تأسيس شركات للمناهج والتدريب ضمن مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم

تأسيس شركات للمناهج والتدريب ضمن مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم

أكد الدكتور نايف بن هشال الرومي وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط والتطوير، ومدير عام مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم "تطوير" أن الشركة القابضة التي سيتم إعلانها قريبا ستكون شركة ربحية تجني أرباحها من خلال تنفيذ برامج التربية والتعليم، وستكون الذراع التنفيذية لمشروع الملك عبد الله، وهذا يضمن لنا عملية استمرار التطوير والموارد المالية في حال انتهاء تسعة مليارات ريال، التي تم إقرارها لمشروع الملك عبد الله.
وأوضح في حوار مع "الاقتصادية" أن الوزارة تعتزم إعادة الهيكلة والمهام وتطوير الهيكل التنظيمي وتوحيد الإجراءات والسياسات داخل الوزارة، وقال إنه سيتم الانتهاء من العمل بها خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر.
وأضاف الدكتور الرومي "إن هذا المشروع يعد نقلة متميزة من حيث الإجراءات التنظيمية والإدارية والمهام، إضافة إلى مشروع المباني، ومشروع تقنية المعلومات، وهو التحول إلى التعاملات الإلكترونية في الوزارة".
وعن الجديد الذي سيلحظه المنتسبون إلى التعليم في السنة التعليمية المقبلة، أشار إلى أن السنة المقبلة ستشهد التطبيق التجريبي للعلوم والرياضيات العالمية بكتب وأدوات جديدة في 110 مدارس، موزعة على مختلف مناطق المملكة، أما السنة التي تليها فسيكون هناك تعميم لهذه الكتب العالمية على جميع المدارس، مشيرا إلى أنه تم اختيار هذه النوعية من العلوم والرياضيات عبر استعراض بين ست إلى ثماني سلاسل عالمية من أحدث السلاسل العالمية في العلوم والرياضيات، وتم اختيار سلسلة "ماكروهل" الأمريكية، كأحسن وأفضل السلاسل التي سيتم تطبيقها.

إلى تفاصيل الحوار:
إلى أين وصل التخطيط والتطوير في وزارة التربية والتعليم حاليا، وما الجديد في العملية التربوية والتعليمية؟
نحن لا نهتم في الوزارة بجانب تطوير التعليم فقط، ونغفل الجانب الإداري، فالوزارة لديها مشروع طموح بدأنا العمل فيه وسننتهي منه قريبا ألا وهو إعادة هيكلة الوزارة، والمهام، وهو مشروع خاص بالتطوير يعنى بتطوير الهيكل التنظيمي والمهام وتوحيد الإجراءات والسياسات داخل الوزارة، وسيتم الانتهاء من العمل به خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر.
وسيكون هذا المشروع نقلة متميزة من حيث الإجراءات التنظيمية والإدارية والمهام، ولدينا أيضا مشروع المباني، ثم مشروع تقنية المعلومات وهذا مشروع مستقل، وهو التحول إلى التعاملات الإلكترونية، وهو من ضمن حلقات التطوير في الوزارة، لكنه لا يعود إلى وكالة الوزارة للتخطيط والتطوير، وكل هذه المشاريع تؤكد الدعم الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للتربية والتعليم.
وستسهم هذه المشاريع في تقديم خدمات للطلاب والطالبات، ونحن ندرك أن مثل هذه المشاريع لا تظهر نتائجها خلال سنة، بل تحتاج إلى ثلاث أو أربع سنوات ليتم تقييمها التقييم الصحيح والناجع، لأننا نتعامل مع طلاب وطالبات، وبالتالي لا بد أن نصبر حتى تأتي النتائج ثم نقيسها.

متى صدر قرار مجلس الوزراء بتشكيل لجنة وزارية لمشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام "تطوير"، وماذا حدث منذ ذلك الوقت؟
قرار مجلس الوزراء صدر في 26/1/1428هـ، وتم تشكيل لجنة وزارية لهذا المشروع الضخم برئاسة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وعضوية عدد من الوزراء هم: الدكتور غازي القصيبي وزير العمل، الدكتور مطلب النفيسة وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية، الدكتور خالد القصيبي وزير الاقتصاد والتخطيط، والدكتور عبد الله العبيد وزير التربية والتعليم، وكان من ضمن القرار أن يكون هناك تنسيق بين وزارة التربية والتعليم ووزارة المالية للترتيبات المالية، وهناك لجنة تنفيذية للمشروع برئاسة الأمير الدكتور خالد بن عبد الله بن مقرن، وعضوية كل من: الدكتور عبد الإله باناجة، الدكتور عبد الله العثمان، الدكتور أحمد صلاح، الدكتور محمد الدهام، الدكتور عبد العزيز السويل، الدكتور صالح العمرو، الدكتور نايف الرومي عضوا ومديرا عاما، وعبد اللطيف الشدوخي مقررا.

ماذا حدث بالضبط في المشروع منذ ذلك التاريخ حتى الآن؟
بدأنا في إجراءات التنسيق المالي، ووضع خطة مبدئية عن طريق اللجنة التنفيذية وأسميناها الخطة التمهيدية، ثم بدأنا في اختيار مدير لهذا المشروع، وكان هناك اقتراح ضرورة وجود استشاري عالمي يكون مساندا لإدارة المشروع، حتى لا يدار هذا المشروع وينفذ بطريقة تقليدية، فنحن نريد أن نخرج من التقليدية، لأن مشروعا بهذا الحجم وبهذه الضخامة يدعمه خادم الحرمين الشريفين، ويرأس لجنته الوزارية الأمير سلطان بن عبد العزيز، لا بد أن يمنح الفرصة الكافية للتنفيذ والاهتمام الكبير وألا يدار بطريقة تقليدية، وفكر تقليدي، وكان هناك اختيار لعدد من الشركات، سواء المحلية أو العالمية، فجمعنا مجموعة منها وأجرينا لها عملية تأهيل لاختبار مدى كفاءتها في تنفيذ مثل هذا المشروع، ووضعنا مواصفات عرض لتأهيل هذه الشركات، ثم تقدمت لنا مجموعة من الشركات، فقمنا بوضع المعايير، بعدها تم اختيار نحو 13 شركة ثم استقرينا على ثماني شركات تمت دعوتها لتقديم عروضها لتنفيذ هذا المشروع من خلال المواصفات والمقاييس التي وضعناها نحن، ثم انتهينا إلى ثلاث شركات قدموا لنا عروضهم، ونحن الآن لم نرس على الشركة، لكننا في مفاوضات ما قبل الترسية.

ألم يرسُ المشروع على الشركة الماليزية؟
لا، الشركة الماليزية تم اختيارها للمفاوضات، ونحن الآن في مرحلة مفاوضات معها لتوقيع العقد، وهي شركة من ضمن مجموعة من الشركات التي تم اختيارها من بين كل الشركات، وهذه مفاوضات نسميها مفاوضات ما قبل التوقيع.

هل يوجد جدول زمني للمشروع؟
نعم، عمره الزمني ست سنوات ويغطي أربعة برامج، الأول برنامج لتطوير المناهج، الثاني إعادة تأهيل المعلمين والمعلمات، الثالث النشاط المدرسي غير الصفي، والرابع تحسين البيئة التعليمية، وهذه البرامج لمدة ست سنوات وتكلفتها تسعة مليارات ريال. أما البرنامج الزمني فسيتم مع الاستشاري العالمي، ونحن الآن في مفاوضات معه، وسيكون التوقيع خلال الأيام القليلة المقبلة.

تطرقت إلى محاور تطوير التعليم الطالب والمعلم والمبنى المدرسي والبيئة المدرسية وتطوير المناهج، كيف ستقومون بتطوير هذه المحاور؟
قبل هذا السؤال، أود توضيح أننا كنا نعمل ومنذ أن تم إقرار المشروع على أكثر من مسار، فلدينا ثلاثة مسارات لتحقيق رؤيتنا، أولها المسار الهادئ وهو تطوير 50 مدرسة ثانوية، منها 25 بنين، و25 بنات، وذلك في جميع مناطق المملكة من أجل تطوير هذه المدارس ورفع مستواها.
ونحن الآن في المراحل الأربع: المنهج، النشاط، البيئة، والتدريب، فقد دربنا المعلمين والمعلمات في هذه المدارس الـ 50، ودربنا أيضا مديري ومديرات المدارس الـ 50، ودربنا ضباط الاتصال والتنسيق في إدارات التعليم في مجال التدريب خاصة في المجال التقني، كما سندربهم في مجال استراتيجية التدريس، أما الجانب الثاني فهو على مستوى البيئة، فهذه المدارس ستتغير بشكل كامل من حيث البيئة التقنية، فالفصول ستكون فصولا ذكية، حيث سترتبط المدرسة بالإنترنت، أما من ناحية المنهج فسنستخدم برامج نوعية، وسيصبح لكل طالب مشروعه الخاص به، ويبدأ ينافس فيه على مستوى المدرسة وعلى مستوى الـ 50 مدرسة الأخرى، وستظهر هذه الطريقة مهارات متعددة لدى الطالب منها مهارة بناء المشروع، مهارة التفكير، ومهارة التحليل بما يتوافق مع المقررات المدرسية. وعندما يأتي الاستشاري العالمي نوضح له أن هذا هو معيارنا في مدارسنا، ونريده أن يذهب أفضل من ذلك، ولا نريد منه أن يطلع على المدارس التقليدية ليبدأ من عندها مرحلة التطوير، لأنه لو ذهب إلى المدارس التقليدية فسيقدم لنا أفضل بشيء قليل.
أما المسار المتوسط أو التطوير المتوسط وهو الاستشاري العالمي، فعندما يأتي نبدأ في التخطيط لست سنوات فقط، لأن السنوات الست هي الموجودة في القرار السامي، لكن عملية التطوير هي عملية مستمرة.
الجانب الثالث سيكون طويل المدى، وهو إنشاء أو تكوين شركة تطوير تعليمية، وهذه ـ إن شاء الله ـ في خطواتها الأخيرة ـ وإن شاء الله ـ نسمع قرارها من المقام السامي قريبا.

هل ستخرج هذه الشركة من مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم "تطوير"؟
هي أصلا مشروع تطوير مملوكة للدولة وفيها عضوان من وزارة التربية والتعليم، وثلاثة أعضاء من القطاع الخاص من المهتمين بالتربية والتعليم، وواحد من صندوق الاستثمارات وواحد من وزارة المالية، ويرأسها نائب وزير التربية والتعليم، وستكون شركة قابضة تندرج تحتها مجموعة شركات صغيرة، تهتم إحداها مثلا بالمنهج، والأخرى بالتدريب إلى آخره، وهي شركة ربحية وتستخرج أرباحها من خلال تنفيذ برامج التربية والتعليم، وستكون الذراع التنفيذية لمشروع الملك عبد الله، وهذا يضمن لنا عملية استمرار التطوير والموارد المالية في حالة انتهاء تسعة مليارات ريال، التي تم إقرارها لمشروع الملك عبد الله.

هل ستكون عملية تطوير المعلمين مجرد أرقام على الورق، أم أن هناك تطويرا حقيقيا للمعلم وأساليب انتقاء المعلمين؟ وكيف يعرف المتابعون للتربية والتعليم والمهتمون به أن هؤلاء المعلمين تم تدريبهم التدريب الحقيقي؟
في بداية الحديث، ذكرنا أن هذا المشروع هو مشروع نوعي على مستوى المملكة، لا من حيث دعم خادم الحرمين الشريفين، ولا من حيث رئاسة الأمير سلطان للجنة الوزارية للمشروع، لذلك هو يحتاج إلى إدارة غير تقليدية وفكر غير تقليدي، فالاستشاري العالمي، إضافة إلى الخطوات الوطنية الموجودة، سيساعدونا على أن تكون برامجنا ليست مجرد أرقام فقط، لكنها ستكون برامج نوعية. نحن الآن خرجنا عن التقليدية تماما في طور المشروعات أو في برامج التربية البسيطة، ولو تشاهد البيئة في مبنى المشروع الآن فلن تلاحظ مكاتب مثل بقية الوزارات الحكومية.
إن هذا المبنى وإدارة العمل فيه غير تقليدية، لذلك أحضرنا خبراء عالميين في قضية التدريب، وحولنا المنافسة في شركات التدريب إلى محلية وعالمية، وفي آخر تقرير تسلمته عن مستوى التدريب اتضح أن أكثر من 75 في المائة استفادوا إيجابيا من التدريب.

هل سيشمل تحسين أوضاع المعلمين وضعهم في مستويات وظيفية أعلى؟
هذه قضية مهمة جدا، وأرجو أنها تكون واضحة، فالوزارة وقبل هذا المشروع وبعده، وهي تأخذ في الحسبان تحسين المستويات، لأن أهم عنصر في عملية التطوير هو المعلم، فالوزارة الآن واللجنة التنفيذية للمشروع تناقشان دائما أهمية الالتقاء بنظرائنا في وزارة المالية لتحسين المستويات وإحداث الوظائف التي عن طريقها يتحسن المستوى. إذن إجابة عن هذا السؤال، نعم، الوزارة برئاسة الوزير ونائبه، إضافة إلى اللجنة التنفيذية للمشروع، تضع ذلك في الحسبان، ويوجد الآن مكاتبات وحوارات مع وزارة المالية، ونتمنى أن تحمل الأشهر المقبلة والميزانية المقبلة لنا وللمعلمين أنباء سارة عن تحسين المستويات..

هل عملية بناء المدارس والتخلص من المستأجرة ضمن المشروع؟
لا، فقد وجّه خادم الحرمين الشريفين أن يكون هناك فائض في الميزانية لمشروع المباني المدرسية في الوزارة التي هي مشروع مستقل، اسمه مشروع المباني المدرسية، وهو مستقل تماما بمليارات الريالات، ووزارة التربية والتعليم تتسلم يوميا بين مدرستين إلى ثلاث مدارس جديدة، وهذا يدل على عناية وحرص خادم الحرمين الشريفين على التعليم وضرورة تحسين البيئة التعليمية لمنسوبي التعليم.
كما أنه ضمن اهتمامات الحكومة بالتعليم يوجد مشروع بمليار ريال تقريبا يسمى مشروع علوم الرياضيات، وهو إضافة إلى المشروع الشامل لتطوير المناهج وغيرها من مشاريع الوزارة سيتكامل مع مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم، ويتم دمجها بحيث يكون لدينا مشروع واحد هو مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم.

ما الجديد في السنة المقبلة بالنسبة لوكالة الوزارة لشؤون التخطيط والتطوير، الذي سيلاحظه الطلبة أو المدرسون؟
ستكون السنة المقبلة هي أول سنة يتم فيها التطبيق التجريبي لعلوم الرياضيات العالمية بكتب وأدوات جديدة في 110 مدارس، موزعة على مختلف مناطق المملكة، أما السنة التي تليها فسيكون هناك تعميم لهذه الكتب العالمية على جميع المدارس، وتم اختيار هذه النوعية من الرياضيات عبر استعراض بين ست إلى ثماني سلاسل عالمية من أحدث السلاسل العالمية في العلوم والرياضيات، وتم اختيار سلسلة "ماكروهل" الأمريكية كأحسن وأفضل السلاسل التي تمت مراجعتها وإصدارها، وهذه السلاسل ليست فقط مجرد كتاب يذهب للطالب، فهي إضافة إلى الكتاب أدوات هندسية يتم استخدامها في علوم الرياضيات والعلوم كالهياكل وغيرها، وهي تأتي كمجموعة شاملة للطالب والمعلم، وللنشاط.

هل هذه السلسلة ستكون أسهل من العلوم والرياضيات السابقة أم ستكون حملا ثقيلا على الطالب والمدرس؟
هي ليست أسهل أو أصعب، لكن الرياضيات الآن أصبحت مثل المعيار العالمي، وهذه ستكون نقلة نوعية في الرياضيات، لأن هذه السلاسل من أفضل السلاسل العالمية في المعيار العالمي، وبالتالي نحن نريد تدريس أبنائنا وبناتنا الطالبات خلال ثلاث سنوات.

من أي الصفوف سيتم تدريس هذه السلسلة العالمية الجديدة؟
سنبدأ السنة المقبلة من الصف الأول والرابع والأول متوسط، أما السنة التي تليها فسيتم إدخالها في الصف الثاني والخامس والثاني متوسط، ثم خلال ثلاث سنوات يتم التعميم على كل الفصول، ولن يتم إعطاء الطلاب فقط المقررات الدراسية والمواد المصاحبة دون تدريب المعلمين.

هل تم تدريب المعلمين على هذه السلسلة الجديدة قبل أن يتم إقرارها؟
نعم تم تدريبهم خلال الشهرين الماضيين، كما دربنا المديرين والمديرات كقيادات يقودون هذا التغيير داخل المدرسة، إضافة إلى المشرفين والمشرفات.

ماذا عن نظام التقويم المستمر الذي تقوم به الوزارة في بعض الفصول بحيث لا يتم عمل اختبارات؟ وهل سيستمر هذا الوضع أم تنوون تغييره في السنة المقبلة؟
نظام التقويم المستمر من السنة الأولى إلى الخامس ابتدائي، وفي السنة المقبلة سيتم تعميمه على كل المرحلة الابتدائية، ثم يتم تقييم المرحلة ككل، وإقرار إمكانية استمرار النظام على كل المراحل من عدمه.

ماذا عن تقييمكم الحالي لهذا النظام، هل ظهرت بوادر لنجاحه أم فشله؟
نحن الآن على وشك أن نكلف مكتب دراسات خارج الوزارة لعملية دراسته، لكن كاستطلاع رأي ومسح وليست دراسة علمية، هناك ارتياح تام لهذا الأسلوب وهو معمول به عالميا ولم نبتدعه من أنفسنا.

الأكثر قراءة