مخرج الشعب الصيني يثر أزمة في فيلمه الجديد

مخرج الشعب الصيني يثر أزمة في فيلمه الجديد

مخرج الشعب الصيني يثر أزمة في فيلمه الجديد

دائما ما افتقرت علاقة المخرج الصيني جيا شانجكي بالسلطات في بكين للود وذلك لإصراره على تصوير مشكلات المجتمع الصيني المعاصر، لكن التقدير العالمي الكبير الذي حصل عليه جيا إلى جانب زيادة تساهل المسؤولين البيروقراطيين المراقبين لصناعة السينما المزدهرة في الصين يشير إلى أن الجمهور الصيني قد يحظى بفرصة مشاهدة أحدث فيلمين لجيا وهما "24 سيتي" و"ستيل لايف".
وقال جيا في مؤتمر صحافي اليوم السبت الماضي بمناسبة العرض الأول لفيلمه "24 سيتي" في مهرجان كان "يمثل هذا تغيرا كبيرا في مفهوم الحرية وكذلك مفهوم السينما في الصين "، ويحكي الفيلم عن حياة عمال في مصنع من المقرر هدمه من أجل بناء مبني سكني فاخر في موقعه.
واضاف أن تغير موقف السلطات نابع من الجهود التي بذلها مخرجون صينيون من أجل "إقامة حوار مع السلطات بهدف تغيير النظام القائم".
وقال جيا إن الحوار مع السلطات تعثر في مرحلة مبكرة ويجب إجراء المزيد من التغييرات "لضمان اتخاذ المزيد من الخطوات الداعمة للسينما الحديثة"، ولم تعرض أفلام جيا الأولى مثل "النشال" و"المنصة" داخل الصين وكان معظمها يمول من الخارج ويستعرض الواقع الصيني في مرحلة ما بعد الشيوعية في الوقت الذي تتقدم فيه البلاد نحو المستقبل.
واختير فيلمه "24 سيتي" للتنافس على جائزة السعفة الذهبية في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي هذا العام بعد عامين من فوز فيلم "الحياة الساكنة" الذي تحدث عن الغضب الناجم عن مشروع بناء سد المضايق الثلاثة بجائزة الأسد الذهبي أكبر جوائز مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.
وعرض فيلمه الروائي الأول "النشال" الذي يدور عن بلدة تحمل الاسم نفسه في مهرجان برلين السينمائي الدولي عام 1998، وقبل هذا التاريخ بفترة قصيرة كان جيا يدرس السينما في بكين.
ورغم تطلع الصين لاحتلال مكانة بارزة على خريطة السينما العالمية لم يدخل أي فيلم صيني المسابقة الرسمية لمهرجان كان العام الماضي، كما أن "24 سيتي" هو الفيلم الصيني الوحيد الذي شارك في المهرجان بكل أقسامه هذا العام.
وعلى عكس الجيل السابق من صناع السينما الصينيين الذين اهتموا بالقصص البطولية وأحيانا الرومانسية والتاريخية التي تستهدف الجمهور الأجنبي سعى مخرجون مثل جيا إلى رصد معاناة الإنسان في ظل العولمة والإحساس بالعزلة في المجتمع الصيني المعاصر نتيجة التغير الحاد السريع.
وقال جيا " إنني مهتم برصد تلك التغييرات التي تشهدها الصين حاليا". وإلى جانب الاعتداء على جمال الطبيعة بالمنطقة المحيطة بنهر يانجتسي تسبب مشروع سد المضايق الثلاثة الضخم لتوليد الطاقة الكهرومائية في تشريد أكثر من مليون شخص.
وقال جيا "تشهد الصين أكبر عملية تغيير من الاقتصاد الموجه إلى اقتصاد السوق وسينعكس هذا التغيير بشكل كبير على الإنسان الفرد".
وأضاف أن المصنع الواقع بقلب منطقة "24سيتي" شيد قبل 50 عاما وبالتالي ارتبط بحياة عائلات كاملة، وقال جيا إنه أجرى مقابلات مع نحو 100 شخص من أجل أحدث أفلامه الذي يمزج بين الأسلوبين التسجيلي والروائي. ويركز جيا في الفيلم الجديد على حياة ثلاث سيدات تجسدهن لو ليبينج في دور "هاو دالي" وجوان تشين في دور "ليتل فلاور" وتشاو تاو في دور "سو نا" ترتبط حياتهن بالمصنع، وقال جيا "المصنع كان سيهدم لتحل محله مساكن فاخرة وصار رمزا لسرعة إيقاع الحياة في الصين".

الأكثر قراءة