25 فنانا وفنانة يرصدون آثار الغاط وتراثها العمراني.
تنقل فرشاة الفنانين بألوانهم وخطوطهم، وترصد عدسات المصورين بزواياهم الإبداعية جانبا مهما من تراث الوطن، خمسة وعشرون فنانا وفنانة تجولوا بين آثار الغاط وتراثها العمراني خلال رحلة فنية نظمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار ضمن برنامج توثيق القرى التراثية باللوحة والصورة الذي تقوم به الهيئة، انطلقت فكرة التعاون مع التشكيليين و الفوتوغرافيين واستثمار طاقاتهم الكامنة لإيجاد منتجات فنية تسهم في التوعية والتعريف بالمقومات السياحية لمحافظة الغاط وذلك تطبيقاً لرؤية وأهداف المشروع الوطني الذي أعدته الهيئة لتنمية القرى التراثية في المملكة العربية السعودية . حول هذا المشروع أوضح المشرف على الرحلة الدكتور علي العنبر أن الأعمال الفنية على اختلاف أنواعها من الوسائل الترويجية السياحية المهمة التي تسهم بشكل مباشر في التوعية والتعريف بمفردات ومقومات المنطقة السياحية التي يتم فيها العمل الفني. فاللوحة التشكيلية والصورة الفوتوغرافية على الدوام ترينا شيئاً نبصره بالعين مع شيء ندركه بالبصيرة، فهما يجمعان بين البصر والبصيرة ، تعُرفان المتذوق بالمقومات البيئية والاجتماعية والتراثية والطبيعية لهذه المحافظة، وتحثه بشكل غير مباشر على زيارتها والتعرف عليها عن كثب، وربما الاستثمار من خلال تفعيل مقوماتها. وأضاف الدكتور العنبر أن من أهم أهداف المشاريع الفنية التعرف على ثقافات الغير وتمازج الثقافات العالمية بعضها ببعض و خلق الفرص الوظيفية بالإضافة إلى الكشف عن الموهوبين و من لديهم الحس الفني، ولهذا السبب عنيت الهيئة العامة للسياحة و الآثار بتطوير القرى التراثية من خلال الأنشطة والفعاليات بمختلف أنماطها، ومنها الأنشطة ذات العلاقة بالفنون الإنسانية السامية التي تمتلك لغة عالمية يعرفها كل إنسان وجد على هذه البسيطة، ألا وهي الفنون التشكيلية والفوتوغرافية. وأشار العنبر إلى أنه سيتم في المرحلة القادمة إن شاء الله تنظيم تجمع كبير واستضافة لمشاهير الفنانين التشكيليين والفوتوغرافيين من داخل المملكة وخارجها لتعريفهم بمقومات القرى التراثية وأهميتها السياحية وتمكينهم من إبراز عناصرها ومفرداتها الثقافية والطبيعية بلوحاتهم التشكيلية وصورهم الضوئية لتعريف العالم بما تمتلكه المملكة من تراث ثقافي وطبيعي عريق.
وبينت منسقة الرحلة آلاء العيسى أن الهيئة تهدف من هذه الرحلة الحصول إلى مجموعة من الأعمال التشكيلية والتطبيقية والصور الفوتوغرافية التي تظهر مقومات محافظة الغاط السياحية وتبرز جمالياتها و قدرة المجتمع المحلي في المحافظة على التراث الثقافي والطبيعي لمحافظة الغاط حتى وقتنا الحالي واهتمامهم بتنميتهما تنمية سياحية مستدامة. و بعد جمع الأعمال سيتم إقامة معرض فني في محافظة الغاط ثم سينتقل إلى كل من الرياض والظهران حيث سيتكون لدى المواطن السعودي أو أي شخص يشاهد هذه الأعمال في أي من المعارض صورة بصرية وذهنية كاملة على ما تبدو عليه المحافظة و كأنه قام بزيارتها، أو قد تكون محفزا قويا للكثير للقيام بزيارتها في أقرب وقت ممكن. وأكدت آلاء العيسى على أن ما سيقدمه المشاركون في الرحلة من أعمال إبداعية سيكون بالطبع فوق كل التوقعات معللة ذلك بوجود نخبة من الفنانين السعوديين المتميزين الذين شاركوا في هذه الرحلة، وكذلك الحماس والتفاعل الرائع منهم وحرصهم على اكتشاف العناصر الجمالية في المحافظة. ومن جهتها قالت إسراء عثمان إحدى المشرفات في الرحلة: إن الإمكانيات التي يمتلكها وطننا تجعله في مقدمة البلدان السياحية، و بفضل الكثير من المبدعين في هذا المجال من مصورين و فنانين تشكيليين سيتم دائماً نقل الصورة الواقعية لمقوماتنا السياحية من خلال هذه الأعمال التي تؤكد المشهد الثقافي والطبيعي بأجمل صورهما. ومن جانب آخر أجمع المشاركون في الرحلة على ثراء هذه التجربة الفنية التي استطاعت أن تفتح أمامهم معاني جديدة ورؤى مختلفة تستحق التوثيق والوقوف عند هذا التاريخ وهذه الشواهد وتلك الجماليات الفنية حيث قال الفنان التشكيلي ناصر الموسى أمين الجمعية السعودية للفنون التشكيلية: تعد هذه الخطوة وهذا المشروع حافزا للفنانين لاستثمار قدراتهم الفنية وترجمتها لوحات إبداعية تحمل روح الفنان وعلاقته بالمكان، كما أكد المصور المحترف يزيد السويدان أهمية الصور الفنية التي تستطيع نقل هذا التراث وهذا الجمال الطبيعي إلى لوحة فنية صادقة تحمل إحساس مبدعها.أما المصور الفوتوغرافي مساعد العايد فلا يختلف كثيرا في رؤيته عن السويدان إلا إنه يضيف إلى ذلك أهمية توجيه الدعوة للفنانين عبر وسائل الإعلام لزيارة هذه المنطقة وإيجاد مسابقة تقتصر على الأعمال الفنية الفوتوغرافية الملتقطة في الغاط، كما شارك المصور تركي الفوزان بقوله: هذه الرحلة وهذا التجمع الفني أضاف جوا إبداعيا وعمق التواصل بين الفنانين وأتاح لهم فرصة الاستفادة من الخبرات والتجارب الفنية. وحول المشاركة النسائية قالت الفوتوغرافية أمجاد فهد العبيدي إحدى المشاركات في الرحلة هذه خطوة رائعة وخاصة فتح المجال للمرأة للمشاركة وتقديم إبداعها والاستفادة من الخبرات والطاقات السعودية المبدعة في هذا المجال. وتضيف مشاركة أخرى وهي المصورة لمياء محمد الرميح أن الفنان هو العين الثالثة للمجتمع، يوصل رسالته بالصورة الفوتوغرافية أو اللوحة تشكيلية حيث تتحول إلى لغة عالمية، وزيارة مثل هذه الأماكن تفتح أمامه آفاقا جديدة تدفعه لمزيد من الإبداع.