لماذا خدمات وزارة التجارة والصناعة مركزة في موقع واحد؟

لماذا خدمات وزارة التجارة والصناعة مركزة في موقع واحد؟

وصلنا هذا السؤال من: مستثمر جديد
أنا مستثمر جديد بدأت في التجارة منذ فترة قريبة ولاحظت صعوبة قضاء وقت طويل عند مراجعة وزارة التجارة والصناعة في المنطقة الصناعية في الرياض.
لكي تكمل إجراءات السجل التجاري سواء إنشاء سجل جديد أو تجديد سجل أو تحديثه أو تنازل أو شطب أو إضافة نشاط أو فرع، فلا بد لك من أن تقطع مسافة الدائري الشرقي حتى مخرج 16، حيث يكون مقر وزارة التجارة والسجل التجاري.
وعليك أن تحضر مبكرا قبل الساعة السابعة، كي تسجل اسمك وتحصل على رقم مراجعة لأحد شبابيك موظفي الاستقبال، وهم قلة، لا يزيدون على ستة أو سبعة شبابيك للمؤسسات والشركات.
وبعد الحصول على الرقم - مع الزحمة ـ الذي يتم منحه من قبل رجل الأمن في الوزارة من خارج المبنى، عليك أن تنتظر دورك داخل الصالة، حيث يبدأ في استعراض الأسماء من القائمة المسجلة الساعة السابعة والنصف أو قبل الثامنة بدقائق، وقد تحصل على رقم بعد المائة ثم تظل تنتظر رقمك يظهر على شاشة الاستقبال، وقد تمضي عليك خمس ساعات ولم يصل إليك الدور.
ومع الأسف هذا المنظر أو المشهد يتم بشكل يومي في وزارة التجارة وترى المراجعين في طابور طويل خارج مبني الوزارة لتسجيل أسمائهم ثم ينتظرون في طوابير وبعضهم يجلس على الكراسي في انتظار ظهور رقمه على الشاشة.
أما من يأتي بعد الساعة السابعة فسيكون رقمه بعد المائة، وهذا يجعله يمضي كامل يومه في مراجعة وزارة واحدة، وقد لا يحقق مهمته في اليوم نفسه - كما حدث لي عدة مرات - وربما بعد هذا الانتظار الطويل قد يجد الموظف نواقص في الملف العلاقي، ويطلب استكمالها.
ومع الأسف أنه لا يوجد في صالة انتظار المراجعين في الوزارة لا ماء أو خدمات شاي وقهوة أو إفطار تقدم بأسعار كما هو الحال في وزارات أو مؤسسات أخرى.

التساؤل أو التساؤلات هي:
إن منظر المراجعين في هذه الوزارة يجعل الإنسان يتساءل:
- لماذا لا تكون هناك فروع لهذه الوزارة أسوة بفروع الغرفة التجارية أو كتاب العدل أو الأحوال المدنية والجوازات وغيرها من الوزارات خصوصا أن وزارة التجارة تتقاضى مبالغ على السجل التجاري وخدماته المتعددة؟
وكذلك لماذا لا يكون هناك خدمات شاي وقهوة وفطور تقدم من قبل بعض الشركات أو متعهدي خدمات التغذية؟
ثم لماذا الملف العلاقي يطلب في القرن الـ 21، خصوصا أن المعلومات تسجل في الحاسب الآلي؟ و لماذا لا توفر الوزارة ملفات خاصة تتناسب مع نوعية الخدمات؟!
إن مدينة الرياض أصبحت مدينة كبيرة، وتركيز خدمات وزارة التجارة في مقر واحد وبعيد يضيف أعباء كبيرة على المستثمرين والتجار وطالبي خدمات السجل التجاري في الوزارة.
للأمانة إن مديري وموظفي إدارة السجل التجاري في الوزارة غاية في اللطف وأبوابهم مفتوحة للمراجعين، لكن لا بد من الحضور الصباحي المبكر والحصول على أرقام حسب الترتيب وإنجاز الأعمال من خلال شبابيك الانتظار والاستقبال، غير أن بعض موظفي الاستقبال يمارسون أحيانا بعض السلوكيات السلبية مثل الطلب من المراجع إعادة ترتيب الملف أو طلب معلومات إضافية أو عدم الاستماع إليه جيدا لتوضيح متطلباته، خصوصا أن أولئك الموظفين يتعرضون لضغوط عمل تسبب لهم أحيانا الغضب والنرفزة.

الإجابة
عزيزي المستثمر الجديد
وزارة التجارة والصناعة هي إحدى الوزارات الخدمية المهمة، وتقدم خدمات مهمة للمستثمرين ورجال الأعمال والمواطنين من خلال مهامها وعلاقتها بالسجل التجاري والخدمات التجارية والصناعية الأخرى.
ولا أحد ينكر أن وزارة التجارة والصناعة تطورت خدماتها خلال السنوات الماضية نتيجة للتطور الذي تشهده الوزارات كافة، لكن على الجانب الآخر نجد أن احتياجات المستثمرين والتجار ورجال الأعمال والمواطنين تزداد وتتطور توقعاتهم وتطلعاتهم من هذه الوزارة وغيرها من الوزارات، ويتوقعون خدمات سريعة ومتميزة في آن واحد، وهذه التوقعات قد لا تحققها الوزارة دائما لهم نتيجة لكثرة الطلبات وتعددها ونمو الأعمال التجارية السريع في المملكة، خصوصا مدينة الرياض التي تكبر يوما بعد يوم.
نعم المدينة تكبر واحتياجات المستثمرين والتجار تكبر، لكن وزارة التجارة والصناعة لا تكبر وتتوسع خدماتها في جهات أخرى في مدينة الرياض كوسط المدينة وشمالها، كما هو الحال في فروع الغرفة التجارية في الرياض الموجودة في وسط الرياض وشرقها وشمالها، وكتابات العدل التي بدأت تنتشر في نواح متعددة من الرياض، وكذلك خدمات الجوازات والأحوال المدنية.
إننا نشاطرك الرأي في أهمية افتتاح فروع لوزارة التجارة والصناعة وأن تتطور جودة خدماتها في وسط الرياض وشمالها وجنوبها لتتكامل خدمات الوزارة المهمة، وتلبي احتياجات عملائها من المستثمرين والمواطنين وتخفف من الضغط على الوزارة من قبل المراجعين والمستفيدين.
وزارة التجارة والصناعة لم تعد تلك الوزارة المحدودة في مكان واحد، بل عليها أن تنتشر في نواح متعددة في مدينة الرياض الكبيرة وتلبي احتياجات عملائها بشكل سهل وسريع وميسر كما هو الحال في الخدمات الأخرى من قبل الوزارات والمؤسسات الحكومية الأخرى.
إن وزير التجارة والصناعة عبد لله زينل حريص على تطوير وزارة التجارة وخدماتها لتلبية احتياجات عملائها من التجار والمستثمرين والمواطنين المنتشرين في مناطق ومدن المملكة الكبيرة والمتعددة، خصوصا أن العائد المادي كبير من خدمات وزارة التجارة.
لقد تطورت خدمات العملاء في العالم، وأصبحت جودة وسرعة خدمة العميل ورضائهم تحديا جديدا للوزارات ذات الخدمات مثل وزارة التجارة والصناعة، ونجد أنه في بعض الدول العربية الخليجية قد تقدمت وتميزت خدمات العملاء لدرجة أنها تصلك كمستفيد أو عميل خلال ساعات قصيرة في المكان أو الفندق الذي تسكنه، وخدماتها المتميزة تحاكي خدمات الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة واليابان.
إن وزارة التجارة والصناعة في المملكة جديرة وقادرة أن تقدم خدمات متميزة لإرضاء عملائها المنتشرين في كل مدينة ومنطقة.
وعملاؤها والمستفيدون من خدماتها يزيدون يوما بعد يوم، نظرا لتطور وزيادة الأعمال التجارية والصناعية في المملكة.
والله ولي التوفيق.

[email protected]

الأكثر قراءة