سحر السينما وبراعة التسويق يمكّنان "باتمان" من تحطيم إيرادات شباك

سحر السينما وبراعة التسويق يمكّنان "باتمان" من تحطيم إيرادات شباك

سحر السينما وبراعة التسويق يمكّنان "باتمان" من تحطيم إيرادات شباك

حطم فيلم الرجل الوطواط الجديد "فارس الظلام" الذي يستند إلى إحدى شخصيات القصص المصورة التي ابتكرت قبل 70 عاما، أرقام الإيرادات في شباك التذاكر في أمريكا وأثبت قدرة هوليوود الفائقة على إعادة سرد القصص القديمة وتقديمها في شكل حكايات لا يستطيع الجمهور مقاومتها.
وعلى الرغم من الآراء التي ذهبت إلى أن الإنترنت وكاميرات الفيديو الرقمية وموقع يو تيوب لتبادل لقطات الفيديو جعلت السينما فنا قديم الطراز، إلا أن "فارس الظلام" نجح في حصد 158.3 مليون دولار في عطلة أسبوع واحد حيث تدفقت أعداد غفيرة من الأمريكيين لمشاهدة قصة البطل المقنع الذي ينقذ مدينة جوثام سيتي من مكائد غريمه الشرير "الجوكر".
وقال بول جيرجارابيديان رئيس شركة ميديا باي نامبرز المتخصصة في رصد إيرادات شباك التذاكر "إنه حدث تاريخي بالفعل، فهذه ليست فقط أعلى إيرادات تحقق على الإطلاق خلال أول عطلة أسبوع لفيلم وإنما هي أيضا أعلى إيرادات يحققها فيلم على الإطلاق خلال أول عطلة له، والشيء الوحيد الذي سنراه في المستقبل هو الأرقام القياسية الأخرى التي سيحطمها هذا الفيلم".
وأوضح دان فيلمان مدير توزيع شركة وارنر التي تتولى توزيع الفيلم: "كنا نعلم أنه سيكون كبيراً، لكننا لم نتوقع أبداً أن يهيمن على السوق كما فعل، فالفيلم ستتجاوز إيراداته 200 مليون دولار بحلول نهاية الأسبوع، لافتاً إلى أن الفيلم لدى افتتاحه للعرض يوم الجمعة حقق رقماً قياسياً من الإيرادات بلغ 67.85 مليون.
ويبدو أن وسائل الجذب الإلكترونية العديدة المتوافرة لجمهور اليوم لم تجعلهم يفضلونها على الجلوس في مقعد في صالة مظلمة وبجانب مئات الغرباء لمشاهدة مغامرات البطل الذي يكافح الجريمة.
ويقبل الجمهور على السينما، خاصة عندما يكون هذا البطل مقنعا يرتدي بزة سوداء ضيقة ويعاني بعض المشكلات البسيطة مثل انعدام الأمان والشك في نفسه وهي الأمور التي يعانيها الجمهور بشكل يومي.
ومنذ البداية أدرك مخرج الفيلم كريستوفر نولان أن البطل الخارق يجب أن يتمتع بالجاذبية نفسها التي يتمتع بها الشرير في الفيلم، لذا حققت شخصية الجوكر نجاحا فاق ما حققته شخصية باتمان نفسها، وكان اختيار النجم الراحل هيث ليدجر للعب دور الجوكر موفقا للغاية، وظلت شركة وارنر بروس المنتجة للفيلم تتباهى باختيار ليدجر للدور حتى قبل أن يتوفى الممثل الأسترالي الشهير بسبب تناوله جرعة زائدة من العقاقير في كانون الثاني (يناير) الماضي.
وجاء الاهتمام بأداء ليدجر لهذا الدور بعد وفاته كبيرا، وعلى الرغم من أن
شركة وارنر بروس حرصت على ألا تبدو وكأنها تستفيد من حادث وفاة ليدجر للترويج للفيلم إلا أن ظهور ليدجر في الشريط الترويجي للفيلم كان كافيا لإقبال الناس على شراء التذاكر.
وذكرت صالات السينما في الولايات المتحدة أن التذاكر التي كانت تتاح على شبكة الإنترنت كانت تنفد فور صدورها، وباع موقع "إي باي" الشهير على شبكة الإنترنت بعض التذاكر بسعر 80 دولارا للتذكرة، وطبع كثير من صالات السينما المزيد من التذاكر كما عرضت الفيلم في حفلات إضافية.
من جانبه، استطاع فيلم باتمان "فارس الظلام" الإطاحة بفيلم "العراب" من تصدره تقييم أفضل فيلم سينمائي في موقع IMDb لأفضل 250 فيلماً، بعد سيطرة طويلة دامت أعواماً كثيرة، إذ احتل "فارس الظلام" الصدارة بتقييم وصل إلى 9.3 من 10 بينما بقي فيلم "العراب" متمسكا بتقييمه 9.1 من 10.
وعدّ الكثير من النقاد والمتابعين للتقييم الأفلام بأن هذا التصدر يعد مفاجأة، وأنه لم يكن أمرا متوقعا، فبجانب تحطيمه أرقاماً قياسية في إيرادات عالم الأفلام، استطاع احتلال الصدارة بكل جدارة بفضل تميز مخرجه كريستوفر نولان وأداء ممثليه كريستيان بال وهيث ليدجر الذي طالب الكثيرون إهداءه جائزة الأوسكار بفضل أدائه الرائع في الفيلم، ولكن النقاد يرون أن حصول النجم الرحل هيث ليدجر على جائزة الأوسكار أمر مستبعد، خاصةً أن ممثلاً واحداً فقط هو الذي حصل على جائزة أوسكار بعد وفاته، وهو "بيتر فينش" في عام 1976 عن دوره في فيلم "الشبكة".
وبرر النقاد استبعاد حصول هيث ليدجر على الأوسكار بقولهم إن فيلم باتمان "فارس الظلام" من نوعية أفلام المغامرات والأكشن التي لا يفضلها المصوتون لجوائز الأوسكار، مشيرين إلى أنه لا يزال هناك عديد من الأفلام التي ستُعرض هذا العام، غير أن ذلك لم يمنع النقاد من الإشادة بأداء ليدجر في الفيلم.
وبعد عرض الفيلم لمدة عشرة أيام استطاع "فارس الظلام" تجاوز حاجز 300 مليون دولار؛ ليقترب بشدةٍ من تحطيم فيلم "تيتانك" الذي يتصدر حتى الآن قائمة أعلى الإيرادات في تاريخ السينما الأمريكية.
وأكد دان فيلمان مدير توزيع شركة أفلام "وارنر برازرز" أن فيلم باتمان حصد 75.6 مليون دولار خلال عرضه في عطلة الأسبوع الثانية من الجمعة إلى الأحد ليصل إجمالي إيراداته في أمريكا فقط إلى 314.245 مليون دولار، واصفاً الأمر بأنه مفاجأة كبيرة، قائلاً: "أن نحقق 300 مليون في عشرة أيام هو شيء لم نكن لنتوقعه".
وأضاف "ماذا أستطيع أن أقوله؟! إننا نحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا، وجمهورنا في ازدياد كما هو المتوقع من آراء المشاهدين والنقاد، كما أن أعمار جمهورنا في تصاعدٍ، وهذا هو الخبر الجيد، فنحن نلاقي الشريحة الأصغر من الفتيات والأولاد يعودون من جديد".
من جهته، يقول بول ديرجاربيديان مدير موقع الإعلام- للأسوشيتدبرس- بلغة الأرقام فإن فيلم "فارس الظلام" يمكن أن يتجاوز فيلم "تيتانك" كأكثر أفلام السينما الأمريكية من حيث الإيرادات، والرقم القياسي الذي وضعه تيتانك في شباك التذاكر ظل صامدًا لمدة عشر سنوات وهي مدة طويلة، وإذا كان هناك فيلم قادرٌ على عمل ذلك فهو فيلم فارس الظلام".

الأكثر قراءة