سيدة أعمال سعودية تتأهب لتسلم أعمال هندسية في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية

سيدة أعمال سعودية تتأهب لتسلم أعمال هندسية في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية

سيدة أعمال سعودية تتأهب لتسلم أعمال هندسية في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية

تجهز آلاء حريري المهندسة السعودية مكتبها الهندسي الصغير، الذي أسهم صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم المشاريع الصغيرة للسيدات في تمويله، للدخول ضمن مجموعة مكاتب هندسية لتسلم عدة مشاريع في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، وتعمل حاليا على تشكيل فريق عمل مكون من عشرة مهندسين ومهندسات، وأخيرا احتضن مكتبها منذ أسبوعين ثلاث طالبات من كلية العمارة والتخطيط في جامعة الملك فيصل في الدمام كمتدربات إسهاما منها في تفعيل مبدأ المسؤولية الاجتماعية الذي يجب أن تتبناه كل شركة ومؤسسة وطنية.
"الاقتصادية" حاورت آلاء، واستشفت تطلعاتها وطموحها في مجال عملها، كما استعرضت معها بعض ما نجحت في تحقيقه منذ انطلاقة مكتبها الهندسي في ثنايا هذا الحوار:

بعد أن أنجزت مراحل عدة لتأسيس مشروعك بدعم صندوق الأمير سلطان، ما رؤيتك الخاصة كصاحبة مشروع صغير تجاه الإدارة وتشكيل فريق العمل؟
الإدارة ليست تعاطيا مع آلات ومكائن، بل هي فن التدبير وحسن التعامل مع الناس في خطوات متتالية للوصول إلى الأهداف المرسومة، حيث إن الطريقة الفاعلة للإدارة الناجحة هي تشكيل فريق عمل فاعل يبدل مهمات الإدارة من العمل الفردي إلى الجماعي، ويحول الإدارة إلى مؤسسة قائمة بالمجموعة لا بشخص أو أشخاص معدودين، لأن تفويض الأدوار يسهم في تسيير الأمور من جهة، كما يسهم في بناء كادر جديد، ويرفع مستوى الأفراد العاملين من جهة، أما ما يخص توجهي، فإنني أنوي تشكيل فريق عمل ثابت بعد أن ألتقي عدة مهندسات يعملن لدي بنظام الساعات كمتدربات لأتعرف على الجوانب التي تملكها كل منهن لأحدد مهامها.

ماذا منحك صندوق الأمير سلطان خلال فترة تدريبك في جانب فن الإدارة؟
صندوق الأمير سلطان أولا استطاع أن يستقطب فتيات وسيدات يملكن سمات رائدات الأعمال ويقدمن لهن التدريب لصقل قدراتهن بجانب التمويل ومنحنا فن الإدارة والمقدرة على التعاطي مع الموارد البشرية والسوق, وأتمنى أن يستمر الصندوق في تقديم التوجيه لنا أثناء مراحل عمل مشاريعنا في أشهرها الأولى رغم أن الصندوق يتابعنا إلا أننا نطمح إلى المزيد.

المهندسات اللاتي تم استقطابهن للعمل كمتدربات في مكتبك، هل يتدربن لديك بهدف اكتساب الخبرة وتجربة قدرتهن على العمل دون مقابل؟
لدي سياسة خاصة، كل من يتدرب أو يعمل لدي حتى لو كان لفترة محددة لا بد أن يتقاضى مكافأة مالية وشهادة خبرة، وبهذه الطريقة أشعر بأني أدعم المهندسات اللاتي ما زلن يبحثن عن الفرصة، وأكتسب من خلال عملهن معي أفكارا جديدة، وقد أختار من بينهن فريق العمل الخاص والدائم لمكتبي.

هل كونت فريق العمل الذي سيشغل عدة مهام في مكتبك؟
أعد لذلك، وحاليا لدي أربع مهندسات إضافة إلى مهندسين يعلمون معي كفريق عمل على عدة مشاريع، وأسعى إلى تكوين فريق عمل ثابت يعمل لدي في حدود عشرة مهندسين ومهندسات.

ما المشاريع التي يعمل عليها فريق عملك الحالي؟
لدينا مشروع صغير نعمل عليه وهو محل لفساتين أفراح نسائي، حيث وضعت له خطة عمل سينفذها فريق العمل، ومستقبلا أتوقع أن يكون مكتبي من ضمن المكاتب الهندسية التي سيتسلم عدة مشاريع في مدينة الملك عبد الله، وقريبا ستتضح الأمور حول مهام مكتبي تجاه هذا المشروع الكبير الذي سيشكل نقلة كبيرة لي في بداية انطلاقتي.

كيف ترين تجربة إدارة المرأة مكتبها الخاص أو مؤسستها؟ وهل هي قادرة على تحفيز فريق عملها على الإنجاز؟
يعتمد ذلك على شخصية كل إداري، ولكن في نظري فإن المرأة تملك ميزة تختلف بها عن الرجل، فهي أكثر مرونة، إضافة إلى أنها تمتلك صبرا كبيرا.

ألا تخشين المنافسة وأنت تستقطبين مهندسات قد يستفدن من خبرتك ليبتدئن في افتتاح مكاتبهن الخاصة؟
بالعكس فهذا الأمر يسعدني جدا، فأنا أتمنى أن تزيد أعداد المكاتب الهندسية النسائية في المنطقة، لأنها إن حدثت فهي ظاهرة صحية تخدم المهنة نفسها، وتحد من احتكار المكاتب الكبرى التي تحتل السوق بالكامل، ما يؤدي إلى ارتفاع قيمة تسلم المشاريع، وأعتقد أن الرجل لن يتضايق هو الآخر من وجود امرأة تنافسه، فمجال الهندسة يعتمد على الجانب الإبداعي أكثر من أي مهنة.

عادة ما تواجه المشاريع الصغيرة تحديات كبيرة من بينها ضعف التسويق، فهل تجدين أن للتسويق دورا في مهنتك؟
أغلب المكاتب الهندسية الناجحة لا تملك مسوقين، لأن مسوقيها هم زبائنها، ومن خلال الخدمات التي يقدمها مكتبي الهندسي وتميز المشاريع التي أنجزها، يمكن أن يذيع صيت مكتبي حتى لو من مشروع صغير أتسلمه، شريطة أن أتقن إنجازه.

ألا تخشين مزاحمة المكاتب الهندسية لك؟
حالة النشاط في سوق المنطقة الشرقية ليس كما هو الحال في مدينة جدة، ولكن المكاتب الهندسية لها مستقبل، والحالة التي يعيشها حاليا مشجعة، ومشروعي لن يفشل وسط مزاحمة المكاتب الكبرى، لأني وضعت له خطة محكمة، وأظن أنني قادرة على منحه الاستمرارية، وكونه مشروعا صغيرا فإن ذلك لا يعني أنه لا يمكن أن يتميز، بالعكس فالمشاريع الصغيرة هي التي تقوي اقتصاد أي بلد، وعلى كل مبتدئة في مجال الهندسة ألا تستهين في بداياتها الصغيرة، ولا بتسلمها المشاريع الصغيرة، فهي سبيلها للتميز، وألا تحاول البحث عن المشاريع الكبرى لأنها سترهقها ولن تبدع فيها.

ما الدور الذي لا بد أن تلعبها المكاتب الهندسية ورجال الأعمال في دعم بداياتكم كمهندسات سعوديات في سوق العمل؟
من الضروري جدا أن تساند هذه المكاتب خاصة ذات الخبرة الطويلة في المهنة وتلتفت إلى المهندسات وتحاول دعمهن بالتعاون مع المكاتب الصغيرة التي تؤسسها المهندسات لبداية حياتهن المهنية بهدف رفع مستواها، وتمنحها فرصة إشراكها في مشاريعها والإرشاد الفني، أيضا رجال الأعمال لا بد أن يمنحوا المهندسة السعودية فرصة العمل في إدارات شركاتهم ومؤسساتهم، وتسليمهن مشاريع يقمن على إنجازها، حتى لا تفقد الحماس وتتعثر لدى مواجهة الصعوبات، فعلى الشركات والمؤسسات الهندسة مسؤولية تجاه مجتمعها.

بما أننا الحديث عن مسؤولية الشركات والمؤسسات تجاه المجتمع، هل ستتبنين مبدأ المسؤولية الاجتماعية بعد امتلاكك مشروعك الخاص؟
في الحقيقة إنني بدأت فعليا في تطبيق هذا المبدأ، حيث استضفت حاليا ثلاث طالبات, هن: آلاء العطني, سارة الجلال, وأمل الخيال، في قسم التصميم الداخلي، وهن يعملن لدي في المكتب كمتدربات، ووضعت لهن خطة عمل ضمن برنامج التدريب الصيفي لطالبات جامعة الملك فيصل، تتضمن عدة محاور منها عرض المشاريع القائمة في مكتبي ومكتب ديزاين بلس، والتعرف على خطوات البدء في مشروع، وكيفية تطوره، إضافة إلى زيارة ميدانية لمواقع تحت الإنشاء، وزيارة مصانع رئيسة في الخبر والدمام.

الأكثر قراءة