الحرفيون يعيدون إحياء التراث في الجوف
أحيا مهرجان "الجوف حلوة 29" الحرف اليدوية التي تشتهر بها منطقة الجوف، بعد أن خصص لهم أجنحة خاصة في السوق الشعبي، ليطلع الزوار على الحرف اليدوية التي اندثرت بفعل دخول التقنيات الحديثة للمجتمع.
ونالت الحرف اليدوية التي حضرت في المهرجان إعجاب الحضور، مثل فتل الحبال، وإنتاج السمح، إلى جانب عدد من الأكلات الشعبية مثل الجمري.
وأوضح لـ "الاقتصادية" معزي الشرعان الذي احترف فتل الحبال، أن هذه الحرفة تعد من الحرف الشاقة، حيث تستخدم راحتي اليدين في عملية الفتل، بحسب الحجم المراد صناعته سواء في السماكة أو الطول، ويقول إن هذه الحرفة لا يعرفها إلا من احتاج إليها سابقا، وهي من الحرف التي كان يمارسها أهالي القرية قبل عشرات السنين، مشيرا إلى أن فتل الحبال يؤخذ من خلب النخيل والذي يسمى "الليف"، بعد أن يتم قطع النخلة التي لا يستفاد منها أو لا تنتج ثمرا جيدا، ومن ثم يؤخذ منها الخلب ويوضع في الماء حتى يبتل ويلين ويسهل استخدامه، قبل أن ينفش بشكل جيد واستبعاد الخلب غير الصالح لفتل الحبال.
في حين قال مرشد الشراري الذي احترف إنتاج السمح، أنه مارس هذه الحرفة منذ أن كان في السادسة من عمره، موضحا أن نبات السمح الذي تمتاز به الجوف هو نبات حولي تنبته الأرض من جراء أمطار الوسم التي تصيب منطقة "بسيطا"، مؤكدا أن جني ثمار السمح تعد مهمة شاقة وتتطلب استعدادا جيدا وعملا شاقا.
وأوضح أن مسحوق نبات السمح يمزج حسب المذاق مع التمر، ويمكن أن يصنع منه الخبز والبسكويت، أو العصيدة الذي يمزج معه زيت الزيتون أو السمن البلدي.
وعن فائدته الغذائية أوضح الشراري أنه يحتوي على ثمانية عناصر معدنية إضافة إلى الألياف والأملاح.
كما يتمتع زوار مهرجان "الجوف حلوة 29" بتذوق الأكلة الشعبية المعروفة لدى سكان منطقة الجوف والمعروفة باسم "الجمري"، وهي نوع من أنواع الخبز يستخدمه أهل البادية، ويتم صنعها بإعداد عجينة متماسكة يتم وضعها في الشمس لبضع دقائق لتتفاعل الخميرة مع الدقيق، في الوقت الذي يتم فيه تجهيز النار لتصبح جمرا تمهيدا لوضع العجينة عليها بعد فردها بشكل دائري حتى استوائها من الأسفل، بعد ذلك يقوم بدفنها بالرماد حتى تستوي من الأعلى، وبعد أن يصبح لونها بين السواد والاحمرار يتم إخراجها وتنظيفها من الرماد لتقديمها للزوار.