"هيئة السياحة" تعيد إحياء الحرف القديمة في أسواق الطائف

"هيئة السياحة" تعيد إحياء الحرف القديمة في أسواق الطائف

تمكنت الهيئة العامة للسياحة والآثار من إعادة الرواج للحرف والصناعات التقليدية في محافظة الطائف بعد أن شارف الكثير منها على الاندثار، عن طريق تفعيل تلك الحرف وتخصيص أجنحة لها في الفعاليات السياحية المتتابعة التي تنظمها الهيئة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة بالنشاط السياحي، مما أسهم في المحافظة على الموروثات الحرفية التي يمارسها قلة من الأهالي.
وتعد حرفة النجارة من أقدم الحرف المرتبطة بالنشاط الاقتصادي، والتي كان يمارسها السكان في حقب تاريخية متعاقبة، وما زالت الرواشين الخشبية بنقوشها الزخرفية المتباينة تمثل ذلك الحس الحرفي المرهف لأهالي الطائف في العقود الماضية، ورغم التطور الذي طال هذه المهنة، إلا أن العديد من كبار السن ما زالوا يمارسونها بحرفية عالية، في الوقت الذي تبرز فيه صناعة المنتجات الفخارية في سوق البلد من خلال بعض المواقع منها شارع هدية في المنطقة المركزية في الركن الغربي لسوق البلد، حيث ينتشر باعة المنتجات الخزفية التي تشمل المشربيات والتي كانت وما زالت تستخدم في تبريد مياه الشرب، والأزيار والأواني الفخارية ذات الأشكال المختلفة، وأحواض الزهور الفخارية التي تأخذ أشكالا متنوعة.
من جهته أشار الدكتور محمد السيد المدير التنفيذي لجهاز السياحة في الطائف، إلى أن الهيئة تدعم الحرف اليدوية والصناعات التقليدية المختلفة كونها تمثل جانبا مهما من الموروث الشعبي للمنطقة، خاصة أن الطائف زاخرة بالحرف والحرفيين المهرة، ففي المنطقة المركزية وحراج الزل يلاحظ وجود بعض المحال المتخصصة في صيانة وصناعة الأسلحة، ولم يشكل التقدم الحضاري عقبة أمام عدد من الحرفيين الذين يمارسون صيانة الأسلحة البيضاء والبنادق في سوق البلد في وسط المدينة، حيث ما زالت هذه الصناعة رائجة بسبب استخدام البنادق والسيوف والخناجر في المناسبات الاجتماعية والأعياد والاحتفالات بشكل كبير، في الوقت الذي تتوافر في أحد أركان سوق البلد مواقع لبيع المنتجات الخوصية التي تشهد إقبالا كثيفا من قبل السائحين، مشيرا إلى أن المناطق الريفية توفر الخامات الأولية لهذه الصناعة التقليدية التي ما زالت تلقى رواجا مرتفعا، وتتميز ربات المنازل في تشكيل الخوص كيفما يشأن، وتبرز التشكيلات الجمالية في الحصير والزنابيل والمراوح المنتجة بأنامل اكتسبت مهارة فائقة في تطويع الخوص لخدمة الأغراض الحياتية المختلفة.
صناعة المنتجات الخشبية هي أيضا من الحرف التي لم تتأثر بالنمو الحضاري، بعد أن واصل عدد من أمهر الحرفيين في الطائف على التنويع بين صناعة الصحاف التي تستخدم عادة كوعاء تقدم فيه المأكولات الشعبية الشهيرة في المحافظة، والعديد من الأدوات المنزلية التي تستخدم في إعداد المأكولات، إضافة إلى الملاعق الخشبية والأوعية الخشبية التي تستخدم للدق والفرم والتقطيع، والأبواب النوافذ الخشبية التقليدية.
ويؤكد القاري شهرة الطائف وعراقتها في الصناعات الجلدية المختلفة وفي حرفة الدباغة، قائلا: " مازالت بعض المحال في سوق البلد تبيع الأحذية الجلدية المحلية، وقرب الماء، والأحزمة، والأغمدة، والمحافظ التي تتم خرازتها"، منوها في الوقت نفسه على استمرار صناعة الغزل ونسيج الصوف بسبب توافر الخامات المطلوبة على نطاق واسع مع استمرار عمل الكثير من الأهالي في مهنة الرعي، إلا أنه أوضح أن القرويين هم الأكثر استعمالا للمنسوجات بسبب طغيان الحياة الحديثة على المدينة، حيث لا يزال القرويون ينتجون نسج الحقائب والمفارش وأنواع من الملبوسات من الصوف الخالص.
في حين حرص حرفيوا المشغولات الفضية على تسجيل حضورهم المميز في وسط سوق الطائف، حيث تظهر الحلي الفضية النسائية، ومقابض الخناجر والسكاكين، علاوة على الأحزمة التي يتم تطعيمها بالفضة، في حين شدت صناعة تطريز الملابس الرجالية والنسائية الأهالي والزوار، حيث تعرض الملابس التقليدية المطرزة بألوان زاهية في محال لخياطة وحياكة وتفصيل الملابس التقليدية، والتي ما زال الإقبال عليها مستمرا في المناسبات الاجتماعية والزواجات والأعياد والاحتفالات الوطنية، وتبرز مهارة الحرفيين في هذا المجال من خلال تسخير الألوان الطبيعية لحياكة أنواع من الملبوسات في قوالب جمالية.

الأكثر قراءة