الفئة الضالة تدغدغ العواطف الدينية والشباب في حاجة إلى تحصينهم من الافكار الهدامة

الفئة الضالة تدغدغ العواطف الدينية والشباب في حاجة إلى تحصينهم من الافكار الهدامة

طالب عدد من المتخصصين بضرورة تحصين الشباب من الأفكار الهدامة وانغماسهم في دائرة الأفكار الضالة التي تدغدغ العواطف الدينية وتبني فكرها على أساس إجرامي منظم وأكدوا أهمية التعاون بين المجتمع ووسائل الإعلام لكشف المخططات الإجرامية التي تهدف إلى طمس هوية الشباب وتحويلهم إلى قنابل موقوتة تهدد الأمن، وشددوا على العمل لإيجاد خطط استراتيجية محددة تنتشل الشباب من الأوضاع المأساوية التي يعيشونها في ظل تأثرهم بالأفكار الضالة والمنحرفة، ودعوا إلى رفع ثقة الشباب في أنفسهم وإيضاح الحقائق التي قد تكون خافية عليهم وقالوا إن التركيز على دور "رد الفعل" بدلا من العمل في برامج توعوية منظمة سيكون له تأثيرات إيجابية، كما أعادوا انغماس الشباب في الفكر الضال إلى التشدد في المنع من قبل الوالدين في متابعة وسائل الإعلام والاتصال، وكذلك تدني الحالة الاقتصادية للأسرة، وأكدوا أن المرأة جزء أساسي من المجتمع وإذا لم تراع بالشكل الصحيح وتقدم لها التوعية والتثقيف الفكري فهي تماما كالرجل ستتأثر بكل ما يحدث حولها، في تعليق على الفتاة التي قبض عليها ضمن المجموعة التي تأثرت بالإرهاب عبر الإنترنت.
كما أن الأفلام والمسلسلات يكون لها تأثير سلبي خطير من جهة احتوائها على المشاهد العنيفة والأفكار السيئة.

نشر الوعي وتحديد الفكر
في البداية أكد فضيلة الشيخ إبراهيم بن محمد اليحيى الوكيل المساعد للتسجيل العيني للعقار في وزارة العدل أن الاعترافات المتوالية التي يدلي بها أفراد الفئة الضالة التي كشفوا فيها استهدافهم أمن هذه البلاد المعطاءة نتيجة تأثرهم بالأفكار المنحرفة والمشبوهة التي استقوها من مروجي الأفكار الضالة تدل على اندحار هذا الفكر.
وتراجعه الكبير، وقال إني أدعو من خلال هذا المنبر الإعلامي إلى اجتثاث هذا الفكر من جذوره ومعالجته بالفكر المضاد الذي ينير عقولهم ويرشدهم إلى الطريق الصحيح، وقد لمسنا نجاح هذا الأسلوب ذي النهج السليم الذي أعطى ثماره وحقق غاياته، وقال اليحيى: لقد أحسنت قيادتنا الحكيمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في معالجتهم لهذه القضية الأمنية الخطيرة، وكان لهذه المعالجة الحكيمة أثرها الكبير والفعال في القضاء على هذا الفكر الضال وخلاياه مما أسهم في تراجع أفكار بعض أفراد هذه الشرذمة وعودتهم إلى الصواب.
كما أثنى على الدور الإيجابي الذي تقوم به لجان المناصحة التي كونتها وزارة الداخلية من خلال زيارتها المستمرة للسجون والالتقاء بأفراد الفكر المنحرف ومحاورتهم ومناقشتهم في أفكارهم مما كان له أكبر الأثر في تراجعهم عنها وعودتهم للحق وهذا أمر أسعدنا جميعا، وقد ظهرت نتائجه واضحة جلية في اعترافات المنتمين لأرباب هذا الفكر الضال التي تعرض تباعا في وسائل الإعلام المختلفة، سواء في فترات سابقة أو في الفترة الحالية، الذين أكدوا تبرؤهم من تلك الأفعال وخطأهم الجسيم في المشاركة فيها وندموا على ما قاموا به من مشاركة فيها ضد بلادهم وأمنها، وطالب فضيلته بإيقاع أشد العقوبات على المتسببين في قتل الشهداء من أبناء هذا الوطن سواء رجال الأمن الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن دينهم ووطنهم أو المواطنين الضحايا لهذه الأفعال الآثمة التي كان وقعها أليما على قلوبنا جميعا وأن ذلك سيجعلهم عبرة لغيرهم من الذين تسول لهم أنفسهم الإقدام على هذه الأفعال الضالة، وأبان اليحيى أن من الأمور التي تسهم في اجتثاث هذا الفكر المنحرف تعاون الأسرة والمجتمع ورجال الأمن في القضاء على هذا الفكر، فمثلا تقوم الأسرة بدورها في ملاحظة الأبناء ومتابعتهم وتحذيرهم من الوقوع في براثن الفكر الضال وتوعيتهم بخطره عليهم وعلى بلادهم وأمنها، فيما يكون دور المجتمع التبليغ عن أي حالات شاذة والتعاون مع رجال الأمن فيها لحماية الوطن منهم وإيقاف محاولاتهم في ارتكاب الأفعال الإجرامية، وأشاد اليحيى بالدور الذي يقوم به رجال الأمن البواسل في متابعة أرباب هذا الفكر والقضاء عليهم، وأن ذلك كان بسبب متابعتهم وجهودهم الواضحة في الحفاظ على أمن البلاد، وأدى ذلك أيضا إلى تفكيك تلك الخلايا الإرهابية وتحركاتها التي أصبحت معدومة ولله الحمد، حتى أن أيام هذه الفئة ولله الحمد أصبحت معدودة بفضل الله ثم اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين اللذين قدما كل شيء من أجل تحقيق الأمن والأمان لبلادنا وإخراج هذا الفكر الدخيل على بلادنا ونسأل الله لهم العون والسداد إنه ولي ذلك والقادر عليه.

من جهته أوضح الشيخ مسعود الغامدي - المشرف العام على قناة الخليجية سابقا أن وسائل الإعلام بل وجميع وسائل الاتصال وعلى رأسها الإنترنت أصبحت ذات دور مؤثر في أحداث الكرة الأرضية، ومنها هذه القضية وهذا يعني أنه لابد من الالتفات لها، وطبعا هذه القضية لا تخص جهة بعينها فلا تخص الإعلام وحده ولا تخص الجهات الأمنية وحدها وإنما أرى أن القضية قضية مجتمع، وأرى أن التوعية بهذه الأشياء أمر ضروري وفعال ومن أهم أهداف وسائل الإعلام، وأن سائل الإعلام أصبحت مؤثرة كثيرا في نشر الوعي وتحديد الفكر، وفيما يتعلق بخصوصية هذه القضية من مشاركة بعض النساء في مثل هذه المواقع أقول إنه ليس غريبا، لأن وسائل الاتصال اليوم لا تعترف برجل أو امرأة، سواء كان المتعامل معها رجلا أو امرأة كبيرا أو صغيرا، لكن هناك دلالة من وجه آخر هي أن المرأة كعنصر موجود في المجتمع تجب مراعاتها وتوعيتها توعية سليمة وتصحيح مسارها ومفهومها، وأنا ألاحظ أن النساء رغم أنهن جزءا أساسيا من المجتمع إلا أن حظهن من المحاضرات والبرامج أقل بكثير من حظ الرجال، والواجب أن نتنبه لذلك منذ البداية لا أن يقتصر تفاعلنا مع قضية كهذه حين تستخدم وسيلة مثل الإنترنت بشكل سيئ، بل يجب أن نتنبه لدورها وأهميتها إذ إنها تقوم بدور مهم في التربية والتنشئة، وهذا يتطلب جهدا من الجهات المعنية، فهي تربي هذه العقول الغضة فإذا لم نرب المرأة ونعلمها ونقوم بشأنها الفكري، ووسائل الإعلام أحسب أنها لا تزال مقصرة، والتوعية ليست فقط مقتصرة على جانب الشجب والاستنكار واللوم والتوبيخ والتقريع لهذه الفئة، هذا جانب من الصورة فقط يظهر غضب المجتمع، لكن الجانب الأهم والأعظم هو التوعية، توعية فئات المجتمع عموما وتوعية الشباب الذين لم يقعوا في هذا الخطأ، بطريقة هادئة مدروسة علمية غير منفعلة وإنما بطريقة تعتمد على الحقائق وعلى تجسيد مفهوم الدين الصحيح في عقول وأذهان وأفكار الشباب.
علاقة حساسة وجدلية
من جهته رأى الدكتور قاسم أنديجاني عميد الكلية التقنية ورئيس مجلس التدريب التقني والمهني في مكة المكرمة أن تقنية التلاعب من خلال الصور بطريقة الفوتوشوب من الصعوبة السيطرة عليها بطرق رقابية محددة وذلك بسبب سهولة الحصول على هذا البرنامج من أي مكان وفي أي وقت مشيرا إلى أنه من الممكن أن تكون هناك رقابة ذاتية من قبل النفوس البشرية المبنية على مخافة الله وحسن التربية وتوسع الثقافة العامة لدى المتعامل مثل تلك الصور الملعوب بها.
وأضاف أنديجاني "أن هذه الرقابة لن تنشأ بين ليلة وضحاها ولكن يجب أن تستمد وتؤسس في البدء من رقابة البيت والأسرة ولا تخرج عن منظور الثقافة الإسلامية البناءة وأقصد بها الوسطية فثقافتنا الحالية تغلب عليها ثقافة العادات والتقاليد ولا بد من تغييرها وجعلها ثقافة إسلامية مبنية على الاستماع والتحاور المنفتح مع شبابنا وتوعيتهم بما هو سليم وتنوير عقولهم عن مثل تلك الأفكار الهدامة".
وزاد عميد كلية التقنية "إن من يقول إن مثل تلك الأفكار الخاطئة هي أفكار مهجرة فهو مخطئ فنحن لا نعلق أخطاءنا على الآخرين فيجب أن نعترف أن هناك أخطاء وخلل في مجتمعنا فبالتالي يجب أن نعالجها ومنها قضايا التربية فبلادنا لديها خطط تنموية ونهضتها متسارعة فيجب أن نواكب هذه النهضة بتغيير طريقة حياتنا ونعود إلى الأصول الصحيحة التي بنيت عليها دولتنا وهي الثقافة الإسلامية الحقة والبعد عن ثقافة التطرف".
وبين أنديجاني أن الحاسب الآلي وتقنياته مهم في حياتنا وأصبح مطلبا أساسيا لكي نكون أمة متطورة ونواكب النهضة السريعة للكثير من دول العالم ولكن في المقابل يجب أن نستغل هذه التقنية بطرق صحيحة ونبتعد عن كل ما تحمله تلك التقنية من جوانب خاطئة، وهذا الاستغلال الصحيح لا بد أن يكون عبر وجود ثقافة عالية وصحيحة.
من جانبه قال الدكتور محمد الصبيحي - وكيل قسم الإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، لا يختلف اثنان على الوظيفة المهمة لوسائل الإعلام على مستوى الفرد والمجتمع، لأن وسائل الإعلام تقوم بوظائف متعددة ترتبط بالجانب الاجتماعي والجانب الاقتصادي والجانب الثقافي، وبالتالي فإن وظائف وسائل الإعلام داخل المجتمع مهمة وذات أبعاد متعددة إذا ما أحسن استخدامها، وفيما يتعلق بوظائف وسائل الإعلام وبين الإرهاب فهي علاقة حساسة وجدلية، ويرى كثير من الخبراء في جدل قائم حول ما يمكن نشره عن قضايا الإرهاب، والوظيفة والهدف من وسائل الإعلام وهي إيصال الخبر أو المعلومة، والآثار المتوقعة المترتبة من النشر، وبالتالي فإن معالجة الموضوعات والقضايا الإرهابية من خلال النشر الإعلامي أو من خلال القوالب الفنية التي تنشر عبر الصحف أو الإذاعة أو التلفاز، ينبغي أن تتم ضمن استراتيجية محددة وخطة مدروسة حتى لا تكون الأهداف سلبية، لأن كثيرا من الباحثين يرون أن للإرهابيين أهدافا يحققونها من خلال وسائل الإعلام، أما النشر بطريقة مخططة وفقا لأهداف محددة فبلا شك سيكون له آثار إيجابية في حماية المجتمع من آثار هذه الظاهرة أو من الآثار المتوقعة منها بطبيعة الحال، هذا يدعونا إلى أنواع من المعالجات الإعلامية، ومستويات للمعالجة الإعلامية لقضايا الإرهاب سواء على مستوى تغطية الأحداث الإرهابية أو معالجة الأسباب أو معالجة الجذور التي تؤدي إلى الوقوع في إشكاليات الإرهاب أو تبني قضايا الإرهاب، وأعتقد أن ما تم نشره عبر القناة الأولى من اعترافات بعض الإرهابيين وبعض من كانت لديهم أفكار ضالة، هي بلا شك كانت ذات تأثير إيجابي، نتيجة أنها تعبر عن شهادات تحمل أدلة قوية على جوانب من هذا الفكر فهي تكشف هذا الجزء بطريقة مبرهنة.
من جانبه قال: الشيخ أحمد العباد داعية متعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية لا شك أن هذا الفكر يعد مثل الوباء له جذوره وأصوله ومن يغذيه، ولذلك فإن تعامل القيادة في هذا البلد المعطاء مع هذا الفكر الضال يعد تعاملا حكيما أن جعل إصلاح النشء الذين تربوا على هذا الفكر يجلسون مع العلماء والمفكرين وعلماء النفس، وهذا في حد ذاته يعد فكرا رائدا للحصول على نتيجة صحيحة للتعامل معهم، ولذلك فإن هذه اللقاءات التي تكون مع أرباب هذا الفكر وإن كانوا صغار السن كما نرى من كلامهم لكن عملهم متواصل، وأن كل نابتة يتم اجتثاثها من جذورها تخرج نابتة أخرى، وينبغي التعرف على جذورهم واقتلاعها وإيقاف من يعلي وهجهم، ولا سيما أن شريعتنا الغراء أوضحت هذا الأمر إيضاحا جليا، ويمكن الرجوع في ذلك إلى العلماء المعتبرين كأعضاء هيئة كبار العلماء وعلى رأسهم المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ وغيره من إخوانه أعضاء الهيئة الذين مافتئوا يوضحون حكم الشريعة الإسلامية في الفكر الضال، ولابد أن يتعاون المجتمع لحفظ الأبناء من الولوغ في هذه الفتنة فهناك شباب لا يتعدى أعمارهم 20 إلى 25 عاما يكونون ضحية لهذا الفكر الضال، ويكون لهم فكرهم المريب والمروع، نسأل الله أن يردهم للحق ردا جميلا ويكونوا من حماة الوطن وهم أبناء أسر صالحة وطيبة تجد منهم من يواجه رجال الأمن ومن يحمل السلام ومن يكفر العلماء والمجتمع، ولابد أن نغير طريقة التعامل معهم خاصة أننا نجد تخاذلا وتكاسلا من فئات كثيرة تقوم على الدعوة تخذل من يقوم على هذه الدعوة، والوزارة أصدرت أوامر للخطباء واسأل عن محافظة من المحافظات كم بها من الخطباء تجد ربما بها من 100 إلى 200، ولكن كم خطيبا التزم بالتوجيهات تجد الذين التزموا يعدون على أصابع اليد الواحدة، والكثيرون لم يلتزموا بتوجيهات المسؤولين
وطالب العباد وزارة التربية والتعليم بأن تحرص على ربط الطلاب في المدارس بكبار العلماء من أعضاء هيئة كبار العلماء لتوثيق منهجهم وطريقتهم ليتلقوا عنهم الفتوى والنصح والتوجيه، كما أن على الدعاة أن يجتهدوا في إيضاح المنهج الصحيح الذي يدعو إلى طاعة ولاة الأمر وإلى توحيد الصف وإشاعة الفتنة والذعر، كل ذلك يكون بالتكاتف مع علمائنا والأخذ عنهم، كما فعل الصحابة، وأضرب على ذلك بمثال عن أبي سعيد الخدري حيث شاهد بعض الأعمال التي تعمل بالمسجد واستنكره بقلبه ولم ينكره بلسانه، حيث رأى شخصا يسبح ويحمد الله ويسبح الناس بتسبيحه فما كان منه إلا أن ذهب إلى شيخه عبد الله بن مسعود وبين له الحق في ذلك العمل، وأن ذلك من البدع، لذلك فإن هذا الفعل من أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ يدل على حرص السلف إلى العودة إلى علمائهم وتلقي الصحيح منهم، وهذا ما نتمنى أن يكون ديدن شبابنا الذين يتلقون علمهم عن طريق العلماء المنحرفين عن الجادة والذين يقذفونهم إلى طريق الغواية والضلال.

تأثيرات سلبية أو إيجابية
واعتبر صلاح خياط "تربوي" أن الإعلام سلاح ذو حدين يحمل تأثيرات سلبية أو إيجابية، ومن خلال عملي في حقل التدريس أجد أن شريحة الشباب تتأثر بما يعرض على الشاشة أكثر من غيرها، فمثلا عندما تعرض مناظر القتل كالذبح باسم الجهاد في سبيل الله، أو باسم أي مذهب من المذاهب، و دون متابعة مباشرة من تلك الأسرة، وهناك مرحلة عمرية ينقاد فيها الشاب إلى الإثارة وإلى فعل شيء ما، فتجده يتمنى أن يفعل شيئا ولو حتى بالتفكير، ومن الأمور المهمة للوالدين والمربين أن يتنبهوا إلى أن التلفاز لا يراعي الفروق الفردية للمشاهدين فيهتمون بمتابعة أبنائهم وتوجيههم مع أهمية أن لا يمنعوهم من المشاهدة، وإنما يستغلون هذه المشاهد والمواقف التي تعرض لصالحهم من خلال مناقشة القضية دون تحفظ مع الأبناء.
ومع ذلك فإن واجب المسؤولية الإعلامية يحتم على الإعلام أن يقدم رسالة منضبطة مع مواصفات المجتمع العاطفية والاجتماعية، حيث إن أسلوب العرض فقط قد يؤثر، فبدلا من عرض مشاهد القتل والذبح بمؤثرات موسيقية تشد الأعصاب وتثير الأحاسيس يمكن أن أغير أسلوب العرض لتكون القصة مؤثرة ومحزنة وتصل إلى الشباب.
وبالنسبة للوالدين هناك أمر مهم آخر وهو الاعتدال والوسطية في المعيشة، وهذا سبب للوصول إلى القناعة والرضا بالحياة، إذ إن نسبة كبيرة من المغرر بهم من فئة الطبقة البسيطة التي لا تملك قوتها فيرى الواحد منهم أن خروجه وما أسهمته في الجهاد ستنسيه همومه ويذهب إلى الجنة، وفي المقابل هناك فئة غنية يملكون كل ما يريدون ويرون في المجتمع من ليس عنده ما يريد فيتأثرون بذلك ويخرجون لكن التوسط هو الحل.
أما التربويون فعليهم واجب التوجيه، إذ إن الأبناء يستجيبون للمعلمين بصورة أكبر من استجابتهم للبيت، فأحاول كمعلم أن أوثر في قلوب الشباب والناس، بالآيات والأحاديث، وشرح الأحكام الصحيحة في التعامل مع غير المسلمين من أفراد المجتمع، وتوضيح الفائدة من وجودهم في بلادنا من خلال إطلاعهم على المنجزات التي أسهمت فيها الخبرات العالمية من غير المسلمين.
ومشكلتنا في المقابل من ناحية تطبيق الدين أننا انشغلنا عن الفاضل بالمفضول، وأتعجب عندما أرى شابا يفرط في صلاته ويدعو إلى المقاطعة للحليب، ولا نهتم بالدعاء الذي هو من أعظم العبادات، ولو استبدلنا هذه الرسائل برسائل أخرى نسعى من خلالها لتعميق أهمية الدين وفرائضه المختلفة لتبدلت الأحوال.
وأوجه كلمة إلى الآباء الذين اعتمدوا أسلوب المنع الكامل لأبنائهم من التفاعل مع وسائل الإعلام فلا يوجد في البيت تلفاز ولا إنترنت، فيصبح الابن فريسة لفضوله وما يجد فرصة لمشاهدة التلفاز لدى الجيران أو الأقارب، يتعرض لما يعرض على الشاشة دون متابعة فيكون التأثير أكبر، خاصة ونحن نعلم أن الصغار يتأثرون بشكل أكبر ويحفظون كل ما يشاهدونه من المرة الأولى، فيصبح لتشديد الوالدين أثر سلبي بدلا من الأثر الإيجابي المقصود أساسا، مع أننا ولله الحمد نملك بدائل إيجابية لم تكن موجودة في السابق مثل القنوات التلفزيونية المحافظة.
ويرى الإعلامي أحمد الشقيري المتخصص في برامج الشباب: أن الإعلام لا بد أن يقدم برامجه التطويرية والتوجيهية في صورة جذابة تصل إلى الشباب وتؤثر فيهم، مبينا أن ردنا على وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت يجب أن يكون بتقديم صورة أرقى من الإعلام تحمل المضامين التي نريد، وفي الوقت نفسه، وبالتالي محاولة تقوية الفكر المضاد في وسائل الإعلام، حيث يصبح صوته أعلى من وصوت الإرهاب، وتكون المواقع المناهضة بمستوى عال من الحرفية والأداء والتميز، وأنا دائما مع فكرة عدم الإغلاق والمنع بقدر ما هي فكرة الفتح والمواجهة، ولا يوجد أي مانع من أن تعرض لدى المدارس مثل هذه المواقع وتطرح للنقاش مع الطلاب، حيث عندما يدخل لا ينجرف، مقارنة بالمنع، وهذا يوصل إلى التأثير السلبي فكل ممنوع مرغوب، ونحن توجهنا توجها فكريا واحدا في مناهجنا، ويجب لمواجهة هذا الفكر أن يتعود الطالب على وجهة النظر ووجهة النظر الأخرى في دائرة المسموح به، ولا ينشأ بفكر أن الصحيح واحد ولا يقبل غيره، وهذا هو الأساس في بذور الفكر الإرهابي أن الصحيح واحد وأي شيء غيره كافر، وهذه التنشئة موجودة عندنا في البيئة من الصغر، وبالتالي ننشئ مواقع بجاذبية أكبر، ونشكل لجانا حوارية بوجود هذه المواقع.
ومن جانبه كشف عبد الله الكبكبي "مصمم وخبير في مجال تقنية الفوتوشوب" أن هناك طرقا لكشف الصور التي تمت معالجتها وتغيير ملامحها من خلال طرق رقمية لبرامج تحليل الصور، مشيرا إلى أن هذه البرامج لا يستطيع أحد التعامل معها إلا المحترفون والمختصون في مجال الحاسب الآلي، مبينا أن هناك برنامجا في الفوتوشوب يكشف عن الصور المتلاعب فيها، ولكن إذا كانت درجة احترافيتها عالية فمن الصعوبة الكشف عنها.
وأضاف الكبكبي أن نسبة إقبال الشباب لتعلم فن الفوتوشوب كبيرة في الفترة الأخيرة، فتعلم الفوتوشوب سلاح ذو حدين فهو يساعد على معرفة مدى التلاعب في الصور ويؤخذ من الجانب السيئ متى ما جعل تعلم الفوتوشوب لأغراض غير صحيحة وهو مثل ما تفعله الفئة الضالة حاليا من التأثير في مشاعر الشباب من خلال الصور المعدلة بطريقة الفوتوشوب.
وأوضح خبير الفوتوشوب أن التأثير الذي تحدثه الصور المعدلة أكثر بكثير من الخطابات التي توجهه للشباب لأن الصورة، وكما يقال، أبلغ من الكلام فكيف وإن كانت هذه الصور المعدلة أقرب للحقيقة للمتلقي العادي والمكشوفة بالطبع من قبل المحترفين في مجال الفوتوشوب.

الأكثر قراءة