الأفكار والخطط الإيطالية تدعمان البرنامج السعودي لتنمية القرى التراثية
الأفكار والخطط الإيطالية تدعمان البرنامج السعودي لتنمية القرى التراثية
فور اختتام الرحلة الاستطلاعية التي نظمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار لعدد من رؤساء البلديات والمحافظين للاطلاع على التجربة الإيطالية في الحفاظ على التراث العمراني واستثماره سياحيا, عملت الهيئة على إعداد برنامج للمتابعة مع المشاركين في الرحلة من خلال تبادل الزيارات بينهم وبين المسؤولين في الهيئة والعمل على تطبيق ما رأوه واقتنعوا به على شكل مشاريع معينة, حيث شدد كثير منهم على ضرورة مساعدة الهيئة لهم في بناء أفكار ورؤى تتعلق بالموارد التراثية في مناطقهم, بحيث تكون هناك برامج متابعة ولقاءات معهم لتدارس ما قاموا به من خطوات وما يقترحونه من مهام, هذا إضافة إلى قيام الهيئة بإصدار كتيب وفيلم توثيقي يرصد خطوات الرحلة واللقاءات وورش العمل التي تمت فيها.
وتعد هذه الرحلة الرابعة من نوعها ضمن برنامج استطلاع الخبرات في مجالات التنمية السياحية, حيث نظمت الهيئة رحلات مماثلة إلى كل من إيطاليا ثم فرنسا ثم مصر.
وضم الوفد المشارك في هذه الرحلة كلا من: عبد الله بن ناصر السديري محافظ الغاط, عبد العزيز عبد الله بن رقوش محافظ المندق, الدكتور محمد بن جمعان دادا محافظ بلجرشي, أحمد عبد الله زربان محافظ المخواة, عبد العزيز مشرف الغامدي محافظ العقيق, حامد المغني الغامدي محافظ قلوة, فهد تركي البانمي محافظ القرى, المهندس محمد بن مبارك الدوسري أمين منطقة الباحة, سعيد بن عبد العزيز بن مشيط محافظ خميس مشيط, محمد بن سعود المتحمي محافظ رجال ألمع, عبد الله بن علي بن جاري محافظ بلقرن, محمد بن سعيد بن سبرة محافظ تثليث, أحمد سعيد الشهراني محافظ سراة عبيدة, سعيد محمد بن مجري محافظ أحد رفيدة, مساعد بن سعود التمامي محافظ بيشة, مسفر بن حسن الحرملي محافظ محايل عسير, سعد بن سفر آل زميع محافظ ظهران الجنوب, مغدي مسفر مغدي محافظ المجاردة, المهندس عبد الله بن محمد العنقري رئيس بلدية الغاط, صالح الفيصل التميمي رئيس مركز جبة, نايف الراضي الشمري رئيس بلدية جبة, الدكتور عبد العزيز سعد المقرن عميد كلية العمارة والتخطيط في جامعة الملك سعود, الدكتور يوسف محمد فادن الأستاذ في كلية العمارة والتخطيط في جامعة الملك سعود, إضافة إلى كل من الدكتور علي بن إبراهيم الغبان نائب الأمين العام للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار, المهندس أسامة الخلاوي مدير عام إدارة تطوير المواقع السياحية في الهيئة, عبد الله مطاعن المدير التنفيذي لجهاز السياحة في أبها, الدكتور محمد ملة المدير التنفيذي لجهاز السياحة في الباحة, ومحمد الرسن مدير إدارة الترميم والصيانة في قطاع الآثار والمتاحف.
وأكد عدد من المحافظين ورؤساء البلديات وأساتذة الجامعة المشاركين في الرحلة الاستطلاعية التي نظمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار لمواقع التراث العمراني في إيطاليا نجاح هذه الرحلة وأهمية ما حققته من نتائج في التعرف على التجربة الإيطالية المميزة في مجال الحفاظ على مواقع التراث العمراني وتنميتها واستثمارها وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي, وأعربوا عن شكرهم للأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العامة للسياحة والآثار على تنظيم هذه الرحلة والرحلات السابقة, التي أسهمت في رفع الوعي لدى المسؤولين من شركاء الهيئة بأهمية التراث العمراني وإكسابهم المعرفة والخبرة في طريقة الاستفادة منه سياحيا واستثماريا.
وشارك في هذه الرحلة أربعة مسؤولين ممن تضم مدنهم قرى تراثية ضمن برنامج تنمية القرى التراثية الذي تقوم عليه الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع عدد من الجهات في كل من بلدة الغاط التراثية وقرية ذي عين في الباحة, وقرية رجال ألمع, وقرية جبة, وبلدة العلا, فما مدى استفادتهم من التجربة الإيطالية في تأهيل قراهم التراثية وتحويلها إلى مواقع جذب سياحي؟
في البداية يقول عبد الله بن ناصر السديري محافظ الغاط إن هذه الرحلة وما تضمنته من جولات وورش عمل واجتماعات مع المسؤولين الإيطاليين أفادته كثيرا في تطبيق عدد من الأفكار في بلدة الغاط التراثية التي يتم الآن العمل على تأهيلها ضمن مشروع تنمية القرى التراثية, وقال إن هذه الرحلة الاستطلاعية كانت ناجحة ومميزة وحققت الهدف المنشود منها في التعرف على التجربة الإيطالية في الحفاظ على التراث العمراني وتوظيفه سياحيا واستثماريا واقتصاديا, وأضاف أن المملكة بما تملكه من تاريخ عريق تضم المئات من المواقع التراثية القيمة التي ينبغي المحافظة عليها واستثمارها.
من جانبه, يشير المهندس عبد الله بن محمد العنقري رئيس بلدية الغاط إلى أن المملكة لا تقل غنى في المواقع الأثرية والتراثية عن إيطاليا بل تحوي مواقع أكثر وأهم ولكن ينقصها التوظيف السياحي الأمثل, ويقول: خرجت من هذه الرحلة بانطباع جميل ومدهش أولا لما قامت به الهيئة مشكورة من حسن الإعداد والتنظيم لهذه الزيارة منذ البداية وحتى النهاية بمتابعة واهتمام من رائد السياحة الأمير سلطان بن سلمان الذي يقدم كل الجهود لتطوير صناعة السياحة في وطننا الغالي, وثانيا لما احتواه برنامج الزيارة من أنشطة وزيارات ميدانية لأبرز المعالم والقرى التراثية في توسكاني في إيطاليا حيث اطلعنا من خلالها على أبرز التجارب الإيطالية الراقية وعمليات التوظيف الناجح للمواقع التراثية والعمرانية وكيفية الاستفادة من الإمكانات والقدرات للمجتمع المحلي, ما جعل منها أماكن جذب سياحي عالمي, ومثال على ذلك مدينة صغيرة في مقاطعة توسكاني تستقطب أربعة ملايين سائح سنويا, وفي اعتقادي الجازم أن ما تم الخروج به من خلال الزيارة سيكون له أثر مستقبلي في تعزيز جهود التنسيق والاتصال بين الجهات المشاركة في الزيارة مع الهيئة يستهدف تطوير صناعة السياحة في وطننا.
وعن الاستفادة من الرحلة في برنامج تنمية القرى التراثية يقول: البرنامج واعد ويبشر بمستقبل متطور في هذا المجال المهم سياحيا, وفي اعتقادي فإن للمجتمعات المحلية مع الجهات الحكومية ذات العلاقة الدور الرئيس في تفعيله وتوظيفه اقتصاديا وسياحيا, ومشروع القرية التراثية في الغاط, الذي يعد أحد هذه البرامج الرائدة والذي توليه الهيئة العامة للسياحة والآثار اهتماما بالغا لجعله موقع جذب سياحيا مهما نظرا لما تتمتع به القرية من إمكانات تراثية فريدة يضاف إلى ذلك المواقع الاستراتيجية والطبيعية الجغرافية المحيطة التي تتوافر فيها عناصر أخرى تراثية ممثلة في المزارع والمباني القديمة وجمال امتداد الوادي الكبير المحيط وارتباطه بالمتنزه الوطني البيئي الذي سبق أن حظي بالتفوق على مستوى المملكة كأفضل متنزه بيئي صحراوي. والقرية التراثية في الغاط تتميز بوجود عدة عناصر تراثية مهمة من أبرزها قصر الإمارة القديم ومسجد العوشزة الأثري والسوق الشعبية والساحة, إضافة إلى عناصر أخرى عديدة, والحقيقة أن جهود هيئة السياحة مع الجهات الحكومية الأخرى تسير حثيثة ووفق منهج وخطط مرسومة ليسعد الجميع بتوظيفها اقتصاديا لخدمة السياحة الوطنية.
يشير محمد بن سعود المتحمي محافظ رجال ألمع إلى أن القرية التراثية في رجال ألمع تتمتع بكثير من المقومات الطبيعية والتاريخية التي تؤهلها للنجاح سياحيا, خاصة مع وجود الحماس لدى الأهالي لجعل البلدة التراثية أحد مواقع الجذب السياحي الرئيسة, وبين أن المواقع والمباني التراثية تحمل قيمة كبيرة إذا أحسن استغلالها واستثمارها لتكون موردا ثقافيا وسياحيا.
ويؤكد صالح الفيصل التميمي رئيس مركز جبة ضرورة الاستفادة من هذه الرحلة في توثيق الشراكة بين البلديات وهيئة السياحة للاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال التراث العمراني وتطبيقها في المملكة, وأكد أن مستقبل التراث العمراني بجهود الهيئة ودعم الحكومة سيحقق ـ بإذن الله ـ نقلات عالية في ظل ما خصص له من برامج وخطط تطويرية تستلزم تعاون مسؤولي البلديات والمحافظات مع هيئة السياحة فيها.
ويرى المهندس محمد بن مبارك الدوسري أمين منطقة الباحة, أن برنامج تنمية القرى التراثية من البرامج المهمة في تطوير النشاط السياحي وتحويل المواقع التراثية إلى مناطق جذب سياحي, مشيرا إلى تعاون أمانة الباحة مع الهيئة في قرية ذي عين حيث يتم حاليا العمل على ترميم وتأهيل القرية لتكون موقعا سياحيا بارزا في المنطقة.