ضريبة الوقود "العالية" لم تمنع نمو حركة السفر 40 % عالميا
أكد مسؤولون في وكالات سفر وسياحة لـ "الاقتصادية" أن حركة السفر خلال الصيف الحالي سجلت نموا كبيرا تراوح بين 30 و40 في المائة خاصة إلى دول الشرق الأوسط والأقصى وأوروبا"، رغم ارتفاع أسعار التذاكر 30 - 35 في المائة "بسبب ضريبة الوقود"، حيث لوحظ اقتراض "مسافرين" لتسهيل قضاء رحلتهم خارج المنطقة.
ولفتوا إلى أن السعر الأساسي للتذكرة لم يرتفع، وإنما ضريبة الوقود هي التي تشهد زيادة مطردة بسبب ارتفاع أسعار النفط "وبشكل شبه يومي"، معتبرين أن المسافرين السعوديين لعبوا دورا جيدا في نمو حركة السفر عبر مطار البحرين الدولي، حيث إنهم يشترون تذاكر السفر من الدمام في المنطقة الشرقية "بسبب عدم توافر مقاعد على الطائرة من مطار الدمام"، ويطيرون من مطار البحرين، في حين أنهم يغادرون عبر المنامة إلى الدول الخليجية الأخرى لأن سعر التذكرة أقل بنسبة 5 في المائة.
وقال عبد الرحمن شاهين مدير وكالة جلوبل للسفر والسياحة، إن حركة السفر خلال الصيف الحالي سجلت نموا كبيرا تراوح بين 30 و40 في المائة "حيث إن مقاعد الطائرات مشغولة إلى دول الشرق الأوسط والأقصى وأوروبا"، رغم ارتفاع أسعار التذاكر 30 – 35 في المائة، مستشهدا بسعر تذكرة بحرين - لندن -بحرين الذي شهد ارتفاعا بمقدار (2000 ريال)، وهي الآن تتراوح بين 4000 و6000 ريال، حيث تطرح شركات الطيران سبعة مستويات سعرية على الدرجة السياحية.
ولفت إلى أن المسافرين السعوديين يطيرون من مطار البحرين، سيما إلى لندن، بيروت، عمّان، هونج كونج، بانكوك، وسنغافورة، في حين أنهم يغادرون عبر المنامة إلى دبي، أبوظبي، الدوحة، مسقط".
من جانبه ذكر كاظم الحمد مدير تطوير الأعمال في مجموعة شركات كانو - قسم السفريات – أن مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، عادة ما يترقبون فصل الصيف للسفر إلى خارج المنطقة، غير أن العام الجاري شهد نموا ملحوظا، في مؤشر واضح على رغبتهم في السفر، منوها إلى أن بعض البحرينيين اقترضوا من المصارف التجارية لتسهيل قضاء رحلتهم الصيفية في الخارج.
وتابع "ما يؤشر إلى أن حركة السفر سوف تبقى مزدهرة حتى الأشهر القليلة المقبلة، هو حركة الحجوزات المبكرة لعطلة عيد الفطر، حيث لا توجد مقاعد شاغرة على شركات الطيران إلى بيروت في عيد شهر رمضان المقبل، في حين بدأ البعض حجوزاته لأعياد الميلاد في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، ورأس السنة الميلاد "إلى الدول الأوربية خصوصا".
وبحسب الحمد فإن وكالات السفر والسياحة حققت في صيف العام الجاري مبيعات عالية، رغم الارتفاع الذي شهدته مبيعات التذاكر، مستشهدا في الصدد بوكالة كانو التي تستحوذ على نسبة كبيرة من السوق المحلية البحرينية، حيث سجلت أعلى مبيعات منذ سنوات خلت.
وأضاف "كل ارتفاع في سعر النفط بمقدار دولار واحد، يعني أن ضريبة الوقود في التذكرة ترتفع بنفس المقدار"، ملاحظا أن شركة طيران الإمارات زادت تلك الضريبة بدءا من الأول من آب (أغسطس) الحالي بنسبة 5 في المائة على الدرجة السياحية و10 في المائة على مقاعد الدرجة الأولى، نتيجة الزيادة في أسعار النفط.
غير أن إبراهيم المهنا صاحب وكالة سفريات المهنا، اعتبر أن شركات الطيران تغالي في رفع أسعار التذاكر، وإن شهد النفط زيادة في أسعاره، ملاحظا أن تلك الشركات تستغل المسافرين، والبحرينيون هم الأكثر عرضة للاستغلال رغم تدني مرتباتهم، "حيث إن أسعار تذاكر معظم وجهات السفر التي يقصدها البحرينيون عبر المنامة، تبدو مرتفعة بنسبة 10 – 15 في المائة مقارنة بمحطات الدول الخليجية، ولا ندري ما هو سبب ذلك!".
وأبدى أسفه لأن شركات الطيران سواء الخليجية أو العربية تمنح خصومات وتقدم عروضا خاصة للسفر إلى دول آسيوية مثل بانكوك والفلبين وغيرها، لكنها ترفع أسعار السفر إلى الحرمين الشريفين "مكة والمدينة".
ولفت إلى أن بعض السعوديين ما زالوا يفضلون السفر عبر مطار البحرين الدولي، واشترى عدد ليس بالقليل منهم تذاكر سفر لبعض الدول الأوروبية والآسيوية خلال هذا الصيف، متوقعا أن اجتذاب عدد أكبر منهم ومن الخليجيين، لو يعمد الطيران المدني البحريني لزيادة شركات الطيران المستخدمة للمطار وتنويع وجهات السفر المقصودة، خاصة أن الطلب على السفر " كبير" والمعروض من قبل تلك الشركات يبدو أقل.