معلمون يتراجعون عن تدريس الصفوف الأولية بسبب تقليص الإجازة

معلمون يتراجعون عن تدريس الصفوف الأولية بسبب تقليص الإجازة

كشف كثير من التربويين والعاملين في حق التعليم أن قرار وزارة التربية والتعليم الأخير بتمديد دوام معلمي الصفوف الأولية سيوقع مديري المدارس في حرج كبير العام المقبل، بعد أن أعلن عشرات المعلمين اعتذارهم عن عدم تدريس الصفوف الأولية العام المقبل، مطالبين "التربية" بسرعة التدخل لإنهاء المشكلة.
ولا يزال قرار وزارة التربية والتعليم الذي اتخذته قبل أشهر بتمديد إجازة الصفوف الأولية والقرار الأخير الصادر من إدارة التربية والتعليم في الرياض يثير رد فعل واسعا في أوساط المعلمين، خصوصا أنهم مضطرون للبقاء حتى 2/7/1429هـ في حين أن أبناءهم الطلاب يكونوا قد أنهوا دراستهم اعتبارا من 6/6/1429هـ، أي أن الفارق نحو شهر كامل يقضيها المعلم في مدرسته دون أن يدرس، فقط يتم الاستعانة به مثله مثل معلمي الصفوف الأخرى من الثالث إلى الخامس، بل إن هناك ميزة لأولئك المعلمين من الصف الثالث إلى الخامس تتمثل في مراقبتهم في الثانويات دون تحمل عبء التصحيح والمراجعة ومن ثم الانتهاء وأخذ الإجازة قبل الصفوف الأولية وهي اعتبارا من الثلاثاء قبل إجازة الصفين الأول والثاني في 2/7/1429هـ.
ونظرا لأهمية هذه المرحلة والجهد الذي يبذله المعلم مع هذه الفئة من الصغار التي تحتاج إلى جهد مضاعف، وفي ظل المطالبات بتأهيل معلمي هذه المرحلة وإعطائهم عديدا من المزايا، تبقى الإجازة التي يتمتع بها هؤلاء المعلمون المحفز الوحيد لقبولهم بتدريسها حاليا، وبالتالي فإن انتفاء هذه الإجازة وضبابية التعاميم حولها وتضاربها ستجعل من الإقبال عليها أمرا محدودا، وبالتالي يقل حماس المعلمين لها لرغبة كثير منهم في تدريس منهج واحد فقط، وبالتالي يقع مديرو المدارس في حرج كبير العام المقبل من أجل سد الاحتياج في هاتين المرحلتين.
وكان قرار تمديد الإجازة لمعلمي الصفين الأول والثاني قد نص على استغلال هذه الفترة في أخذ دورات تدريبية لمعلمي هذه المرحلة، رغم أن بعض معلمي الصفوف الأولية لم ير ولم يسمع بهذه الدورات.
من هنا يؤكد عبد الله الزهراني، وهو معلم صف أول ابتدائي، أنه ساءه هذا القرار القاضي بتمديد الإجازة الذي كان في غير محله ولا يصب في مصلحة التعليم، فما فائدة توقيع الحضور والانصراف دون فائدة تذكر بل إنه عدد الملاحظين في الاختبارات في المدرسة قد زاد خصوصا أنه لا توجد إلا مرحلة واحدة فقط هي التي تختبر وهي مرحلة السادس الابتدائي، وبالتالي تم الاستفادة منا في وضع الدرجات ورصدها والقيام بأعمال ليست من صميم عملنا كإدخال الشهادات في الملفات ومطابقة الدرجات.
وأضاف في الوقت الذي رضخت فيه الوزارة لمطالب أولياء أمور الطلاب بعدم إرسال أبنائهم إلى المدارس بعد 7/6/1429هـ، ومنحهم الإجازة، أغلقت الباب في وجوهنا نحن منسوبيها وطلبوا منا الجلوس لأسباب غير منطقية.
وبين محمد النفيعي، وهو معلم صف أن ترتيبات زواجه قد تأجلت ووضعني قرار الوزارة في مأزق كبير، حيث أجلت زواجي إلى أجل غير مسمى بسبب تمديد الإجازة الأخير، خصوصا أنني من سكان مدينة الطائف وعملي في الرياض، وجلوسنا بعد تسلم طلابنا شهاداتهم غير مبرر إطلاقا غير الدورات التي نسمع بها ولم نرها.
ويتساءل خالد بن حمد العيدي معلم الصف الأول الابتدائي متذمرا من بقائه وزملائه فترة طويلة رغم انتهاء مسؤولياتهم قائلا: "ما المصلحة في عدم تمتع معلمي التقويم المستمر بالإجازة، وما ذنب المعلم الذي تحمل معاناة التدريس في الصف الأول طوال العام ليفاجأ في آخر العام بإلغاء الحوافز؟".
وأضاف العيدي لا فائدة من الحضور هذه الأيام سوى التوقيع للحضور والانصراف وبذلك حرم عدد كبير من المعلمين من ترتيب السفر، العلاج، والزواج، كما أن بقاءنا يوقع إدارة المدرسة في حرج كبير في عدم قبول المعلمين تدريس الصفوف الأولية وذلك لعدم الثقة والمصداقية والضبابية التي بدأت تكتسي قرارات التربية.
أما المعلم علي المعيوف فيصف قرار تمديد دوام معلمي التقويم بالمتسرع، وغير المدروس، مشيرا إلى أن الهدف منه هو زيادة أعباء معلمي التقويم والصفوف الأولية على وجه الخصوص، وأضاف: إنني أبلغت مدير مدرستي بالاعتذار مقدما عن عدم تدريس الصف الثاني الابتدائي، نظرا لأنها لم تعد محفزة قياسا بالجهد والعمل المبذولين.
وأكد حسن بن جبران آل قحل مدير مدرسة ابتدائية أن ما حدث مجرد قرار ارتجالي فردي الهدف منه الخروج من مأزق منحهم الإجازة و ليس له أي مبرر، وكان يفترض أن يبقى الحال على ما هو عليه من استحقاق للإجازة لمعلمي الصفوف الأولية، مطالبا بضرورة أخذ آراء من هم في الميدان التربوي قبل إصدار مثل هذه القرارات، ليكون القرار سليما، خاصة أن الأمور ليس فيها أي سر.
من جانب آخر أكد لـ "الاقتصادية" خالد السليمان مدير عام التدريب والابتعاث في الإدارة العامة للتربية والتعليم في الرياض أنه تمت الاستعانة بمراكز الإشراف التربوي للمساهمة في تنظيم الدورات الخاصة بمعلمي الصفوف الأولية والتقويم المستمر، بحيث تكون هذه الدورات مصاحبة لدورات مركز التدريب التربوي، من أجل استيعابهم، وقد تمكنت الإدارة بالتعاون مع المراكز من استيعاب الأعداد الهائلة من تلك الشريحة وتدريبهم.
وعن أهمية وجود حوافز مادية أكبر للمعلمين لجذبهم أكثر للالتحاق بالدورات التدريبية خاصة المسائية منها أجاب قائلا:" نتمنى أن يكون الحافز للتغيير هو الدافع الأول وأنا لا أرى زيادة المكافأة ونحن ولله الحمد نواجه ضغوطا كبيرة لزيادة عدد المتدربين في المساء نتيجة الإقبال الكبير عليها".

الأكثر قراءة