عاطفة المرأة أمام الرجل تمنحها مميزات وظيفية

عاطفة المرأة أمام الرجل تمنحها مميزات وظيفية

كشفت البروفيسورة كيم إلسباتش المشرفة على إحدى أحدث الدراسات في واشنطن أن إظهار المرأة لعواطفها له تأثير إيجابي في حياتها العملية والمهنية، وعلاقاتها مع الزملاء والرؤساء، ومساهمتها في إيجاد فرص في الترقية.
ووفقا للبورفيسورة فإنها عكفت على سماع قصص وحكايات وتجارب لكثير من النساء عما يصادفنه ويقمن به في محيط العمل، وردود أفعالهن تجاه تصرفات الآخرين واستفزازاتهم، وتحليلها منذ أكثر من عام للخروج بنتائج ومعلومات عن إثر البكاء في الحياة المهنية للمرأة بشكل عام، مشيرة إلى أن من أسوأ الأمور بكاء المرأة أثناء اجتماع أو في مجلس جماعي، معتبرة أن ذلك يدمر عناصر القيادة وعملية اتخاذ القرار والتطور.
في حين حذر الدكتور حسين كامل المتخصص في علم الإدارة المديرين والمسؤولين من الانسياق لمشاعر المرأة، مشددا على وجود سيدات يستغللن هذه النقطة لتؤثر في قرار ما يختص بالترقية أو النقل، وهو ما يجد استجابة من المسؤول في أغلب الأوقات، خاصة إذا كان المسؤول رجلا كونه يصبح ضعيفا أمام عاطفة المرأة.
ووجه الدكتور حسين نصيحة للمدريرين بتأجيل اتخاذ القرار في حال أظهرت المرأة عواطفها، لكي لا يكون خاضعا لأي تأثير، إضافة إلى وجوب وضع معايير ثابتة من قبل المسؤول أو المسؤولة، سواء للتوظيف أو الترقية أو زيادة الراتب أو أي قرار يخص العمل، الأمر الذي من شأنه أن يجعل التحكم في القرارات وفقا لتلك المعايير فقط دون تدخل أي تأثيرات خارجية.
وفند الدكتور كامل عملية اتخاذ القرار أنها إنتاج لشيء ما قد يكون صحيحا أو خاطئا، منوها إلى أن الأفضل هو إخضاع اتخاذ القرار لأمور علمية ثابتة لمنع التأثير بدموع أو ضغوط عاطفية من أي نوع، وقال: "المرأة تتأثر بظروفها وعواطفها بنسبة 50 في المائة، وهي نسبة أكثر تأثرا من الرجل بتلك الظروف، إلى جانب أنها لا ترى في نزول دموعها عيبا يجب إخفاؤه كالرجل، وهو ما يجعلها الأكثر ذرفا للدموع خلال العمل، وبالتالي أكثر تأثيرا لاتخاذ قرارات تصب في صالحها وقد تكون ضارة بالعمل".
ويعترف سعيد القحطاني مدير إحدى شركات التسويق أنه يتأثر بمشاعر الموظفات لديه بطريقة قد تضر صالح العمل أحيانا، مستشهدا بتراجعه عن قراراته بالخصم من الراتب أو إنذار بالفصل في حالة لم تحقق الموظفة الهدف المحدد لها خلال الشهر، ما يتسبب في مراجعة الموظفات المعنيات بالقرار له وهن باكيات، مشيرا إلى أنه لا يملك في هذه الحالة سوى التراجع عن القرار بسبب عدم احتماله رؤية شخص في موقف ضعف خاصة لو كانت امرأة.
وهو ما تؤكده العنود المطيري الموظفة في إحدى المراكز الطبية، حيث أوضحت أنها لا تستطيع تمالك نفسها أمام أي مضايقة أو موقف صغير بسبب طبيعتها الحساسة، وهو ما يتسبب في انذراف دموعها فورا رغما عنها، مشيرة إلى أنها كانت تعتبر الأمر ضعفا في البداية، قبل أن تكتشف أن مميزات وظيفية كثيرة أخذتها دون غيرها جراء تلك الدموع، فكثيرا ما تغيرت موعد مناوبتها الليلية، أو حصلت على إجازة استثنائية.
في حين كشفت فايزة أحمد الموظفة في شركة إعلان أن دموعها أنقذتها من مشكلة لحقت بها في أحد الأشهر، وقالت: في أشهر محددة لا أستطيع تحقيق النسبة المطلوبة مني، وهو ما يؤثر في راتبي الشهري، إلا أنني في أحد تلك الأشهر مررت بظروف صعبة كانت تستلزم حصولي على راتبي كاملا في ذلك الشهر تحديدا، وهو ما دفعني بالبكاء أمام المسؤول رغما عني، ومع أني رفضت إخباره بتلك الظروف إلا أنه أصر في وقت لاحق على معرفة سبب بكائي فما كان مني إلا إخباره، ليأمر بصرف راتبي كاملا بشكل استثنائي، في حين تم الخصم من رواتب زميلاتي اللاتي لم يحققن الهدف المطلوب، الأمر الذي جعلني أدرك قيمة الدموع التي ذرفتها، لأنها أنقذتني من ورطة وإن كانت سببت لي حرجا لن أنساه.
في المقابل وصفت إحدى الموظفات (رفضت نشر اسمها)، ذرف الدموع أمام المديرين للحصول على تسهيلات ومميزات وظيفية بالأسلوب الرخيص، رغم اعترافها بأن الموظفات الباكيات يتمتعن برضا وظيفي أكثر من غيرهن كونهن يصلن إلى مطامعهن بسهولة، وقالت: "إذا كان المسؤول رجلا، فإن التقييم الوظيفي للمرأة والترقية يتأثر بحجم ضعفها أمامه، وإشعاره بحاجتها إلى وقوفه إلى جانبها، مشيرة إلى أن العديد من المسؤولين يستبدلن تقييما ومعايير ثابتة، ويصدرن قرارات في صالح المرأة في حال ذرفت دموعها أمامهم، أو شعروا ببكائها من نبرة الصوت، منوهة إلى أن هذه النتيجة لا تعطي ثمارها في حال كانت المسؤولة امرأة، لأنها لا تتأثر بدموع بنات جنسها، كما يحدث مع الرجل.

الأكثر قراءة