صوت القانون

النتائج المترتبة على استقلال الذمة المالية للشركة

النتائج المترتبة على استقلال الذمة المالية للشركة

تحدثنا في مقالنا في الأسبوع الماضي عن الشخصية المعنوية للشركة حيث تكتسب الشركة باعتبارها شخصا معنويا جميع الحقوق التي يكتسبها الشخص القانوني إلا ما كان منها ملازما لصفة الإنسان الطبيعية وذلك في الحدود التي يقررها القانون، وبناء على ذلك؛ تكون للشركة ذمة مالية مستقلة عن ذمم الشركاء المكونين لها، وتتكون الذمة المالية للشركة في جانبها الإيجابي من حصص الشركاء، والأموال الاحتياطية، والأرباح التي تكونها وتحققها في حياتها. وحيث إن مجموع حصص الشركاء في الشركة تدخل في ذمتها بمجرد تكوينها، فإن الشريك يفقد حقه على الحصة المقدمة منه وتتملكها الشركة، كما يكون للشركة الحق في التصرف في هذه الحصص المقدمة لها أثناء وجودها، ويكون للشريك فقط الحق في الأرباح المحتملة للشركة أو نصيب في موجوداتها عند انقضائها.
ما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام هو أنه يجب عدم الخلط بين الذمة المالية للشركة وبين رأسمالها؛ حيث إن رأسمال الشركة هو الحد الأدنى للضمان لدائني الشركة، ويمكن زيادة رأسمال الشركة في حياتها، ويندر أن ينخفض رأسمالها، وذلك تطبيقا لمبدأ ثبات رأس المال، بينما ذمة الشركة يمكن أن تتغير نتيجة للأعمال التي تقوم بها، فتزيد الذمة المالية أو تنقص، بحسب ما إذا حققت الشركة أرباحا أو منيت بخسائر، ويكون لدائني الشركة ضمان عام على الذمة المالية للشركة وحدها. ولعل أهم ما يترتب على استقلال الذمة المالية للشركة هو انتقال ملكية الحصص إلى الشركة، بحيث تخرج الحصص من ذمم الشركاء وتنتقل إلى ذمة الشركة، ولا يكون للشركاء بعد ذلك إلا نصيب في الأرباح كل بحسب حصته. كما يترتب على استقلال الذمة المالية أنه يكون لدائني الشركة ضمان عام على ذمتها المالية دون ذمم الشركاء فيها، ويكون لدائني الشركة حق استيفاء ديونهم قبل الشركة بالأفضلية على الدائنين الشخصيين للشركاء، فدائن الشريك ليس له إلا التنفيذ على حصة مدينه في الأرباح.
أخيرا وليس آخرا؛ نتيجة لاستقلال ذمة الشركة عن ذمم الشركاء، فلا يترتب على إفلاس الشركة إفلاس الشركاء، كما أن إفلاس أحد الشركاء لا يؤدي إلى إفلاس الشركة غير أن هذه القاعدة تنطبق على شركات الأموال فقط أما في شركة الأشخاص "التضامن والتوصية البسيطة" فإنه نظرا للمسؤولية التضامنية غير المحدودة للشريك المتضامن عن ديون الشركة في سائر أمواله الخاصة، يترتب على إفلاس الشركة إفلاس الشركاء المتضامنين فيها، وعندئذ توجد تفليسة خاصة بالشركة وتفليسة مستقلة لكل من الشركاء المتضامنين.

مستشار قانوني
[email protected]
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من صوت القانون