حارسات أمن يتعرضن لـ "ضرب" مبرح..

حارسات أمن يتعرضن لـ "ضرب" مبرح..

حارسات أمن يتعرضن لـ "ضرب" مبرح..

يبدو أن حارسات الأمن السعوديات يعشن وضعاً سيئاً، ففي حين يتعرضن لـ "الضرب المبرح" من بعض المتسوقات في الأسواق النسائية، تلاحقهن الشتائم أحياناً، فيما تؤكد أنظمة المراكز التجارية النسائية على احترام حارسات الأمن والعاملات فيها واتباع إرشاداتهن.
وأوضحت لـ "الاقتصادية "منيرة الركف مديرة مجمع "بشرى" النسائي في الرياض، أن موظفات وحارسات الأمن يتعرضن لكثير من المشكلات أثناء تأديتهن العمل اليومي، بسبب سوء تصرف بعض الزائرات، مشيرة إلى أن سوء التصرف يصل أحياناً للضرب والاعتداء والسب والشتائم الجارحة.
وتروي حادثة وقعت أخيراً مع إحدى موظفات الأمن التي منعت سيدة وبناتها من إدخال المأكولات والمشروبات للسوق بحسب أنظمة المجمع، فتشاجرت العائلة الزائرة مع موظفة الأمن وضربوها أمام الجميع وردت عليهم الموظفة بنفس الطريقة، فتجمهر الكثير من الموظفات والزائرات في موقع المشكلة ما أدى إلى حدوث فوضى وصراخ، مؤكدة أن القوانين لا تقتضي أي عقوبة على موظفة الأمن لأنها طبقت القوانين والأسرة اعتدت عليها.
واستطردت: "بسؤال السيدة عن سوء تصرفها هذا أكدت أنها أهانت موظفة الأمن وبدأت بالاعتداء عليها بالضرب معللة أسباب ذلك بأنها كانت على خلاف مع زوجها عندما جاءت للمجمع فصبت غضبها على حارسة الأمن".
وتابعت: "مهنة حارسة الأمن من المهن التي جذبت كثيرا من الفتيات السعوديات وحتى الجامعيات وسيرتفع الطلب أكثر خلال الأعوام المقبلة على هذه المهنة، لافتة إلى أن موظفات الأمن في المجمع حالياً 11 موظفة ما بين حارسة ومشرفة أمن في الأيام العادية، في حين يزداد العدد إلى 25 حارسة أيام المهرجانات والمناسبات، مبينة أنهن يتولين كثيرا من المهام الأمنية والحفاظ على الأمن ومراقبة سلامة الزائرات والمستثمرات في المجمع ومنع دخول جوال الكاميرا ومصادرته ومتابعة السيدات اللواتي يشتبه بهن والتفتيش عن الممنوعات والأدوات الحادة، مؤكدة أن جميع حارسات الأمن في المجمع حاصلات على درجة جامعية ولديهن عدد من الدورات التدريبية في مجال الأمن والسلامة وكيفية التعامل مع الزائرات وضبط النفس والسيطرة على أي مشكلات قد تحدث.
وعن الحوادث الغريبة التي واجهتها أثناء عملها، قالت الركف "إن إحدى الزائرات استخدمت مشرطا حادا لتهديد إحدى صاحبات المحال وسرقت بضاعة المحل ومبلغ نقدي"، منوهة بأن دور حارسات الأمن التفتيش عن الأدوات الحادة مثل المشرط والسكاكين قبل دخول الزائرة السوق.
وقالت نوف العمار مشرفة أمن في إحدى المراكز التجارية الكبرى في الرياض إنها بدأت العمل منذ سنتين ويتطلب عملها أن تتمتع بشخصية قوية وقادرة على التدخل وحل المشكلات الطارئة وخاصة في حال حدوث نزاعات من قبل الزائرات والمتسوقات، مشيرة إلى أن عملها يتطلب منها الحفاظ على الأمن والهدوء والتعامل مع المفقودات مثل الحقائب والأغراض الشخصية وتسليمها لصاحبتها.
وتؤكد أن عملها يعد سريا حيث لا تعلم السيدات المتسوقات أنها مشرفة أمن فهي ترتدي عباءتها وتتجول في السوق يوميا وتتابع الأماكن التي لا يمكن أن يدخل بها رجال في السوق وترصد الحركة والنظام من جانب السيدات وتقدم المساعدة لهن وخاصة في حال فقدان الأغراض الشخصية حيث تنسق مع عاملات النظافة في المركز لتزويدها بأي قطعة يحصلن عليها في حين تتولى هي مهمة إيصالها لصاحبته بعد التأكد من صحة كلامها.
وتضيف "من مهام عملنا التبليغ عن الشباب المزعجين والمعاكسين الذين يرتادون المركز ويتسببون في مضايقة السيدات وكذلك القيام على مدار الساعة بجولات ميدانية في مختلف أرجاء المركز وكتابة تقارير يومية تقدم لإدارة المركز تتضمن ملاحظات عن أجواء اليوم النظامية أو تسجيل المشكلات أو الخلافات التي تحصل أثناء العمل من قبل الزائرات اللواتي يعتقد بعضهن أن تدخلنا في حال حدوث خلاف تطفلا غير مرغوب فيه لعدم معرفتهن عن أسباب التدخل والبعض يفاجأ عندما نجري اتصالات بالإدارة نطالبهم بالتدخل وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بفقدان أغراض غالية ومهمة أو حدوث خلاف كبير".
وتذكر تهاني عبد الله مشرفة أمن في أحد الأسواق النسائية، أن اختيارها العمل في مجال الحراسات الأمنية كان مصادفة، عندما كانت تبحث عن عمل وفي الوقت ذاته لم يتوافر لها عمل لأنها لا تحمل مؤهلا علميا في حين تتطلب منها الحراسات الأمنية القدرة على التعامل مع الزائرات للمدينة وفض المنازعات أو الخلافات التي قد تحدث وعلى الأخص بسبب الأطفال الصغار وتمكنت من اجتياز دورات الأمن والسلامة والمهارات المختلفة مثل صناعة الضيافة وكيفية التعامل مع الآخرين التي عقدتها إدارة المدينة الترفيهية مع بداية التحاقها بالعمل.
وتزيد: "من حيث نظرة المجتمع هناك عدم تقبل ولم تواجهني مشكلات كبيرة مع الزائرات بخلاف المشكلات البسيطة، مثل عدم التقيد بالأنظمة واللوائح المتبعة واستخدام جوال الكاميرا والإصرار على الجلوس في مناطق ممنوعة وبعض التصرفات البسيطة في حين تؤكد أن تأخر أوقات العمل وخصوصاً في الليل، إضافة إلى الدوام في أيام العطل الرسمية والإجازات والأعياد من العوائق، وكذلك تدني الدخل المادي المخصص لحارسات الأمن من الصعوبات التي تواجهه وتحتاج إلى إعادة النظر في تقييمها لأن مجهود حارسات الأمن في العمل كبير، خاصة أنه يتطلب حركة دائما وقدرة على السيطرة والتعامل مع الغير.
وتؤكد أن الخلافات النسائية في الأسواق مع الأسف أصبحت تتزايد وتصل إلى حد العنف، ومن ذلك مشكلة عجزت مع زميلاتها عن إنهائها عندما حدث تصادم بين سيدتين بسبب أطفال ما أدى إلى صراع بالأيدي أسفر عن إصابة سيدة في عينها.
ولفتت إلى أن المشكلات الكبيرة لا بد من إجراء محضر ضبط فيها، يسلم إلى الإدارة، مشيرة إلى أن "هناك حالات يتم تزويد الإدارة بتقرير عنها مثل اللواتي يتعاطين ممنوعات أو اللواتي يحضرن بناء على أنها زائرة إلى السوق وتغادره فور ذهاب وليها".

الأكثر قراءة