60 مليارا حجم السوق السياحية في المملكة.. ولا وجود لفرص عمل حقيقية لتوظيف السعوديات!

60 مليارا حجم السوق السياحية في المملكة.. ولا وجود لفرص عمل حقيقية لتوظيف السعوديات!

60 مليارا حجم السوق السياحية في المملكة.. ولا وجود لفرص عمل حقيقية لتوظيف السعوديات!

اعتبرت أكاديميات سعوديات وباحثات عمل، أن عدم وضوح المسمى الوظيفي، وقلة وجود أقسام نسائية مستقلة وندرة فرص التدريب من الصعوبات والمعوقات التي تحول دون انخراط المرأة السعودية للعمل في القطاع السياحي رغم نمو حجم صناعة السياحة في المملكة بشكل مطرد كل عام.
وقالت لـ "المرأة العاملة" متدربات أنهين دورات متخصصة في السياحة والسفر، إن ما يضخ في سوق السياحة سنويا يتجاوز 60 مليار ريال، ولكن الجهود المبذولة لتوفير فرص عمل حقيقية في هذا المجال للمرأة ما زالت غير واضحة، مؤكدات أن هناك مئات الوظائف يمكن توفيرها وبمسميات عديدة منها مرشدة أو دليل سياحي، خدمة العميل في مكاتب السفر، موظفات الحجز عبر الهاتف والإنترنت.

المرشدة السياحية
بينت أمل سليمان ـ التحقت بدورة متخصصة للعمل في المجال السياحي ـ أن مقومات كثيرة تدعم صناعة السياحة في المملكة، وذلك في ظل وجود ألف وكالة سفر وسياحة، و70 متحفا و18 متنزها وطنيا و14 محمية طبيعية، إضافة إلى انتشار الخدمات الفندقية، لافتة إلى أن وجود أقسام نسائية في هذه الأماكن قد يوفر آلاف الوظائف سواء في خدمة العميلات، أو في قسم الإرشاد السياحي للوفود النسائية الأجنبية التي تزور المملكة وعادة يصطحبها موظفات غير متخصصات من أي قسم نسائي، أو في أقسام الحجوزات والاستعلامات عبر الهاتف والإنترنت.
وتابعت أن هناك عوائق عديدة تحد من إقبال السيدات على العمل في القطاع السياحي على الرغم من نموه المطرد سنويا، منها ندرة فرص التدريب والتأهيل، عدم وجود أقسام في الجامعات تتخصص في مجال السياحة والآثار، عدم وضوح طبيعة عمل المرأة في المجال السياحي.

توقيت العمل
أرجعت هيفاء حمود الشمري، باحثة متخصصة في مجال السياحة، الصعوبات التي تحد من الإقبال على العمل في القطاع السياحي إلى وجود نظام الفترتين في العمل السياحي في معظم القطاعات السياحية.
وقالت الشمري "إن قضية توقيت عمل المرأة عامل مهم في المجتمع السعودي فالعادات والتقاليد والأعراف تمنع خروج المرأة لساعات طويلة في أماكن العمل، ومع أن الكثير من القطاعات الخاصة تعمل فيها المرأة ساعات طويلة ولفترتين من العمل، إلا أن المؤسسات الحكومية لا تزال توفر للمرأة العاملة فترة واحدة حفاظا على القيم الاجتماعية".

الدورات التدريبية من عوامل الجذب
وأضافت الشمري أن الدورات التدريبية من عوامل الجذب الحقيقية للمهن المراد شغلها بكفاءات قادرة على أداء العمل فيها، والسياحة كصناعة جديدة على المجتمع تحتاج إلى مثل هذه الدورات التي ستشجع في النهاية العناصر النسائية على العمل فيها.
وأعدت الباحثة الشمري دراسة لتقصي واقع مشاركة المرأة السعودية في قوة العمل في القطاع السياحي من خلال "التعرف على الصعوبات والمعوقات التي تواجه المرأة السعودية وتحد من مشاركتها للعمل في القطاع السياحي وإبراز أبعادها المكانية والاجتماعية – الثقافية".
وركزت على ثلاثة مجتمعات رئيسة في المملكة هي طالبات كليات البنات قسم الجغرافيا في كل من: (الرياض، أبها, حائل)، وبلغ عدد المشاركات 300 طالبة بواقع 100 طالبة من كل كلية في المناطق الثلاث.
وأسفرت الدراسة عن أن 80 في المائة من الطالبات في مدينة الرياض يؤكدن على ضرورة وجود تخصصات دراسية مستقلة للسياحة في المؤسسات التعليمية الجامعية، كما بلغت النسبة 78 في المائة للسؤال نفسه لدى الطالبات في حائل، أما في أبها فقد بلغت النسبة 87 في المائة.

الوصف الوظيفي الواضح
وقالت الدراسة إن الوصف الوظيفي الواضح يشجع المرأة السعودية للعمل في المجالات والقطاعات السياحية، فالمجتمع مازال غير مطمئن حول عمل المرأة في المجالات السياحية، ولذلك فقد جاءت النتائج وفي جميع المدن حول أهمية الوصف الوظيفي للعمل في المجالات السياحية لتشكل نسبة مرتفعة، حيث كانت في مجموعها أعلى من 70 في المائة لدى جميع الطالبات المشاركات.
وبدت النتائج متقاربة فيما يتعلق بالتأثير السلبي من الناحية الاجتماعية لمن تعمل في القطاع السياحي، ففي الرياض تؤكد 41 في المائة من الطالبات أنها لا توافق على فرضية أن عمل المرأة في القطاع السياحي سيؤثر فيها سلبا وفي علاقاتها الاجتماعية النسبة، وفي أبها فقد بلغت نسبة غير الموافقات على هذه العبارة 52 في المائة، في حين أكدت 72 في المائة من المشاركات أن عادات وتقاليد الأسرة تحد من توجههن للعمل في السياحة.

مهنة محترمة
في حين اعتبرت 67 في المائة من المشاركات من مدينة الرياض و77 في المائة في مدينة حائل و73 في المائة من أبها أن العمل السياحي مهنة محترمة، وشددت الدراسة على ضرورة توفير بيئة عمل خاصة بالمرأة (قسم نسوي) ما يزيد الرغبة للعمل في السياحة.
ونادت الباحثة الشمري بضرورة العمل بشكل سريع على تهيئة الكثير من الدورات التدريبية ذات العلاقة بالسياحة في جميع مناطق المملكة لتغطية نقص التخصصات السياحية في الجامعات السعودية الخاصة بالبنات، وتوفير آليات لعمل المرأة في السياحة بما يتوافق مع قيم المجتمع من قبل المؤسسات السياحية ومنها تحديد فترة عمل واحدة خلال اليوم وفصل النساء عن الرجال في مجال العمل السياحي.
وطالبت الشمري بالتركيز على التوعية الاجتماعية الموجهة للأسر والمجتمعات المحلية للتقليل من معارضة الأسر لعمل بناتهم في تلك المجالات السياحية.

تهيئة المجتمع
وأكدت على تهيئة المجتمعات المحلية لقبول فكرة عمل المرأة كمنتجة ومشتركة في صناعة السياحة، وهذا سيوفر الكثير من القبول للصناعة مما يسهل فكرة عمل المرأة في هذا المجال مستقبلا.
الجدير بالذكر أن الهيئة العليا للسياحة والآثار عقدت ست ورش عمل خاصة بالسيدات انبثقت عن برنامج "السياحة تُثري" في منطقة القصيم ومحافظة المجمعة التابعة لمنطقة الرياض، وذلك بمشاركة العديد من شرائح المجتمع بهدف تهيئة المجتمع المحلي بجميع أطيافه لفهم وقبول ثقافة السياحة، وتعميق مفاهيم التربية السياحية لدى أفراد المجتمع بما يمكنهم من تطبيق وممارسة سلوكيات السياحة الإيجابية.

شرح
حتى لا يكون توظيف المرأة شكليا وبأدوار هامشية في قطاعات السفر والسياحة فإن الأمر يتطلب وضوح طبيعة عملها والأهداف المطلوب تحقيقها من خلال وصف وظيفي دقيق يبين مهام الموظفة إلى جانب إسناد أدوار أساسية لها. "الاقتصادية"

الأكثر قراءة