قطاع الأمل: البترول والبتروكيماويات
قطاع الأمل: البترول والبتروكيماويات
الربط بين البترول وقطاع البتروكيماويات قوي حيث يتأثر الثاني بتوجهات ونمو الأول بصورة واضحة. فارتفاع أسعار البترول يؤثر في الثاني من زاوية مدخلات الإنتاج, وبالتالي من زاوية الربحية. ولا تزال أسعار البترول تحافظ على مستوياتها الحالية وتعززها لأسباب ليس لها علاقة بـ "أوبك" وبالإنتاج ولكن بالوضع السياسي العالمي. حاليا نعيش في عالم يحفل بالتهديدات وبالتخمينات والمضاربة السعرية, وبالتالي استمرار الضغط على أسعار الطاقة وعلى مدخلات إنتاج البتروكيماويات. وفي الوقت نفسه استطاعت السعودية من خلال قطاع البتروكيمايات أن تخطو مراحل متقدمة وتحول سلعة رخيصة لمنتج استراتيجي يمكن أن تطور من خلاله صناعات ممتدة تغطي أسواقا عالمية ممتدة. واستطاعت السعودية خلال فترة قصيرة وخلال العقد الحالي أن تطور وتكون قطاعا استراتيجيا ذي قيمة مضافة قابلة للتوسع والنمو مستقبلا وباستثمارات ضخمة ومن خلال البحث والتطوير والاستحواذ تم تحديد الاتجاهات المستقبلية ولكن لا يزال هناك طريق واضح ومحدد يحتاج إلى زيادة الاستثمار في البحث والتطوير لدفع الميزة النسبية هنا خطوات إلى الأمام.
التوقعات المستقبلية خلال السنوات المقبلة تعكس تحسنا كبيرا في القطاع خاصة أن الأعوام 2008 و2009 و2010 ستتميز بتدفق الإنتاج أو الزيادة في الإنتاج من خلال جميع شركات القطاع سواء كان أوليا أو نتيجة للتوسع. الوضع الذي يبشر بزيادة مداخيل القطاع بصورة كبيرة وارتفاع ربحيته وبالطبع يعتمد ذلك على الظروف العالمية وعلى أسواق المواد الخام وظروف النمو الاقتصادي العالمي خاصة أن اللعبة أصبحت دولية ولا تعتمد على سوق أو منطقة محددة في ظل العولمة والانفتاح الحالي ورغبة الدول المتقدمة في الحفاظ على التركيبة الحالية وانتعاش الأسواق العالمية. التركيبة معقدة ومتفرعة ولكن الحقيقة المهمة هي أن القطاع يعد مركز ثقل محليا وعالميا بحجم الاستثمارات فيه وقدراته الإنتاجية.
المتغيرات المستخدمة
كالعادة سيتم التعامل مع السعر وربح الشركة وإيرادها من خلال النمو الربعي (نمو الربع الحالي مقارنة بالسابق) والنمو المقارن (نمو الربع الحالي بالربع المماثل من العام الماضي). كما سيتم الربط بين السعر والربح في مكرر الربح والربح والإيراد في هامش صافي الربح ودرجة التحسن فيه. وسيتم إلقاء الضوء على دور المصادر الأخرى في دعم الربحية للشركات. المتغيرات السابقة توجهنا للتعرف على كفاءة السوق وسلامة توجهها من خلال العلاقة بين الربح والإيراد والسعر, وبالتالي توجهها نحو الاتجاه الصحيح من عدمه.
قطاع البتروكيماويات السعودي
حسب الجدول رقم (1) القطاع حقق في الربع الأول من عام 2008 نحو 8.163 مليار ريال بنمو ربعي 0.79 في المائة ونمو مقارن موجب بلغ 16.5 في المائة والملاحظ هنا استمرار النمو المقارن والنمو الربعي في القطاع. ولعل ما يسند الاتجاه الإيجابي هو أن ذلك نابع من نمو الإيرادات وبمعدلات إيجابية حيث بلغت في الربع الأول 46.7 مليار ريال ونمو 3.99 في المائة ومقارن 59 في المائة, وبالتالي يعد النمو في الربح ربعيا ومقارنا بطيئا ويقابله نمو في المصروفات. الملاحظ هنا أن هامش صافي الربح هبط في الربع الأول والسبب هو نمو المصروفات نتيجة لنمو الإيرادات بمعدل أعلى من الربح في الربع الأول. المؤشر تفاعل هنا بصورة متطابقة مع الإيرادات مقارنا ولكن تراجع ربعيا ربما بسبب ربحية القطاع وكنوع من المراجعة لتلافي التراجع في الإيرادات أو الربح في القطاع مستقبلا كون النمو ليس بقوة العام الماضي نفسها.
شركة التصنيع
من أوائل الشركات التي اهتمت بالصناعة وتطويرها بشكل عام وفي النهاية ركزت على قطاع البتروكيماويات. الربع الأول شهد تراجع الربحية بنحو 23.42 في المائة ربعيا وهبوطها 28.67 في المائة مقارنا وعلى العكس تحسن نمو الإيرادات بنحو 116.03 في المائة ربعيا و 172 في المائة مقارنا، واتجه السعر ربعيا للنمو سلبا بنحو 5.26 في المائة ومقارنا ارتفع بنحو 34 في المائة ومعها ارتفع مكرر الأرباح ليصبح 23.62 مرة وهو رقم مرتفع إلى حد ما مقارنة بالسوق. الملاحظ انخفاض نسبة الإيرادات الأخرى للربح في الربع الأول عند 49.16 في المائة. الملاحظ أن تحرك السعر والربح والإيراد هنا إيجابا بهدف إعادة التوازن بين أداء السهم وتقييم المستثمرين ما أدي إلى ارتفاع مكررات الشركة.
اللجين
من أوائل الشركات التي لم تركز على توجه محدد ولكن يبدو أن خيار البتروكيماويات كان الحل المطلوب لإعادة الشركة على الجادة ولا يزال الانتظار لبدء الإنتاج. الربع الأول شهد تراجع الخسائر بنحو 25 في المائة ربعيا وتراجعها 509 في المائة مقارنا علاوة على نمو الإيرادات بنحو 39 في المائة ربعيا و 167 في المائة مقارنا، واتجه السعر ربعيا للنمو إيجابا بنحو 2.62 في المائة ومقارنا ارتفع بنحو 122.73 في المائة ومعها هبط مكرر الأرباح ليصبح سالبا 69 مرة وهو رقم سلبي إلى حد كبير مقارنة بالسوق. الملاحظ أن نسبة الإيرادات الأخرى للربح في الربع الأول عند 32.03 في المائة. الملاحظ أن تحسن السعر بالرغم من تدهور الربح والإيراد هنا تحسبا لتحسن أداء الشركة مما أدى لتدهور مكررات الشركة على أمل التغير مع بدء الإنتاج.
سابك
سابك من أوائل الشركات التي اعتمدت عليها الحكومة السعودية في تنويع مصادر الدخل واستطاعت أن تنمي قدراتها بفضل تركيزها على البحث والتطوير والاستفادة من قدرتها على اختراق الأسواق العالمية. الربع الأول شهد نمو الربحية بنحو 0.85 في المائة ربعيا ونموها 10.13 في المائة مقارنا علاوة على تحسن نمو الإيرادات بنحو 0.96 في المائة ربعيا و 54 في المائة مقارنا، واتجه السعر ربعيا للنمو سلبا بنحو 27.12 في المائة ومقارنا ارتفع بنحو 46 في المائة ومعها ارتفع مكرر الأرباح ليصبح 12.63 مرة وهو رقم تاريخي مقارنة بالسوق والقطاع وعند مستوى متدني. الملاحظ ارتفاع نسبة الإيرادات الأخرى للربح في الربع الأول عند 24.33 في المائة. الملاحظ أن تحرك السعر سلبا والإيراد هنا سلبا بالرغم من ارتفاع الربح ربعيا بهدف اعادة التوازن بين أداء السهم وتقييم المستثمرين مما أدى لاستمرار مكررات الشركة عند حد جيد.
سافكو:
من أقدم الشركات التي استفادت من الغاز ودخلت مجال البتروكيماويات وحققت نجاحات كبيرة ولفترة طويلة. الربع الأول شهد تراجع الربحية بنحو 2.45 في المائة ربعيا وارتفاعه 126 في المائة مقارنا علاوة على تراجع نمو الإيرادات بنحو 12.62 في المائة ربعيا و ارتفاعه 67 في المائة مقارنا، واتجه السعر ربعيا للنمو سلبا بنحو 3.78 في المائة ومقارنا ارتفع بنحو 64 في المائة ومعها تحسن مكرر الأرباح ليصبح 14.15 مرة وهو رقم جيد مقارنة بالسوق والقطاع. الملاحظ ارتفاع نسبة الإيرادات الأخرى للربح في الربع الرابع عند 13.76 في المائة. الملاحظ أن تحرك السعر والربح والإيراد هنا إيجابا بهدف إعادة التوازن بين أداء السهم وتقييم المستثمرين ما أدى إلى تحسن مكررات الشركة.
المجموعة السعودية
تتجه الشركة نحو التوسع مع شركائها وتم إصدار أسهم جديدة وهناك زيادة سيتم طرحها للاكتتاب للاستفادة والتوسع في القطاع. الربع الأول شهد نمو الربحية بنحو 24.35 في المائة ربعيا و104 في المائة مقارنا علاوة على نمو الإيرادات بنحو 32.81 في المائة ربعيا و164.29 في المائة مقارنا، واتجه السعر ربعيا للنمو إيجابا بنحو 16 في المائة ومقارنا ارتفع بنحو 49.41 في المائة ومعها ارتفع مكرر الأرباح ليصبح 13.76 مرة وهو رقم مقبول إلى حد ما مقارنة بالسوق. الملاحظ ارتفاع نسبة الإيرادات الأخرى للربح في الربع الرابع عند 16.34 في المائة. الملاحظ أن تحرك السعر هنا إيجابا ولكن الربح والإيراد تحرك إيجابا ولكن التوازن بين أداء السهم وتقييم المستثمرين ما أدى للحفاظ على مكررات الشركة.
نماء للكيماويات
تتجه الشركة نحو على أمل الحصول على مشروع مصفاة في إحدى المدن الجديدة الاستثمارية في السعودية. الربع الأول شهد انخفاض الربحية بنحو 4.82 في المائة ربعيا وارتفع 40 في المائة مقارنا علاوة على ارتفاع الإيرادات بنحو 8.48 في المائة ربعيا و 39.25 في المائة مقارنا، واتجه السعر ربعيا للنمو سلبا بنحو 18.25 في المائة ومقارنا ارتفع بنحو 9.57 في المائة ومعها ارتفع مكرر الأرباح ليصبح 52.4 مرة وهو رقم غير مقبول مقارنة بالسوق. الملاحظ ارتفاع نسبة الإيرادات الأخرى للربح في الربع الأول عند 32.81 في المائة. الملاحظ أن تحرك السعر والإيراد هنا إيجابا والربح كان مختلطا ولكن التوازن بين أداء السهم وتقييم المستثمرين ما أدى للحفاظ على مكررات الشركة عند مستويات مرتفعة ربما للتوقعات حول مصفاة جازان.
سيبكم
من الداخلين أخيرا في السوق ولكن بعد الإنتاج والتوسع في السوق مع وجود اتجاه للتوسع بصورة أكبر في السنتين المقبلتين. الربع الأول شهد تراجع الربحية بنحو 8.85 في المائة ربعيا وارتفاعه 54 في المائة مقارنا علاوة على ارتفاع الإيرادات بنحو 10.4 في المائة ربعيا و56.3 في المائة مقارنا، واتجه السعر ربعيا للنمو سلبا بنحو 15 في المائة ومقارنا ارتفع بنحو 18.75في المائة ومعها هبط مكرر الأرباح ليصبح 11.3 مرة وهو رقم أفضل من كل شركات القطاع ومقارنة بالسوق. الملاحظ انخفاض نسبة الإيرادات الأخرى للربح في الربع الأول عند 4.74 في المائة. الملاحظ أن تحرك السعر والربح والإيراد هنا إيجابا ولكن التوازن بين أداء السهم وتقييم المستثمرين ما أدى إلى انخفاض مكررات الشركة وتحسنها.
الصحراء وينساب والمتقدمة وكيان وبترورابغ
خمس شركات مماثلة في وضعها لشركة اللجين في انتظار بدء الإنتاج والتشغيل والتوقعات حول دخول شركات جديدة واستثمارات جديدة للسوق. الشركات حاليا تعتمد على استثمار فوائض رأسمالها وربما تضر لدفع مصروفات على اقتراضها لدعم قيام مشاريعها والبيانات لا تعكس بالتالي التوقعات المستقبلية لها والتي يمكن معرفتها بعد بدء الإنتاج. البيانات المجدولة لا تعكس الوضع المستقبلي أو مستويات الربحية.
مسك الختام
القطاع المستقبل أمامه منفتح بصورة كبيرة من زاوية الطلب والقدرة على الإنتاج والتوسع وتوافر الإمكانات المختلفة له. الفترات المقبلة وخلال عام 2009 و2010 ستكون من صالح القطاع وشركاته ومستثمريه مهما تغيرت الأوضاع العالمية, خاصة أن معظم الشركات تجاوزت منحنى التكلفة الاستثمارية في إنشاء مشاريعها, التي يمكن أن تؤثر في تكلفة الإنتاج.