مدير عام التدريب والابتعاث في تعليم الرياض لـ "الاقتصادية":
يواجه كثير من المعلمين والمعلمات ضعفا كبير في التدريب والتأهيل, خاصة في الفترة الأخيرة، بشهادة عدد كبير من المختصين في الشأنين التعليمي والتربوي، وأرجعوا ذلك إلى نقص كبير في البرامج التدريبية، وكذا وجود أماكن مهيأة للتدريب لاحتواء الكم الهائل من أعداد المعلمين والمعلمات في المملكة، ما أسهم في وجود ضعف كبير في العمل الميداني داخل المدارس, خاصة أن مهنة التدريس من أكثر المهن التي تكتنفها متغيرات تحتاج إلى مواكبتها للحاق بركب التطور التقني الهائل الذي غزا الميدان التعليمي والتربوي على مستوى العالم.
"الاقتصادية" التقت خالد بن عبد الله السليمان مدير عام التدريب في الإدارة العامة للتربية والتعليم في الرياض، وطرحت عليه كثيرا من التساؤلات حول تدريب المعلمين، العقبات التي تواجههم، خططهم المستقبلية، وتأهيل مدربيهم.
ما أبرز الخطط المستقبلية لتطوير برامج التدريب التربوي للمعلمين؟
إن من أبرز الخطط المستقبلية لبرامج التدريب والتأهيل للمعلمين هو جعل التدريب تشاركيا (تفاعليا) قبل وأثناء التدريب وبعده, وهما ما يسمى التدريب العملي، فالمتدرب هو من يحدد الاحتياج التدريبي المباشر من خلال استمارات الاحتياج المرفقة مع بطاقة القبول، التي من خلالها يمكن التعرف على المهارات والاتجاهات التي تمثل احتياجا للمعلم، كما تحرص إدارة التدريب توسيع خططها المستقبلية بحيث ترسم رؤية للتدريب خلال الـ 20 سنة المقبلة شاملة الأعداد المستهدفة والمباني ونوعية البرامج التدريبية.
هل هناك توجه لاستقطاب مدربين عالميين ومعروفين أو محترفين للتدريب في المركز؟
الحقيقة إنه خلال الأعوام السابقة تم استقطاب جملة من الكفاءات التدريبية المشهورة وقدموا برامج تدريبية متخصصة, وهناك اتجاه مستقبلي نحو ربط حلقات التدريب بمدربين عالميين, وذلك عن طريق عقد شراكات مع مراكز ومنظمات معنية بالتدريب.
كثير من المعلمين ممن التحقوا بدورات لدى المركز يؤكدون أن المدربين غير أكفاء ومستواهم قد يقل عن المتدربين في مرات عدة, فما الأسباب؟
الاستبيانات وكذا استطلاعات الرأي تؤكد غير هذا, حيث إن الإقبال الشديد على التسجيل يعكس هذا الكلام، كما أن أغلب البرامج تغلق أبوابها خلال ساعات أمام المتقدمين من المعلمين للالتحاق بالدورات التدريبية، وهذا يعطي مؤشرا على جودة التدريب, وفي المقابل نحن كأي عمل بشري معرضون للنقص ونحن نتقبل الملاحظات بصدر رحب ونعمل على تلافي السلبيات بقدر الإمكانت الموجودة والمسموح لنا بها.
كم عدد البرامج الموجودة في المركز؟ وكم عدد المدربين المؤهلين للتدريب لديكم؟
إن أعداد المتدربين لدينا في ازدياد كبير, فبرامج الإدارة تجاوزت 100 برنامج, ولله الحمد, تدرب فيها أكثر من 25 ألف معلم ومدير ومشرف وعدد المدربين المفرغين في الإدارة لا يتجاوز 16 مدربا ويقومون بكل تلك الأعباء، وهنا تنتج الحاجة الملحة إلى زيادة نصاب المدربين للقيام بتلك المهمة الجليلة.
لماذا لا يكون هناك توجه لإلحاق المعلمين ومنسوبي وزارة التربية بدورات خارجية في دول متقدمة لكسب خبرات أكبر وتنمية مهاراتهم وقدراتهم في العمل؟
نحن نتمنى ونسعى إلى ذلك على الرغم من أن التدريب في الخارج معني به إدارة خاصة في جهاز الوزارة، وإن كنت أتمنى أن يفسح المجال للمدربين خاصة لتلقي دورات خارجية من جهات تدريبية أكثر احترافية تزيد صقلهم، ومنها ينقلون تلك الخبرات إلى زملائهم في الميدان.
يشتكي معلمون ومرشدون طلابيون من أن دبلوم الصفوف الأولية والإرشاد الطلابي وضعت له شروط تعجيزية؟ وتمضي سنوات حتى يتم قبولهم فيه رغم أن الهدف هو تطوير قدراتهم؟ هل هناك حلول لعلاج هذه المشكلة؟
فيما يخص دبلوم الصفوف الأولية, فنحن في الإدارة جهة تنفيذية وليست تشريعية، فالشروط والمعايير الموضوعة ليس لنا أي علاقة بها, وهي من اختصاص الأقسام والإدارة المعنية.
لماذا لا يلزم مديرو المدارس بالموافقة على منح المعلمين دورات صباحية؟
الحقيقة أن المديرين انقسموا إلى فريقين, فريق ينشد التطوير ويعمل على الارتقاء بمستوى المعلمين, وهؤلاء, ولله الحمد, كثر, ونحن ندرك حجم التركة وثقلها التي يخلفها المعلمون عند التحاقهم بالدورات, ولكن هؤلاء المديرين بحسن إداراتهم وعمق تفكيرهم يدركون أهمية هذه الدورات والفائدة العظيمة المجنية منها، التي ستعود بالنفع على الطالب والمدرسة بشكل كبير جدا، أما الفريق الآخر فهم مع الأسف الشديد لم يستوعبوا أهمية هذه الدورات، فهم يشكلون عقبة في طريق معلميهم على الرغم من وجود تعاميم سابقة من قبل مدير عام التعليم يؤكد أحقية المعلم بالالتحاق ببرامج تدريبية صباحية.
ألا ترون أهمية وجود حوافز مادية أكبر للمعلمين لجذبهم أكثر للالتحاق بدورات مسائية؟
نتمنى أن يكون الحافز للتغيير هو المحرض الأول وأنا لا أرى زيادة المكافأة, ونحن, ولله الحمد, نواجه ضغوطا كبيرة لزيادة عدد المتدربين في المساء نتيجة الإقبال الكبير عليها من قبل أعداد هائلة من المعلمين.
هل ترى أن جميع من يحضر الدورات من المعلمين يريد الفائدة؟ أم أن البعض يبحث عن شهادة الحضور فقط؟ ولماذا لا يتم اختبارهم قبل منحهم شهادة الحضور للتأكد من تحقق الفائدة؟
نحن لا نملك أن نشق عن صدور المتدربين لفرز الصادق من غيره, ولكنني أثق كامل الثقة بالجهاز التدريبي في الإدارة وقدرتهم على التأثير في المتدربين حتى ولو لم يكن غرضه الفائدة, وأجري استبيان للوقوف على اتجاهات المدربين وبينت تلك الدراسة أن نحو 80 في المائة من المعلمين التحق بالدورات لغرض الاستفادة.
يطالب كثير بوجود برامج تدريبية في الصيف؟ هل هناك توجه لذلك؟
نعم هناك تحرك لعمل برامج صيفية, وقامت الوزارة مشكورة بتأهيل عدد من القيادات الميدانية على مستوى المملكة في برامج صيفية أقيمت في المصايف, وشارك فيها أكثر من 150 مدير مدرسة.
أخيرا صدر تعميم بإلحاق معلمي التقويم من الأول إلى الخامس الابتدائي بدورات خلال أسابيع الاختبارات. هل يستوعب المركز تدريب هذا العدد الهائل منهم؟
تمت الاستعانة بمراكز الإشراف التربوي في تنظيم دورات مصاحبة لدورات مركز التدريب، ولذلك لفتح مجال أكبر أمام المعلمين، وتمكنت الإدارة بالتعاون مع المراكز في استيعاب الأعداد الهائلة من تلك الشريحة وتدريبهم.