المنقية
لا تجزعوا من طول هذا النص، إن بدأتم القراءة فستجدون أنفسكم تطلقون الدهشة كصرخة ذهول عند البيت الأخير، مبدع هذا الشاعر وخطير ومتمكن جداً من أدوات الشعر.
الله الله يا قوافي شعري المنقيه
يا بنات افكاري الحره وهيض فْوادي
ابرقي برق الحيا فا المزنة الوسميه
وارزمي واستنزلي بمزلزلٍ رعادي
استهلّي ثم هلي غشنة سيليه
قضّضي روس الحتايف مع مفيض الوادي
خليّ العادي لغيري والمميز ليه
لي ثلاث عقود واكثر ما نظمت العادي
عِهدي بْنظم الحروف السهلة العاديه
من يصدّق لو زعمت وقلت في ميلادي
راضع ٍ در القصيد رضاعةٍ فطريه
وشارب ٍ قطر المعاني يوم انا بمهادي
شخبطاتي فالطفولة مدرسه شعريه
لو دخلها كل من يدرس طلع قصادي
شاعر ٍ شيدت لي حد السماء عِليه
ولا على من زاد زود ولا تهون اندادي
صيد فكري من خيار الشّرد الذيريه
ما يصيده كل راعي مخلبٍ صيادي
فارق ٍ في مذهبه والكم والكيفيه
مثل فرق الماس عن سقط الحديد الصادي
ناحتٍ صلب الصخور بشفرةٍ ماسيه
لاضربت ابها تقادح فيه قدح ازنادي
حد حرفي لا انشظى صوانةٍ مشظيه
حدها فوقه تْحد البتّع الاصلادي
طاوي ٍ للجزل مفتول الرسن بيديه
وين ما وجهت طاروقي تخب جْيادي
كل ميدان ٍِ طويل اسرجت فيه اعبيه
خطوةٍ منها تعادل خمس للطرادي
وكل راكب للهجين اردفته هْجينيه
وكل عيس ٍ زرفلت حطيت فيها حادي
وكل عذب من المناهل شاربٍ من ميه
فوق نبعه سابق ٍ ورد القطا ميرادي
وكل غصن ٍ فالهواء طيرت له قمريه
لا تمايل شالت الانسام صوت الشادي
صغت من نادي عكاظ بسوقه الصيفيه
مشهدٍ فاالحبك يربطني بذاك النادي
نوب اعيد صياغته في صورةٍ عصريه
ونوب ازيده من فنون ٍصغتهنّ اجدادي
ونوب اصوّر للمسامع لوحةٍ فنيه
محتواها يمتع الجمهور والنِقادي
المسامع تقل تبصر صورةٍ حسيه
والمشاعر تقل تسمع زمجرة عوّادي
استعير الرمز للي يقبل الرمزيه
واوقد الجزل المباشر فا العقول اوقادي
افتل المعنى وأحل العقدة المثنيه
وابهر الفتال والحلال والعقادي
من رفيعات العوالي قسمي العلويه
حيث ليّه من رها فوق السّنَام اشدادي
شاعر ٍموهوب والابداع لي جَديه
ليش لا والشعر فن ٍ ورثّوه اجدادي
مادرسنا بس اخذنا القابه الفخريه
عقب صرنا في تفانينه من الروادي
حاصدينه من خصيب افياضه الريفيه
وزارعينه فالقفار الجرد للحصادي
إصعد المرقاب وأقر نقوشه الصخريه
تختزل كل الزمن حتى ثمود وعادي
وإسال العشق العفيف وقصة العذريه
واللحون اللي حفظها الغار فا التوبادي
وإنشد الركبان وش فالرقعة المطويه
والقوافل لا قطرها للقرى المدادي
وإنشد الرحال من ذيك الديار لذيه
كيف اجاد النقل وأدّى امانة القِصادي
هو سجلات العرب واخبارها المرويه
شاهدٍ يبقالها لا أندثروا الشهادي
فيه نصح وفيه علم وفايده فكريه
حبّب الاسماع فيه بسجعه المنقادي
بين حرص الوزن والتاكيد فالقافيه
تصدر الاخبار موثوقه مع الورادي
وثق الركب اليماني سيرةٍ شاميه
واستقاها كل رايح في البلاد وغادي
طافت الاقطار شرقية على غربيه
واستلمها مثل ماهي عاشر الاحفادي
عمت الاداب منا الكورة الارضيه
واوصلت تاريخنا الحافل من الامجادي
المبدع يعربي والترجمة روميه
مابلغ هام البلاغة مثل حرف الضادي
الرواحل توصله لحدوده البريه
والمراكب تنقله عبر المحيط الهادي
راحت ألفيّه وراء ألفيه وجات ألفيه
وشاعر الازمان لاحداث الزمن رصادي
راجح ٍهم امته بهمومه الشخصيه
المواجع فيه شتى والهموم افنادي
ما يحقق مبتغاه الا عصاٍ سحريه
تخمد النيران فاغصون السلام اخمادي
مثل حلم ٍلي طلع لي فيه ابن جنيه
قال لي شبيك ياسيّد كبار اسيادي
قلت يالعفريت جل هْمومي اسياسيه
قال قلي بس وش لك من طلب وامرادي
رفع ظلم اشعوب عانت تفرقة عرقيه
احتلال وبطش واستعمار واستعبادي