ارتفاع أسعار السفر جوا.. لكن زيادة تكاليف الوقود أكبر
أصبح السفر بالطائرات مكلفا ومزعجا للمسافرين لكن المشكلة أسوأ بالنسبة إلى شركات الطيران إذ اقتربت تكاليف الوقود من 40 في المائة من قيمة تذكرة السفر رغم تكرار زيادة الأسعار على مدى العامين الأخيرين.
وتزايدت الصعوبات التي تواجهها شركات الطيران التي تكافح لمواصلة نشاطها بأقل أرباح ممكنة لإقناع الناس بدفع المزيد للسفر على طائرات مزدحمة كثيرا ما تتأخر عن مواعيدها.
وقال مايكل بويد خبير الطيران لدى مجموعة بويد "هذا الوضع والارتفاع الصاروخي في تكلفة الوقود تحول من مشكلة تكاليف خطيرة إلى مشكلة ستنسف بالكامل الأسلوب الذي تدار به شركات الطيران".
ورغم الجهود التي تبذلها صناعة الطيران لزيادة أسعار السفر فهي تعاني معاناة شديدة مع ارتفاع أسعار النفط من مستوى قياسي إلى آخر وتجاوزها 130 دولارا للبرميل. وقالت رابطة النقل الجوي الأسبوع الماضي إن تكلفة الوقود اقتربت من 40 في المائة من قيمة تذكرة السفر مقارنة بـ 15 في المائة عام 2000. وتهدد هذه الزيادة الكبيرة بإفساد ما تحقق من تقدم في عامي 2006 و2007 عندما بدأت صناعة الطيران تخرج من الركود الذي
انزلقت فيه عام 2001. فبعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) تضافرت عوامل الخوف من الإرهاب والضعف الاقتصادي والمنافسة الشديدة بخفض أسعار السفر لتدفع أربع شركات كبرى في الولايات المتحدة إلى الإفلاس.
والآن تواجه شركات الطيران ركودا آخر تفاقمه ارتفاع أسعار الوقود وأصبحت الشركات الكبرى تقلل قدراتها التشغيلية وتقلص أعداد العاملين على أمل خفض التكاليف بما يمكنها من مواصلة نشاطها.
وقالت شركة يونايتد إيرلاينز هذا الشهر إنها ستخفض طاقة نقل الركاب في الرحلات الداخلية بنسبة تصل إلى 18 في المائة.
وقالت "أمريكان إيرلاينز" إنها ستخفض طاقتها في الرحلات الداخلية بما يصل إلى 12 في المائة في الربع الأخير من العام. وأعلنت شركتا كونتننتال إيرلاينز ويو إس إيروايز تخفيضات كبرى.
وقال جلين تيلتون الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد يوم الخميس الماضي في اجتماع لمساهمي الشركة "الصناعة تحتاج إلى التحرك بشكل حاسم ومسؤول لتحديد حجم أنشطتنا بشكل مناسب يعكس واقع السوق المتغيرة".
وأضاف موضحا حجم المشكلة أن الشركة تتوقع في ضوء أسعار النفط الحالية أن تبلغ تكلفة الوقود هذا العام 9.5 مليار دولار ارتفاعا من 3.5 مليار عام 2007. ورغم زيادات أسعار السفر على مدى عامين تقريبا منها 13 زيادة هذا العام وحده وفقا لموقع فيركومبير كوم فإن الأسعار لم تنتعش بالكامل مما أصابها في سنوات الركود وفاقمه تخفيض شركات مثل "ساوث وست إيرلاينز" و"جت بلو إيروايز" الأسعار بشدة لاجتذاب الركاب. وتوضح أبحاث مجموعة بويد أن متوسط أسعار السفر في الرحلات الداخلية في الولايات المتحدة عام 2007 بلغ 181.91 دولار مقارنة بـ 188.16 دولار عام 2000 عندما كان سعر برميل النفط أقل نحو 100 دولار من مستواه الآن. وفي الوقت الحالي تخصص شركات الطيران 74.03 دولار من متوسط سعر التذكرة لتغطية ثمن الوقود مقابل 31.77 دولار عام 2000. وفي ضوء هذا العبء غير المسبوق على شركات الطيران تبحث الإدارة بين دفاترها عن مصادر جديدة للدخل. فعلى سبيل المثال تتقاضى شركات الآن ثمن الوجبات التي كانت من قبل مجانية إضافة إلى الحصول على مقابل للأماكن المفضلة في الطائرة. وفي وقت سابق من العام الجاري بدأت شركات طيران تتقاضى من العملاء مقابل نقل حقيبة ثانية في خطوة أثارت استياء الركاب. وفي أيار (مايو) قالت "أمريكان إيرلاينز" إنها ستفرض على الركاب 15 دولارا مقابل نقل حقيبة واحدة وأثار ذلك غضب بعض المسافرين. واقتدت بهذه الخطوة يوم الخميس الماضي شركتا يونايتد إيرلاينز ويو إس إيروايز. ويتوقع خبراء أن تحذو شركات أخرى حذوهما.