السوق تستمر في الارتفاع بعد الهبوط المُتتابع محاولة الارتكاز على مستوى 8260 نقطة
بعد السقوط المُتتابع لمؤشر السوق، الذي بدأ في نهاية شهر تموز (يوليو) واستمر حتى العاشر من آب (أغسطس) الحالي عاد السوق للارتفاع منتصف الأسبوع الماضي مُتجاوزاً مستوى مقاومة عند 8260 نقطة والناتجة من وجود متوسط حركة عشرة أيام حتى أغلق أمس الإثنين عند مستوى 8380 نقطة، ونلاحظ أن هبوط سهم "سابك" في الفترة الماضية أسهم في هبوط السوق، وللأسف لم يُسهم في صعود السوق بشكل أقوى، إذ بقي سهمها يُراوح عند مستويات 118 ريالا منذ أيام على العكس من قطاع "الصناعات الكيميائية" الذي تناغم مع حركة السوق مرتفعاً وأما على مستوى القطاعات فقد تأخر قطاع النقل عن مُجاراة هذا الارتفاع.
من المُتوقع أن يتحرك مؤشر السوق في نطاق ضيق خلال الفترة المقبلة بين مستوى 8260 و8540 نقطة على الأجل القصير مع العلم أنه في مسار هابط على الأجل المُتوسط والطويل، إذ لا يزال بجعبة المؤشرات الفنية بعض المؤشرات السلبية، سواء على مستوى مؤشر السوق نفسه أو قطاعات السوق وبالمثل معظم الأسهم، ومما لا شك فيه أن اختيار سهم رابح من بين أسهم السوق هو مُهمة ليست بالسهلة.
قوائم المُلاك
يتساءل البعض عن عملية الإفصاح عن قوائم المُلاك بشكل يومي وتأثيرها في التحليل الفني، وهل سيؤدي تجدد القوائم وأخبار زيادة الحصص ونقصانها إلى خلل في توقعات التحليل الفني، ومن هنا أبين أن التغييرات التي تطرأ على قوائم المُلاك بشكل يومي ما هي إلا أخبار، ومدرسة التحليل الفني ترى أن أي أخبار ما هي إلا أحداث تؤخر أو تُعجل من تحقق الأهداف التي يُبينها التحليل الفني سواءً بالنسبة لسهم ما أو مؤشر السوق، بل سنرى خلال الفترة المقبلة حدوث إشارات فنية إيجابية على أسهم معينة وتحركات تظهر على أحجام التداول تُبين أن هناك أمرا ما يدور في السهم ثم سيعقبه صدور خبر تغير في قائمة المُلاك حسب طبيعة حركة السهم.
أشباح الهوامير
إنني ممن يتبنى فكرة أن أصحاب المحافظ الكبيرة، وهم من يُطلق عليهم مصطلح "الهوامير" لا يوفقون دائما في التأثير في حركة السهم بسيولتهم فهم يخسرون وتفوتهم أرباح عظيمة بخروجهم مبكراً من سهم ما، مثلهم مثل صغار المُتداولين، وكلما طرحت هذه الفكرة وجدت المعارضين أكثر.
إن سلوك المُتداولين في أي سوق من أسواق المال هو انعكاس لأفكار المُجتمع ومعتقداته (الاقتصادية في مثل حالة سوق الأسهم)، وطبيعة المواطنين المُتداولين في معظمهم اعتادوا على انتظار الهبات والمنح مع قلة العمل، فمع هبوط السوق ينتظرون من الجهات المعنية التفضل والتكرم برفع السوق ودعمه ولسان حالهم يقول امنحونا الربح ولا تخسرونا.
بمثل هذا المنطق وهذه النفسية المُنتظرة للهبات ينتظر المُتداول من أصحاب المحافظ الكبيرة أي "الهوامير" أن يتكرموا عليه ويرفعوا سهمه الذي يملكه، بل ينادونهم باسم الوطن وأن يكونوا وطنيين ويمنحونهم الربح، وقد وجد مروجو الإشاعات في مثل هذه العقلية بغيتهم ليعلنوا أخبارا عن صاحب المحفظة فلان الفلاني الذي سيعمل خيراً ويشتري سهما ما ليعيد للناس خسائرهم، وعندها تجد عبارات الثناء والدعاء له، ويرتفع السهم بفعل الإشاعة لا بفعل سيولة المحفظة، ويغفل المُتداول الصغير عن أن له الفضل الأول في رفع السهم لأنه أصبح وعاء للإشاعة.
المُشكلة أصبحت أعظم عندما اقتنع بعض المحللين بهذا وروجوا للفكرة بعبارات مثل" هناك أيد خفية تضغط" أو عبارات مثل "المضاربون يردون على الهيئة الصاع صاعين" وغيرها من التعبيرات التي تعزف على مثل هذا النغم، بل إن المُشكلة زادت عظمتها عندما آمنت هيئة سوق المال بمثل هذه المعتقدات يوم أن كانت الهيئة في مهدها، ما دفعها مثلاً لإيقاف سهم "الكهرباء" بسبب وجود عمليات غير سليمة، ووعدت بفتح تحقيق، ولم نر شيئاً وتبين بعد هذا أن النخبة وأصحاب القرار في إدارة السوق قد آمنوا بفكرة "الهامور الذي لا يُقهر" وأصبحوا يُطاردون أشباحهم في أروقة السوق.
جاءت الآن فكرة "قوائم المُلاك" وسيتبين من تطبيقها كيف أن أصحاب المحافظ الكبيرة سيخسرون مثلهم مثل صغار المُتداولين، وأنهم لا يملكون تلك القوة العظمى التي لا تُقهر وستسقط الأكذوبة، ولكن أخشى ما أخشاه هو التبريرات السقيمة الناتجة من فكر المؤامرة الذي لا ينضب معينه ولا يملّ من اختلاق وصياغة سيناريوهات المؤامرة.
إن نظرة بسيطة على الرسم البياني لسهم "بيشة" الذي توقف تداوله في تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2007 تُُظهر أن السهم كان يستعد لارتفاع قوي بما لا يقل عن 30 في المائة على الأجل المتوسط وظهور علامات تجميع واضحة، وهو ما يُغري أي "هامور" فطين وماهر بالدخول في السهم، ولكنهم لم يكونوا مالكين للسهم كما تُظهر ذلك قوائم الملاك بعدم وجود من يملك 5 في المائة وأكثر (راجع موقع تداول) أي أن رحلة الصعود المرتقبة كانت ستفوتهم وتأخر قرار إيقاف تداول السهم قليلاً، إلا إذا قال قائل من أصحاب نظرية المؤامرة إنهم أخرجوا سالمين من السهم قبل إيقافه ووقع فيها الصغار، وهذا القول ضرب من ضروب الإيمان بالمؤامرة.
أين الفرص
لا بد من وضع استراتيجية خاصة بك تختار بواسطتها الأسهم التي تملك فرص صعود أكثر من غيرها، وقد تكون الفرصة في الأسهم التي كانت تُعاني هبوطا قبل أن تبدأ السوق كلها بالهبوط، ومن أسس هذه الاستراتيجية أن تكون جميع متوسطات الحركة البسيطة قد تقاطعت بشكل سلبي، ولم يبق أي تقاطع سلبي آخر نخشاه، مثل سهم "الجزيرة" الذي يُحاول تكوين نقطة ارتكاز عند 29 ريالا و"سامبا" عند 65 ريالا ومن المُلاحظ أن قطاع المصارف يحاول الاعتماد على مستوى 20 ألف نقطة حتى لا يهبط ويؤسس منه نقطة صعود حتى مستويات قريبة نوعا ما من مستوى 21 ألفا.
سهم "الغذائية" مُصاب بالوهن فنياً، ولكنه يسير في نمط سهم "الجزيرة" نفسه وعليه تنطبق الاستراتيجية نفسها، ويسير على سيره كل من سهمي "صدق" و"اليمامة" اللذين يُحاولان السير على منوال سهم "الجنوبية" نفسه وغيرها من الأسهم التي تُحاكي هذا السيناريو نفسه، وتنطبق عليها هذه الاستراتيجية التي تقوم على فكرة ترقب التقاطعات الإيجابية بين متوسطات الحركة القصيرة (10 و20 يوما) بعد أن استنفذت متوسطات الحركة المتوسطة والطويلة كل التقاطعات السلبية، ولم يبق ما يُخيف.
المهم أن تضع استراتيجية ناجحة Trading Strategies وتقوم بصياغة قواعدها وتنزع من داخل نفسك تأثيرات الطمع والخوف حتى تكون قراراتك مبنية على قواعد وتحركات منظمة بشروط فنية مُحددة، حتى يُمكنك ضمان الأداء الأفضل لمحفظتك ولعلّ من يُجيدون برمجة هذه الاستراتيجيات وقواعدها من خلال برامج التحليل المُتقدمة سيكون لهم السبق في السوق.