد وتصميم المواقع الإلكترونية متدنية على الأولويات التدريبية لمؤسسات القطاع التعليمي.
وكما هو الحال في مؤسسات القطاع التعليمي، لا توفر 42 في المائة من مؤسسات القطاع الحكومي أي برامج تدريبية لموظفيها على تقنية المعلومات ومن بين المؤسسات التي توفر برامج تدريبية، توفر أربع من كل عشر مؤسسات برامج تدريبية تشتمل على دورات في مايكروسوفت أوفيس، وبرامج في إدارة قواعد البيانات، أما التدريب على البرامج المحاسبية وتطبيقات الشبكات فيعد متدنيا ( 26و 22 في المائة على التوالي).

عوائق استخدام الحاسب الآلي

من الأسباب الرئيسية لعدم امتلاك بعض المنازل لأجهزة الحاسب الآلي: عدم المعرفة بطريقة استخدام الجهاز 56 في المائة وتكلفة الشراء 23 في المائة؛ وغياب الغرض من امتلاك الجهاز 12 في المائة. وبالنسبة إلى السبب الأول، وهو عدم المعرفة، فقد ذكره كبار السن (أكبر من 55 سنة). ومن الأشياء اللافتة للنظر، أن نسبة بسيطة7 في المائة (وغالبيتهم من الناشئة والشباب) أفادت أن أسرهم لا تسمح بوجود جهاز الحاسب الآلي في البيت.
أما بالنسبة للشركات الخاصة، فإن أهم أسباب عدم امتلاك أجهزة الحاسب الآلي أن هذه الأجهزة ليست ذات صلة بأنشطة الشركة المعنية ("أجهزة الحاسب الآلي ليست لها علاقة / غير لازمة لأنشطتنا"). وقد وجد أن هذا هو السبب الوحيد عادة لعدم امتلاك الشركات الكبيرة والمتوسطة أجهزة الحاسب الآلي. أما المؤسسات الصغيرة، فيعزى السبب فيها للافتقار إلى مهارات استخدام الحاسب الآلي لدى موظفيها 22 في المائة ونقص الميزانية 10 في المائة. ومن الجدير ذكره، أن نحو 10 في المائة من الشركات الخاصة العاملة في المملكة وجد أنها لا تمتلك جهاز حاسب آلي. وكان نقص المعرفة والميزانية السببين الرئيسين اللذين ذكرتهما المؤسسات التعليمية والصحية لعدم امتلاك أجهزة حاسب آلي. غير أن هذه المؤسسات يجب أن تعتبر استثناء وليست قاعدة، لأن نسبة عدم امتلاك جهاز الحاسب الآلي في كلتا الحالتين لا تكاد تذكر (1 في المائة و5 في المائة بين المؤسسات التعليمية والصحية على التوالي).

محفزات استخدام الحاسب

يعد الترفيه والتسلية، الاتصال، والعمل والتعليم هي الأسباب الثلاثة الأساسية لاستخدام جهاز الحاسب الآلي. أما من حيث التحليل، فقد ثبت أن تصفح الإنترنت يعد السبب الأساسي بالنسبة إلى المستخدمين الأفراد، فيما يعد "الاتصال بالأهل والأصدقاء عبر الإنترنت" من الأسباب التي ذكرت كثيرا. كما كان حفظ الوثائق وأداء عمل يتعلق بالمهنة أو التعليم، إضافة إلى ممارسة الألعاب والاستماع إلى المواد الصوتية ومشاهدة الأفلام، من الأسباب السائدة لاستخدام أجهزة الحاسب الآلي. وكانت أهمية الأسباب المذكورة أعلاه ثابتة بين كل مجموعات عينة الدراسة من دون أي تباين ملحوظ.
وكما هو متوقع، كان "العمل" هو السبب الوحيد، الأكثر الأهمية، بالنسبة للموظفين لاستخدام جهاز الحاسب الآلي الخاص بالشركات التي يعملون بها. وفي هذا الصدد، لم يذكر استخدام أجهزة الحاسب الآلي الخاصة بالشركات لأغراض التسلية والترفيه. وعلى الرغم من ذلك، فإن الدخول إلى الإنترنت وتصفح مواقعها والاتصال بالآخرين، من أسباب الاستخدام الشائعة لأجهزة الحاسب الآلي في الشركات.
وفي المقابل، تستخدم أجهزة الحاسب الآلي في مؤسسات القطاع الصحي، بصفة أساسية، في قواعد البيانات وحفظ الملفات، وترتيب المواعيد وتخزين بيانات المرضى، وتشغيل التطبيقات المتعلقة بالمهنة. ومن ثم، فقد أكدت نسبة تزيد على 50 في المائة استخدام أجهزة الحاسب الآلي في تعبئة النماذج التي تطلبها الجهات الحكومية. وأخيرا، فقد ثبت شيوع استخدامات متعلقة بالإنترنت (مثل تصفح الإنترنت والاتصال بالآخرين، بصفة أساسية) على الرغم من أنها ليست من بين الأسباب الرئيسية.
بينما غابت أسباب الترفيه والتسلية عن أسباب استخدام الحاسب الآلي في المؤسسات التعليمية. في هذه الحالة، كان من الواضح أن أجهزة الحاسب الآلي تُستخدم بصفة رئيسية في تشغيل التطبيقات ذات العلاقة وأداء الأعمال المتعلقة بعملية التعليم. وقد ذكر أن استخدام أجهزة الحاسب الآلي في المدارس لأغراض تتعلق بالإنترنت أمر معتاد لدى المستخدمين في نحو ثلث المؤسسات التعليمية.
وأخيرا، كما ورد في القطاعات المذكورة أعلاه، تتمثل الأسباب الرئيسة لاستخدام أجهزة الحاسب الآلي في مؤسسات وإدارات القطاع الحكومي، في أداء مهام العمل: حيث وجد أن تسعا من كل عشر من هذه المؤسسات تستخدم الحواسيب الخاصة بها "بغرض تنفيذ أعمال تتعلق بالحكومة"، في حين وجد أن سبع من كل عشر من هذه المؤسسات تقوم بتشغيل "تطبيقات مهنية متخصصة". كذلك وجد أن "حفظ الوثائق الشخصية" من الممارسات الشائعة لاستخدام الحاسب الآلي، كما ذكرت سبع من كل عشر من هذه المؤسسات. أما تصفح الإنترنت، فيمارسه نحو نصف هذه المؤسسات، بينما يمارس الاتصال بالآخرين ثلث المؤسسات المذكورة.

الأكثر قراءة