مستثمرون سياحيون: مهرجانات المناطق تهدد الاستثمار الترفيهي

مستثمرون سياحيون: مهرجانات المناطق تهدد الاستثمار الترفيهي

احتج عدد من المستثمرين في مجال السياحة والمدن الترفيهية في القصيم، على المهرجانات السياحية التي تنظم في مواقع عامة وحدائق مفتوحة وتقام فيها بازارات وألعاب أطفال، باعتبار أنها تسحب البساط من المدن الترفيهية، وتوقف أعمالها طوال فترات المهرجانات، الأمر الذي كبدهم خسائر كبيرة.
وأوضح المستثمرون أنهم لا يستطيعون منافسة لجان المهرجانات التي تمتلك ملايين الريالات من رعايات وغيرها، يتم صرفها في أقل من شهر في الحدائق العامة والمواقع المفتوحة، معتبرين أنها منافسة غير عادلة، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على الاستثمار في المجال السياحي وتطوره، خاصة في مجال الترفيه.
من جانبه، كشف حمد آل الشيخ مدير عام البرامج والمنتجات السياحية في الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن المهرجانات يفترض أن تكون فرصة ذهبية للمنتزهات ومدن الترفيه، لزيادة أعداد الزوار للمدينة، خاصة أنها تعتبر وسيلة جذب السياح لمنطقة معينة، موضحا أن الخطأ في المهرجانات يتمثل في وجود عناصر مشابهة لما هو متوافر في بعض المنتزهات، خاصة الأنشطة الموجهة للأطفال.
ويرى آل الشيخ أن المشكلة تأتي من عدة محاور من أصحاب المنشآت أنفسهم، من حيث ضعف تقديم العروض لمواقعهم والمدن الترفيهية التابعة لهم، مما يجعل الإقبال أقل بالنسبة لهم، إضافة إلى أن المهرجانات يجب أن تحتوي على جميع المقومات السياحية في المدن، مشيرا إلى أن بعض المهرجانات تهتم بالفعاليات، لكنها تهمل العناصر الموجودة في المدن والمناطق.
وأبان آل الشيخ أنهم يعملون في الهيئة بالتعاون مع الشركاء على إعادة توجيه وتنظيم تلك المهرجانات، لتشمل عناصر مهمة منها مساهمة وإشراك الأهالي في المهرجان، ليكون لهم دور كبير في تنظيم فعاليات المهرجان، أو المساهمة في تنظيم بعض الفعاليات لإبراز المقومات الموجودة لديهم، إلى جانب العمل على أن يشمل التنظيم لجانا وفرقا مختصة، تعمل مع المنتجات السياحية الأخرى في المنطقة أو المدينة، ولا يتم إهمالها كما في بعض المهرجانات الحالية، الأمر الذي سيسفر عن شمولية تنظيم ومشاركة جميع الجهات الخاصة والعامة، إضافة إلى مشاركة المدن والقرى الترفيهية في تنظيم بعض فعاليات المهرجان، أو تقديم عروض خاصة وخصومات على الأسعار وتذاكر الدخول أثناء تنظيم المهرجان، منوها بأن هذه الخطوة تعد من أهم سبل تحقيق الاستدامة للفعاليات والبرامج السياحية وتطورها عاما بعد عام، وعدم اعتمادها على الدعم المادي فقط، وتنظيمها بناء على أهداف اقتصادية واجتماعية، ومشاركة المجتمع المحلي والقطاع الخاص في كل منطقة بشكل أكبر.
وحول إقامة البازارات في المهرجانات، وصف مدير عام البرامج والمنتجات السياحية في الهيئة العامة للسياحة والآثار، أنها مضادة لهدف السياحة، خصوصا أن معظم البازارات وخيم التسوق تجلب من خارج المنطقة ومن خارج السعودية، ويقدمون منتجات منافسة لما هو معروض في المحال التجارية، في حين تعتبر استفادة المجتمع المحلي من أهم أهداف السياحة.
من جهته، أوضح عبد الرحمن اليحيى مستثمر في مجال القرى السياحية في مدينة بريدة، أن المهرجانات تقام بشكل سنوي خلال فصل الصيف، والذي يعد من أهم فصول السنة للمستثمرين في مجال المدن الترفيهية، مشيرا إلى أن تلك المدن كلفت ملايين الريالات لإقامتها، ولا يستطيعون المنافسة في مواقع عامة تجلب لها الفعاليات بلا مقابل، وقدر اليحيى خسائر مدن الترفيه خلال إقامة المهرجانات الصيفية بنحو 70 في المائة، معللا ذلك بأن الاستثمار في المجال السياحي محصور في موسم الصف، وهو ما وافقه عليه إبراهيم العييري مالك مجموعة العييرى للاستثمار في المجال السياحي، الذي أكد أن الإقبال يكون ضعيفا على موقعهم السياحي خلال المهرجانات، بفعل وجود فعاليات في مواقع مفتوحة، وهو ما تسبب في ضرر كبير للمستثمر في المجال الترفيهي والسياحي.
وأرجع العييري عدم تطور مثل هذه الاستثمارات في منطقة القصيم، إلى وجود منافسة كبيرة من خلال المهرجانات التي تقام، مع عدم مشاركة تلك المواقع الترفيهية كعناصر قوة للمهرجانات، مطالبا الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتدخل لوضع أسس لتلك المهرجانات، وتوجيهها لتتم الاستفادة منها بشكل دائم وأساسي.

الأكثر قراءة