سوق المشالح في الصيف.. موسم الزواجات يحلق بأسعارها إلى 6 آلاف ريال
تشهد محال بيع البشوت في العاصمة "المشالح" هذه الأيام رواجاً منقطع النظير من الشباب الذين يرغبون في توديع مرحلة العزوبية على شراء المشالح لتزيين والظهور بأحسن حلة، ولا تقتصر عمليات الشراء على الراغبين في الزواج فقط، بل يتجاوز ذلك إلى أقارب العريس والعروسة، خاصة أن فترة الصيف تعد موسم الزواجات.
وهذه السلعة مثلها مثل باقي السلع تشهد أسعارها ارتفاعا في هذه الفترة يراوح بين 30 و40 في المائة على أسعارها في الأشهر الماضية، مستغلين الطلب المتزايد من قبل الزبائن على المشالح.
وتختلف أسعار المشالح حسب النوع والخياطة حيث تراوح أسعارها بين 150 إلى ستة آلاف ريال، ويعد المنتج الوطني الحساوي الأفضل والأغلى والأكثر طلباً نظراً لتميزه بالجودة العالية، ويزيد حجم استثمار المشالح في السعودية على ملياري ريال، تشكل حصة الإنتاج المحلي من المشالح ما يقارب 65 في المائة، والمستورد من بعض الدول 35 في المائة.
يقول عبد الله الملحم صاحب محل لبيع البشوت في الديرة، إن الإقبال على بيع المشالح في هذه الفترة "الصيف" يعد الأكثر عن باقي الأشهر الماضية بسبب كثرة الزواجات والمناسبات، وحيث إن "البشت" يمثل اللبس الرئيس لدى السعوديين، فهو مطلب أساسي لكل عريس أو من لديه مناسبة، ولهذا زاد إقبال الزبائن على الشراء بنسبة تجاوزت 60 في المائة عن الأشهر الماضية.
ويشير الملحم الذي يزاول هذه المهنة منذ أكثر من 30 سنة، إلى أن البشوت تصنع لفصلي الصيف والشتاء، والبشت الصيفي يمتاز بخفة وزنه ورقة قماشه، أما الشتوي فإنه ثقيل ويصنع من الوبر ليكون أكثر دفئا, والبشت يتكون من قماش ويطرز عليه زري و القماش يوجد منه عدة أنواع، أجودها الألماني ثم الإنجليزي بعدها يأتي دور القماش الكوري والحلبي، وأما الزري فهو تلك الخيوط الذهبية أو الخيوط الفضية التي توضع في أطراف البشت العليا وتميزه وتضفي عليه رونقا ولمعاناً.
وعن أسعار المشالح يذكر عبد الله الملحم، أن الأسعار متفاوتة فهناك الرخيص والغالي، حسب النوع والجودة حيث يعد المنتج الوطني الحساوي الأغلى والأجود لما يتميز به من جودة أقمشته، ويراوح سعر المشلح الحساوي من 1200 إلى ستة آلاف ريال، ويلي الحساوي في الطلب المنتج المستورد من سورة حيث يتراوح سعره بين 200 إلى ألف ريال، يليهما المنتج الإماراتي الذي يجد رواجا هذه الأيام بسبب تدني سعره، حيث لا يتجاوز سعره 150 ريالا. ونوه إلى أن قيمة المشالح المصنعة يدويا أعلى 30 في المائة عن تلك التي تصنع آليا لأنها تمتاز بالحرفية المميزة والإتقان والمهارة التي لا تتقنها الآلات .
ونفى صاحب محل بيع المشالح الملحم أن يكون هناك استغلال مبالغ فيه في بيع البشوت، وأن أسعار المشالح كغيرها من السلع المتداولة في الأسواق بشكل عام فهي خاضعة لقانون العرض والطلب إضافة إلى تأثرها بقيمة صرف العملات الدولية باعتبار أن بعض المواد المستخدمة في صناعة المشالح تستورد من خارج السعودية.
من جانبه،حذر علي الهويشل صاحب محل لبيع وتأجير المشالح، من وسائل الغش التجاري في المشالح التي يسلكها بعض الباعة، كالتلاعب في نوعية الأقمشة والزري .. وغيرها من الحيل العديدة التي لا يكتشفها إلا ذوو الخبرة في مجال المشالح. ونصح الهويشل الزبائن بضرورة التعامل مع المحال المعروفة بجودتها. مشيراً إلى أن بعض الزبائن يقبلون على شراء المشالح ذات الأسعار الرخيصة دون النظر إلى الجودة، الأمر الذي فتح لضعاف النفوس من الباعة مجالاً للتلاعب والغش وتدني مستوى الجودة.
وأبان علي الذي يمتلك محلا في وسط الرياض، أن المشلح ذا اللون الأسود هو الأكثر طلباً من قبل الزبائن يليه اللون الأبيض السكري ثم اللون العودي والبني.
وذكر أن فترة الصيف فترة "ذهبيه" على حد تعبيره لكثرة الزبائن الذين يشترون "البشوت" لكثرة المناسبات، وأنه باع بمعدل 12 مشلحاً يومياً في الأيام الماضية .
وأشار إلى إقبال الزبائن على البشوت المؤجرة لأن بعض الزبائن لا يملكون قيمة شراء المشلح ذي النوعية الجيدة، فيلجأ إلى استئجاره. وعن سعر الإيجار يذكر الهويشل أنه يراوح بين 100و200 ريال لليوم الواحد لأفضل أنواع البشوت بعد دفع التأمين.
وقدم الهويشل بعض النصائح لمن يرغب في اقتناء مشلح للحفاظ عليه، أن يغسل باليد أو بالبخار لأن الغسالة الكهربائية قد تؤثر فيه وخصوصا على الزري ولمعانه. وإبعاده عن الرطوبة والأمطار لكيلا يتعرض الزري الذي عليه إلى التلف وتغير اللون.
وطالب الهويشل وزارة التجارة بمراقبة السوق الذي تسيطر عليه العمالة الأجنبية الذين يتلاعبون بالسوق دون أدنى رادع من قبل الجهات ذات الاختصاص.
وعبر سلطان العلي أحد الشباب المقبلين على الزواج الذي وجدناه في أحد المحال في الديرة لشراء مشلح بمناسبة زواجه عن تضايقه بسبب كثرة العمالة الوافدة وعمليات الغش التي تمارسها هذه العمالة، حيث إنهم يدعون أن المشالح التي يقومون ببيعها صناعة حساوية، وفي آخر المطاف اكتشف أنها من صناعتهم.