الأمن الإسرائيلي والروسي يستخدم Linux لحمايته الأكيدة

الأمن الإسرائيلي والروسي يستخدم Linux لحمايته الأكيدة

الأمن الإسرائيلي والروسي يستخدم Linux لحمايته الأكيدة

كأي منتج عالمي، يبدأ بفكرة جوهرية ليتسابق المخترعون على تطويره ليبقى اسما مبتكرا فكرته هو المستفيد الأول. فأنظمة التشغيل العالمية المختلفة بدأت بنواة أنظمة وأوامر DOS، حتى أصبح نصيب الأسد من حق شركة مايكروسوفت، التي طعمت الشكل العام بمظهر جمالي يمكن للمستخدم غير المحترف والمحترف بأن يتعامل مع نظام التشغيل الخاص بها.
ولكن رجوعاً للخلف وقبل اختراع "بيل جيتس" لنظام التشغيل "ويندوز"، هناك نظام آمن عالمي ما زالت كثير من الشركات العالمية والجهات الأمنية تستخدمه، وهي أنظمة UNIX، وذلك لضمان الحماية من جهة، وسهولة توسيع التطبيق وتطويره بناء على رغبة المستخدم من جهة أخرى.
في عام 1969 قامت شركة AT&T العالمية بتطوير نظام UNIX على أساس بسيط مفتوح المصدر، وهو نظام تشغيل متعدد المهام والمستخدمين، واستمر النظام مفتوح المصدر ومعروضا للمستخدمين في الشركات والجامعات لفترة طويلة دون ترخيص أو احتكار، فأصبح مصدرا وهدفا للكثير من عمليات البحث والتطوير والتحسين من قبل مجموعة كبيرة من المستخدمين والمطورين، مما أدى إلى ظهور نسخ عديدة من هذا النظام.
وفي بداية الثمانينيات، قامت شركة AT&T العالمية بوقف عرض نظام UNIX بهذه الطريقة، وطالبت جميع المستخدمين بعدم استخدام اسم UNIX مباشرة بدون الرجوع إليها ودفع رخصة الاستخدام.
في عام 1991، قام طالب فنلندي يدعى "ليونس تورفالدس"، المتخصص في دراسة أنظمة التشغيل، بعمل النموذج الأولي لنواة نظام تشغيل شبيه بأنظمة UNIX تتبع قواعد "البوزيكس"، وأطلقها على شبكة الإنترنت ليعمل الجميع عليها على أساس أن تصبح في النهاية بديلا عن نظام UNIX. فتطوع معه مئات من المبرمجين للعمل عليها وتحقيق الحلم ثم قاموا بدمج التطبيقات التي أنتجتها مؤسسة "جنو"، التي بدأت بتطوير "يونكس"، مع النواة الجديدة التي حملت اسم Linux ، لينتجوا لنا نظام تشغيل متكامل مع الكثير من التطبيقات والبرامج التشغيلية الضرورية له، وأسموه نظام Linux.
يعد Linux في الأصل نظام تشغيل حُر مفتوح المصدر، أي أنه يتمتع بدرجة عالية من الحرية في التعديل والتشغيل والتوزيع والتطوير، وجراء فتح المجال للآخرين للتطوير عليه بشكل كامل، نجح Linux في تأسيس نظام تديره ملايين العقول وتسهم في تطويره، حتى أصبح يعمل على طيف عريض من المنصات تتراوح بين الخادمات العملاقة وأجهزة الهاتف الجوال، وتطورت واجهات المستخدم العاملة عليه لتدعم كل لغات العالم تقريبا.
وكما يبدو في شعار Linux الذي يمثل بطائر البطريق، فهو يرمز إلى حرية الانطلاق رغم الأجواء الصعبة التي يعيش فيها، وذلك على يد مبتكره  "لينوس تورفالدس".
ويتمتع نظام Linux بدرجة عالية من الأمن والحماية، حتى أنه يستعمل في أكثر الأماكن حساسية، كوزارات الداخلية والخارجية، والأمن الداخلي والخارجي، كما أن هناك في إسرائيل وروسيا اللتين أكدتا في أكثر من محفل تقني أنهما لا تستخدمان إلا هذا النظام، مما زاد من دعم النظم له وانتشاره، ودعم الشركات المنتجة للبرامج والحلول له. إذ أصبح من الممكن استعمال نظام قواعد البيانات "أوراكل" في Linux، إضافة  إلى مجموعة كبيرة من حلول الشركات المقدمة من IBM و HPو"نوفل " وغيرها، كونه يتطلب وجود صلاحيات لتنفيذ أي أمر. كما أن الفيروسات تقوم بتنفيذ أعمال محددة وبآلية معينة، ولذا من الصعوبة أن يتمكن الفيروس من الحصول على صلاحية للقيام بعمل تخريبي .
وتحتوي نواة Linuxعلى كل المميزات الموجودة في أي نظام تشغيل آخر، ومنها أسلوب اشتراك معالج واحد بين وظائف مستقلة ومتعددة، وكذلك تسمح النواة باستعمال ممتد تكراري من ذاكرة الحاسوب الذي يسمى بالذاكرة التخيلية، والتي تؤدي إلى تحسين الأداء، حيث يقوم قسم إدارة الذاكرة بتقسيم ذاكرة الحاسب الرئيسة إلى أقسام صغيرة للحد من مشكلة تشبع الذاكرة.
كما مرت أنظمة Linux بعدة مراحل تطويرية احتوت المرحلة الأولى منها على الإصدارات الأولية من النظام، وكانت تستخدم نظام ملفات نظام التشغيل "مينكس" الذي كان محدوداً، إذ لا يدعم أكثر من 64 ميجابايت كحد أقصى لحجم الملفات, كما أن أكثر عدد من الحروف في أسماء الملفات لم يزد على  14 حرفا فقط.
أما المرحلة الثانية التي بدأت في عام 1992 فتم خلالها إضافة نظام الملفات Ext إلى نظام "لينكس "مما أدى إلى حل مجموعة من المشكلات، أما المرحلة الثالثة فتم خلالها  كتابة نظام ملفات جديد، هو"Xia " .
يستخدم Linux الآن كواحد من أهم الأنظمة  المتضمنة ضمن المجموعات التلفزيونية، وأنظمة الهواتف الخلوية، والأجهزة الإلكترونية المحمولة، والتي يتدخل في صنعها واستخدامها البشر بشكل كبير وكثير. كما أصبح Linux منافسا قويا للنظام Symbian OS الذي وجد في العديد من أجهزة الجوال سابقا. كما شكل بديلا قويا لأنظمة"ويندوز" و"بالم" على الأجهزة المحمولة، ومسجلات الفيديو الرقمية TiVo، إضافة  للعديد من جدران الحماية الشبكية ومنتجات router المستقلة. أيضا ينتشر لينكس كنظام تشغيل للحواسيب الفائقة السرعة.
وبسبب توافق Linux مع أنظمة أخرى من عائلة UNIX، نمت معدلات استخدام Linuxكنظام تشغيل للخوادم بسرعة، مما جعل النظام مستخدما منذ فترة مبكرة في بيئة الخوادم مشغلا تطبيقات، كخوادم الويب، وقواعد البيانات، والبريد، وبذلك نمى سوق Linuxبشكل مستمر وقوي كنظام للخوادم.
إذا حاولنا أن نقارن بين أنظمة Linux و"ويندوز"، فسنرى أن الفروقات تختلف بحسب اختلاف المستخدمين. فهناك من يرى أن أخطر سلبيات Linux أنه  يلتهم الذاكرة ويفقد مستخدميه برامج مهمة، مثل برامج الترجمة، والمميزات الرائعة والشكل والسهولة، التي يتمتع بها نظام ويندوز. أما من يستخدمون "لينكس" بشغف، فيرون أن مميزاته الكثيرة تطغى على عيوبه، فحسب رأيهم أنه لو انهار نظام "ويندوز" فجأة، فإن المستخدم لا يعرف وسيلة مناسبة لإنقاذه، فيما أن الوضع مختلف بالنسبة لـ Linux، حيث هناك  العديد من الوسائل، أقلها استخدام أي إصدارة "لايف سي دي" لنسخ المستندات على أقراص، أو تثبيت توزيع نظام Linux مع الاحتفاظ بجميع الملفات كما كانت عليه.
كما يلاحظ  تغير الوضع في نظام Linux عن السابق بعد أن طورت أخيرا عدة توزيعات بتسهيلات عديدة ضمن واجهة المستخدم الرسومية، وأصبح بالإمكان استخدام Linux بشكل شبه كامل عن طريق نظام "النافذة إكس" المشابه لأنظمة "ويندوز" و"ماكنتوش"، إذ أصبح بإمكان المستخدمين التنقل بين التطبيقات المختلفة التي تلبي كافة الاحتياجات، في حين تبقى الألعاب المصممة لـ Linux أقل من باقي المنصات. ومع انتشار Linux المتزايد يتزايد عدد الشركات التي تدعم Linux في منتجاتها من العتاد الحاسوبي و البرمجيات.
أما عن الدعم الفني لنظام Linux، فمتوافر إما عن طريق خدمة مدفوعة الأجر تقدمها شركات تجارية، وهنا تظهر مميزات البرمجيات الحرة؛ حيث يؤدي توافر المصدر إلى جعل مجال المنافسة مفتوحا للجميع وليس حكرا على الشركة التي تملك المصدر، مما يعني تنوع الخدمة وفائدة أكبر للمستخدم. فيمكنه اختيار من يشاء حسب احتياجاته وارتياحه للخدمة المقدمة. والدعم الآخر يمكن الحصول عليه مجانا عن طريق مجتمع Linux والبرمجيات الحرة، عبر المنتديات أو برامج المحادثة كـ IRs والمجموعات الإخبارية أو القوائم البريدية. كما توجد في أغلب المدن الكبرى في العالم مجموعات مستخدمي Linux التي عادة ما تقوم بتنظيم نفسها لتقديم الدعم الفني لأعضائها وللمناطق المجاورة لها.
يعتمد نظام العمل للشركات التجارية التي تقدم الدعم لنظام Linux عادةً على نظام الدفع للدعم، خاصة للمستخدمين من قطاع الأعمال، إذ تقدم الشركات نسخا من توزيعاتها للأعمال التجارية تكون مدفوعة الثمن، إضافة إلى حزم دعم وأدوات لإدارة عمليات التثبيت والمهام الإدارية للنظام.

الأكثر قراءة