الأسهم العالمية تفقد زخمها مع عودة التشاؤم ..وتصريحات برنانكي تهدئ المخاوف
الأسهم العالمية تفقد زخمها مع عودة التشاؤم ..وتصريحات برنانكي تهدئ المخاوف
تعرضت شهية المخاطرة عند المستثمرين لامتحان قاس هذا الأسبوع في الوقت الذي عادت فيه المخاوف بمنتهى القوة حول آفاق القطاع المالي العالمي.
كان من شأن القلق العميق حول الائتمان، إلى جانب الاندفاع القوي لأسعار النفط، أن وجدت أسواق الأسهم نفسها وهي تعاني الخسائر خلال معظم الأسبوع وأطفأت الاندفاع الأخير للدولار.
تركزت المخاوف بالدرجة الأولى على وكالتي القروض السكنية العملاقتين والمدعومتين من الحكومة الأمريكية، وهما فاني ماي Fannie Mae وفريدي ماك Freddie Mac، حيث هبطت أسهمهما وسط أحاديث عن احتمال قيام الحكومة الأمريكية بإنقاذهما من مشكلاتهما.
كذلك سُلِّطت الأضواء على بنك ليمان براذرز Lehman Brothers في الوقت الذي ركز فيه المستثمرون على فرص قيام أحد المستثمرين الأجانب بشراء حصة في هذا البنك الاستثماري الأمريكي.
قال إيان هارنيت، من مؤسسة أبسوليوت ستراتيجي ريسيرتش Absolute Strategy Research، إن المكاسب الأخيرة للأسهم – اندفعت الأسهم الأوروبية بمقدار 10 في المائة بين 15 تموز (يوليو) و11 آب (أغسطس) – ربما تكون قد دفعت بعض المراقبين إلى الاعتقاد بأن أزمة الانقباض الائتماني في سبيلها إلى التراخي.
وقال: ولكن أسواق الائتمان في كل من الولايات المتحدة وأوروبا تعطي الآن إشارات بأن "الانقباض" يزداد "انقباضاً".
"رغم أن المشكلات في أسواق الائتمان الأمريكية أصبحت في مركز الأضواء بسبب الشركات المدعومة من الحكومة، إلا أن أسواق الائتمان الأوروبية المتراخية لم تصدر بشأنها تعليقات على نطاق واسع".
هذا الأسبوع اندفع مؤشر آي تراكس أوروبا iTraxx Europe للسندات الممتازة، وهو مقياس لتكلفة التأمين ضد إعسار الشركات، اندفع لفترة وجيزة خلال حاجز 100 نقطة أساس للمرة الأولى منذ شهر.
من جانب آخر، ظهر التضخم مرة أخرى، غير مرحَّبٍ به، على شاشات رادار المستثمرين في الوقت الذي اندفعت فيه أسعار النفط بحدة مع ازدياد المخاوف الجيوبوليتيكية، وصدور البيانات التي أظهرت حدوث قفزة مقلقة في الشهر الماضي في أسعار المنتجين الأساسية في الولايات المتحدة.
قالت زهرة وارد ميرفي، وهي محللة لدى بنك دريزدنر كلاينفورت Dresdner Kleinwort: "خلال الأسابيع القليلة الماضية كان يبدو على مخاوف السوق أنها ابتعدت عن تصور المخاطر المتصاعدة لمعدلات التضخم واتجهت نحو المخاطر حول احتمالات تدني النمو الاقتصادي. مع ذلك فإن المخاوف من الكساد التضخمي مصرة على البقاء لأنه في حين أن بيانات النشاطات كانت مفاجِئة من حيث اتجاهها إلى الأدنى، إلا أن بيانات التضخم كانت مفاجِئة من حيث اتجاهها إلى الأعلى". ولكن ملاحظات بن برنانكي، رئيس مجلس البنك المركزي الأمريكي، عملت على تهدئة مخاوف المستثمرين يوم الجمعة وأعطت نوعاً من المساندة للأسهم، وهي مساندة كانت في أمس الحاجة إليها.
وصف برنانكي آفاق التضخم في الولايات المتحدة بأنها "غير مؤكدة إلى حد كبير"، ولكنه قال إن الهبوط الأخير في أسعار السلع واستقرار الدولار كانا من الأمور "المشجعة".
قال محللون إن تعليقات برنانكي، التي ألقاها في منتدى البنك المركزي لمدينة كانساس سيتي في جاكسون هول، كان يبدو أنها توحي بأن البنك المركزي الأمريكي سيعتمد على تباطؤ النمو الاقتصادي والدولار المستقر للسيطرة على التضخم.
قال إيثان هاريس، وهو كبير الاقتصاديين لمنطقة الولايات المتحدة لدى بنك ليمان براذرز: "من رأينا أن برنانكي يشعر بالارتياح من إبقاء أسعار الفائدة على حالها في الوقت الحاضر".
في أعقاب كلمة رئيس مجلس البنك المركزي الأمريكي، استمرت أسواق العقود الآجلة في احتساب احتمال لا يزيد على 13 في المائة في إمكانية قيام البنك المركزي برفع أسعار الفائدة في أيلول (سبتمبر). يُذكر أنه تم احتساب 100 في المائة لاحتمال قيام البنك بتخفيض أسعار الفائدة في آذار (مارس) من العام المقبل.
هبط مؤشر فيكس Vix لمستوى تقلب الخيارات، الذي يعرف كذلك بأنه مقياس الخوف لدى "وول ستريت"، هبط إلى أدنى مستوى له منذ ثلاثة أشهر في الوقت الذي اندفعت فيه بحدة أسواق الأسهم الأمريكية والأوروبية.
بحلول منتصف يوم الجمعة في نيويورك، ارتفع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بمقدار 0.6 في المائة، ولكنه كان لا يزال أدنى بنسبة 1.1 في المائة خلال الأسبوع. في أوروبا قفز مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 بمقدار 1.8 في المائة ليسجل انخفاضاً على مدى الأسبوع مقداره 1.2 في المائة.
لكن الأسواق الآسيوية كان يسودها التشاؤم. في طوكيو، هبط مؤشر نيكاي 225 بمقدار 2.3 في المائة ليقفل هذا الأسبوع عند أدنى مستوى له منذ خمسة أشهر.
كان معظم الضعف الذي أصاب أسواق الأسهم يعود إلى الاندفاع الحاد في أسعار النفط والسلع الأخرى، ما دفع بالمستثمرين إلى العودة مرة أخرى إلى أسهم شركات الطاقة والتعدين على حساب أسهم الشركات المالية.
سجلت العقود الآجلة لشهر في خام غرب تكساس المتوسط، وهو الخام القياسي الأمريكي، مستوى 112 دولاراً للبرميل يوم الإثنين، وهو أدنى مستوى لها منذ أيار (مايو)، قبل أن تندفع بحدة خلال الأسبوع واستقرت لفترة وجيزة إلى ما فوق 122 دولاراً للبرميل. بحلول منتصف يوم الجمعة كان خام غرب تكساس المتوسط يجري تداوله بسعر 117.90 دولار للبرميل، أي أعلى بنسبة 3.6 في المائة عن سعره خلال الأسبوع. وجاءت المكاسب وسط مظاهر ازدياد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا.
ساعد اندفاع النفط على تقدم الذهب وارتفاعه بعد أن سجل أدنى مستوى له خلال تسعة أشهر، وعاد إلى مستوى 800 دولار للأونصة. كذلك تحركت المعادن الخسيسة بصورة عامة خلال الأسبوع.
في أسواق العملات لامس الدولار أعلى مستوى له منذ سبعة أشهر على أساس الوزن النسبي للتجارة قبل أن يتشجع المستثمرون بفعل ضعف الأسهم وقوة النفط على تحصيل الأرباح.
ولكن الدولار حقق تقدماً في مقابل الاسترليني بعد ظهور سلسلة من التقارير الاقتصادية الضعيفة في بريطانيا، التي كان على رأسها الأنباء القائلة إن النمو الاقتصادي أصيب بالجمود في الربع الثاني من العام.
هبط العائد على السندات الحكومية البريطانية على الرغم من البيانات السلبية في الوقت الذي اندفعت فيه البورصات. ارتفع العائد على سندات الخزانة البريطانية لأجل عشر سنوات بمقدار نقطتي أساس ليصل إلى 4.58 في المائة، ولكنه لم يتغير خلال الأسبوع.
تراجعت السندات الحكومية الأمريكية بعد كلمة برنانكي، ما وسع من خسائرها خلال الأسبوع. ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بمقدار خمس نقاط أساس ليصل إلى 3.88 في المائة، أي أعلى بثلاث نقاط أساس خلال الأسبوع. في أوروبا، ارتفع العائد على سندات الحكومة الألمانية بمقدار سبع نقاط أساس خلال فترة الأيام الخمسة ليصل إلى 4.22 في المائة.