الجمعيات التعاونية .. الإدارة أولا
تشكل الجمعيات التعاونية إحدى الركائز الأساسية في القطاعات الزراعية في كثير من دول العالم لمواجهة العديد من المشاكل الفنية والإدارية والتسويقية.
وفي المملكة ظهرت الجمعيات التعاونية منذ وقت مبكر في بدايات مراحل التنمية الزراعية لكنها لم تحقق المأمول منها، حيث اعتمدت المشاريع الزراعية على المبادرات الفردية في معالجة ما يعترضها من مشاكل فنية وإدارية. ومع النمو الكبير للقطاع الزراعي في المملكة ظهرت مشكلة التسويق الزراعي كإحدى أهم المشاكل التي تواجهها المشاريع الزراعية خصوصاً الصغيرة منها. نوقشت هذه المشكلة على مدى سنوات وطرحت الجمعيات التعاونية كأحد الحلول الممكنة. وبتوجيه ودعم من وزارة الزراعة بدئ في إنشاء العديد من الجمعيات التعاونية في مختلف مناطق المملكة مستفيدة من الدعم السخي الذي يقدمه البنك الزراعي.
والجمعيات التعاونية الزراعية كهيئات مستقلة أثبتت نجاحها في العديد من دول العالم ولا يوجد ما يمنع تكرار هذا النجاح في المملكة، حيث وضعت وزارة الزراعة كل إمكاناتها لدعم قيام الجمعيات وقدم البنك الزراعي الدعم المادي السخي بنسبة تصل إلى 100 في المائة من رأس المال لذا فإن نجاح هذه الجمعيات في مواجهة المشاكل الفنية والتسويقية أصبح بيد أعضائها من المنتجين في مختلف القطاعات. وعلى المزارعين إثبات قدراتهم في التجاوب مع المبادرات التي تقدمها وزارة الزراعة والبنك الزراعي لهذا القطاع لكي يتمكن من مواجهة متطلبات الأسواق في المرحلة المقبلة من حيث الكمية والنوعية. وبعد كل هذا الدعم فإن عدم نجاح هذه الجمعيات لا قدر الله في القيام بدورها على أكمل وجه سوف سيمثل خيبة أمل كبيرة للمنتسبين لهذا القطاع.
يختلف البعض في تحديد أهم عوامل نجاح هذه الجمعيات في القيام بدورها المأمول ولعل أهمها تكمن في إدارة هذه الجمعيات.
لذلك فإن تدريب الكوادر البشرية المرشحة لإدارة هذه الجمعيات يعتبر الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح، والأمل معقود على وزارة الشؤون الاجتماعية وهى الجهة التي تتبع لها هذه الجمعيات أن تتبنى جانب التدريب لأعضاء هذه الجمعيات عن طريق جلب متخصصين وعقد دورات تدريبية في مختلف مناطق المملكة وكذلك تنظيم زيارات خارجية للاطلاع على نماذج ناجحة للجمعيات التعاونية في مختلف دول العالم سوف يسهم في زيادة فرص نجاح هذه الجمعيات في خدمة القطاع الزراعة.
كذلك فإن الدعم الذي يقدمه البنك الزراعي للجمعيات يخصص في معظمه لإقامة منشآت فنية عالية التكاليف مثل مستودعات التبريد وصالات التجهيز والتعبئة والأعمال الإنشائية اللازمة، والإشراف الهندسي على تنفيذ هذه الأعمال يتطلب معرفة فنية وخبرة قد لا تتوافر لدى بعض القائمين على هذه الجمعيات، لذا فإن قيام البنك الزراعي بهذه المهمة عن طريق مكاتب استشارية متخصصة سوف يسهم في مساعدة الجمعيات على إقامة هذه المنشآت بطريقة سليمة وكذلك ضمان حقوق البنك لاحقاً.
كلية علوم الأغذية والزراعة
جامعة الملك سعود
عضو اللجنة الزراعية في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض