العوائد على السندات تقفز إلى الأعلى مع اشتداد المخاوف من التضخم

العوائد على السندات تقفز إلى الأعلى مع اشتداد المخاوف من التضخم

العوائد على السندات تقفز إلى الأعلى مع اشتداد المخاوف من التضخم

تعرضت السندات الحكومية لهجمة جديدة بالأمس في الوقت الذي ظل المستثمرون في قبضة المخاوف من التضخم، رغم أن أسعار النفط عانت من هبوط لا يستهان به.
في وقت متأخر من يوم الأربعاء ألمح رتشارد فيشر، رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي في دالاس، إلى أن أسعار الفائدة في الولايات المتحدة ربما تكون بحاجة إلى الزيادة في سبيل كبح جماح التضخم.
قال فيشر إنه يتوقع "حدوث تغيير عاجل وليس آجلا في مسار السياسة النقدية" إذا استمر التضخم الفعلي أو التوقعات التضخمية في التردي.
ساعدت تعليقات فيشر على دفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى الأعلى بمقدار 11 نقطة أساس، ليصل إلى مستوى قياسي جديد لهذا العام وهو 4.11 في المائة، في حين أن العائد على السندات لأجل سنتين قفز بمقدار 15 نقطة أساس ليصل إلى 2.75 في المائة.
اقترح محللون أن التعديل الصاعد الذي حدث بالأمس في بيانات الربع الأول للناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة سيعمل على زيادة حدة الجدال حول ما إذا الاقتصاد قد دخل مرحلة الكساد أم لم يدخل، وهو أمر ستكون له مضامين على التوجه المحتمل لأسعار الفائدة الأمريكية.
يذكر أنه تم تعديل الأرقام الخاصة بالنمو في الناتج المحلي الإجمالي إلى الأعلى بمقدار 0.9 في المائة بالمعدل السنوي، بعد أن ذكر في البداية أنها تبلغ 0.6 في المائة، وذلك تمشياً مع توقعات السوق.
من جانب آخر، تم إجراء تخفيض يسير في مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي، وهو مقياس للتضخم يراقبه البنك المركزي الأمريكي عن كثب، ليصل إلى نسبة 2.1 في المائة بالمعدل السنوي.
ولكن روب كارنيل، وهو اقتصادي لدى آي إن جي، قال إن الأرقام المصاحبة لبيانات الناتج المحلي الإجمالي أظهرت وجود هبوط مقداره 6.2 في المائة (مقيساً خلال الفترة نفسها من سنة لسنة) في أرباح الشركات المحلية وأن هذه الأرقام كانت أكثر مدعاة للاهتمام من الأرقام الأخرى.
وقال كارنيل: "الأرقام الأخيرة الخاصة بالأرباح، باعتبارها من المؤشرات البارزة الطيبة للأرباح على السهم، تشير إلى أن الركود المتواصل لا يزال أبرز ملامح المرحلة."
"إن حدوث تغير إيجابي في الأرقام ربما يدفعنا إلى الاستنتاج بأن الأخبار السيئة لا تزداد سوءاً بصورة ملحوظة. أما التغيير السلبي في الأرقام فإن من شأنه أن يدفعنا إلى الاعتقاد بأنه بعد مرور كثير من الأرباع ذات الأرقام المتدنية، فإننا سنبدو وكأننا أقرب من ذي قبل إلى تحول الدورة باتجاه الأرباح".
من جانب آخر، في أوروبا ارتفع العائد على السندات الحكومية الألمانية لأجل عشر سنوات بمقدار سبع نقاط أساس ليصل إلى 4.46 في المائة، وهو مستوى لم تشهده الأسواق منذ شهر تموز (يوليو) الماضي، في الوقت الذي طغت فيه أرقام التضخم القوية في بلجيكا وإسبانيا على أخبار أول زيادة في معدلات البطالة في ألمانيا منذ أكثر من عامين.
ارتفع العائد على السندات الحكومية اليابانية لأجل عشر سنوات بمقدار سبع نقاط أساس ليصل إلى 1.8 في المائة، وهو أعلى معدل له منذ عشرة أشهر.
مرت أسواق الأسهم بيوم متقلب عسر، سار على وتيرة مع التقلب الذي شهدته أسعار النفط. بحلول منتصف اليوم في نيويورك ارتفع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بمقدار 0.6 في المائة، في حين أن مؤشر فاينانشال تايمز يوروفيرست 300 لعموم أوروبا ارتفع بمقدار 0.3 في المائة.
حققت بورصة طوكيو أداء أفضل من غيرها، على اعتبار أن الضعف في الين عزز أسهم شركات التصدير. ارتفع مؤشر نيكاي 225 بمقدار 3 في المائة، وهو أفضل أداء له في يوم واحد منذ ثمانية أسابيع.
في أسواق العملات، كان الين متجهاً نحو أدنى مستوى له منذ ثلاثة أشهر في مقابل الدولار، في الوقت الذي تعززت فيه شهية المستثمرين للمخاطرة بفعل الهبوط في أسعار النفط والمزاج الطيب في أسواق الأسهم. تلقى الدولار مزيداً من المساندة بفضل التعليقات المتشددة التي أدلى بها فيشر وبفضل بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة.
استمرت فروق العوائد بين السندات الحكومية وسندات الشركات في أوروبا في التراجع بعد أن توسعت على نحو حاد في الأسبوع الماضي. هبط مؤشر آي تراكس (الذي يتألف في معظمه من السندات الخطرة) بمقدار تسع نقاط أساس ليصل إلى 452 نقطة أساس.
في الولايات المتحدة، هبط مؤشر سي دي إكس نورث أمريكا للسندات الممتازة بمقدار نقطتي أساس ليصل إلى 104 نقاط أساس.
كذلك ذكر ديفد ماكبين، وهو محلل لدى أبسوليوت استراتيجي ريسيرتش، أن الفرق بين العوائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل ثلاثة أشهر (التي لا تولد فوائد وتشترى مقابل خصم معين وتباع خلال 91 يوماً) ومعدل فائدة ليبور لثلاثة أشهر، هذا الفرق عاد إلى أدنى مستوى له منذ تسعة أشهر، الأمر الذي يشير إلى أن المستثمرين كانوا يتبنون موقفاً أكثر هدوءاً ورصانة نحو المخاطر الائتمانية.
وقال ماكبين: "لكن هناك علامات بأن هناك إمكانية بأن الفروق بين سندات الخزانة ومعدل ليبور يمكن أن ترتد بعيداً عن المستويات الحالية، وذلك بالنظر إلى ازدياد التصورات عن مخاطر العجز عن السداد على مستوى الشركات".
"خلال الأيام القليلة الماضية ارتد مؤشر آي تراكس للسندات الخطرة، الأمر الذي يشير إلى أن الفروق ذات العوائد العالية في أوروبا ربما يتوقع لها أن تتوسع مرة أخرى".
في أسواق المال قفز معدل ليبور للقروض بالدولار لليلة واحدة مرة أخرى بمقدار 16 نقطة أساس ليصل إلى 2.59 في المائة، بعد القفزة التي حققها يوم الأربعاء بمقدار 26 نقطة أساس. وقال محللون إن الزيادة كانت إلى حد كبير بفعل الضغوط التمويلية في نهاية الشهر وليس إلى تدهور الأساسيات.
في أسواق السلع، هبط سعر خام غرب تكساس المتوسط، وهو الخام القياسي الأمريكي، بمعدل ثلاثة دولارات تقريباً للبرميل، على الرغم من البيانات الأسبوعية التي أظهرت هبوطاً كبيراً على نحو غير متوقع في مخزونات الخام في الأسبوع الماضي.
تعرضت المعادن الخسيسة للضغط، حيث هبط النحاس إلى ما دون ثمانية آلاف دولار للطن للمرة الأولى خلال شهرين.

الأكثر قراءة