التركيز: مستقبل شركتك يعتمد عليه

التركيز: مستقبل شركتك يعتمد عليه

في هذا الكتاب يقدم المؤلف آل رايس وصفة جديدة جريئة للشركات، حيث يؤكد أن المديرين عادة ما يطبقون مجموعة من الاستراتيجيات التي تتسبب في فقدان شركاتهم التركيز.
يؤكد الكتاب أن الكبير ليس بالضرورة هو الأفضل، وأن الكل غالبا ما يكون أقل من مجموع أجزائه، فغالبا ما تضع الشركات لنفسها هدفا هو النمو بأي ثمن مما يقودها إلى الإفراط في أي إجراء يعد بموارد ربح جديدة، مثل: الاستثمار في دمج الشركات الأخرى، تطوير منتجات جديدة غالبا ما لا تكون لها علاقة بخطوط الإنتاج الحالية، دخول أسواق جديدة، وإنشاء قنوات توزيع جديدة.
يقدم الكتاب مجموعة هائلة من الأمثلة لشركات من العديد من الصناعات لتوضيح كيف أن الشركات التي تركز جهودها وطاقاتها على نشاطها الأساسي تتمتع على المدى الطويل بمعدلات ربحية أكبر، بينما نجد أن الشركات التي تفقد تركيزها من خلال تنويع المنتجات والخدمات إلى درجة التشتيت والتوسعات المبالغ فيها ربما تشهد ازدهارا في أرباحها على المدى القريب، إلا أنها ستعاني لا محالة على المدى البعيد.
يستعرض الكتاب أساليب تحقيق الشركات عملية التركيز، حيث يؤكد أن التركيز يحتاج غالبا إلى بعض التضحيات من الشركة مثل التخلي عن حصة ما من السوق أو أحد إصدارات المنتج أو إحدى قنوات التوزيع.
بالرغم من أن مثل هذه الاستراتيجيات يراها بعض المديرين غير منطقية أو تتعارض مع التفكير السليم، إلا أن الكتاب يسوق الكثير من الأمثلة التي تثبت فعاليتها. فكما يذكر الكتاب حيثما وجدت المنافسة فمن المستحيل ربح نسبة 100 في المائة من أي سوق.
يسرد الكتاب خمس استراتيجيات للتأقلم مع التغيير من خلال التأكد من أن الشركة تحظى بتقدير العميل. يستخدم المؤلف آل رايس خبرته الواسعة ليستعرض كيف يمكن حل مشكلة المنافسة من خلال استراتيجية التركيز.
يتطلب التعامل مع الأسواق التي تسود فيها التكنولوجيا السرعة الفائقة من المتعاملين معها، ويتطلب من المديرين التفكير السريع والتقييم السليم للمواقف وللفرص التي تواجههم. يضع الكتاب الخطوط العريضة للطرق الذكية التي يمكن للشركة أن تتطور وتنمو بها وتزيد من حصتها في السوق دون التضحية بالأصول الأساسية التي ستحتاج إليها على المدى البعيد.
يؤكد الكتاب عدم صواب استراتيجية النمو من أجل النمو، خصوصا عندما يتضمن توسعات في إنتاج منتجات أو خدمات جديدة بعيدة الصلة بالنشاط الأساسي للشركة، حيث تتسبب هذه الاستراتيجية في فقدان الكثير من الشركات تركيزها وتشتيت انتباه العملاء وفقدان الشركة أموالها.
كما أن ولع اندماج واكتساب الشركات الذي انتشر بين الكثير من الشركات ذات العلامات التجارية المعروفة أثبت عدم جدواه الاقتصادية، ما نتج عنه أن ترهلت الشركات وصارت تحتاج إلى التقليل من حجمها لاستعادة تركيزها الأساسي.

الأكثر قراءة