التربية الفنية .. إبداعات معطلة واجتهادات مُرهقة وسط تجاهل تربوي
يعاني معلمو التربية الفنية من عدم توافر مكان ملائم لغرفة التربية الفنية ووجود نقص في الأدوات التي يستخدمونها، فالكثير منهم إن لم يكن جلهم يسعى إلى توفير تلك الأدوات من حسابه الخاص، أو من خلال مساعدة بعض المديرين لهم، وتشمل هذه الأدوات الضرورية أدوات النجارة والبويات و"البلكشات" والطاولات الكبيرة لتعطي فرصة للطلاب من أجل الإبداع، إضافة إلى الكراسي المتحركة بدلا من التقليدية التي تساعد الطلبة على عملية الحركة وغيرها، الأمر الذي يحد من إبداعات بعض الطلاب خصوصا لما لها من أهمية وتنفيس لبعض الطلاب.
من جانبه يقول سعود العبودي وهو معلم تربية فنية، لابد من توفير الخامات والأدوات مثل البويات والبلكشات والأجهزة الكهربائية (الدريل والمنشار) حتى تتحقق أهداف المادة، مضيفا أن الأمور داخل المدارس تسير بالاجتهادات لتعويض بعض النواقص، حتى لا يشعر الطالب بأن المدرسة تتجاهله في أمور تعليمية مهمة كهذه.
وأكد العبودي ضرورة توفير بيئة صحية مناسبة للطلاب، مثل توافر أثاث مدرسي على مستوى عال، مثل المقاعد المتحركة، بدلا من المقاعد الثابتة، مشيرا إلى أهمية توفير طاولات كبيرة ليأخذ الرسام (الطالب) راحته في رسم اللوحة المطلوبة، بدلا من الطاولات التي يتزاحم عليها أكثر من طالب.
ولم ينس معلم التربية الفنية أهمية توفير دواليب التخزين لتخزين الأعمال المنفذة، حيث من يشاهد كيفية تخزين الأعمال الفنية يتأسف كثيرا على هذا الوضع.
وشدد العبودي على أهمية تطبيق مقرر التربية الفنية بدلا من زيادة الأعباء على المعلم بعمل المقرر التعليمي، وأضاف لو وجد هذا المقرر ستتحقق الفائدة وسنقوم بتخريج أجيال سعودية لها هوايات فنية.
من جهته أوضح عبد المحسن باحسين وهو مشرف تربوي لمادة التربية الفنية، أن نقص الأدوات والخامات داخل المدارس أمر لا يستطيع المشرفون البت فيه، بسبب أن الوزارة تقوم بدعم المدارس المحدثة فقط، وأضاف أن هذا هو توجه إدارة التربية والتعليم في الرياض، ولا نستطيع أن نتجاوزه، مشيرا إلى أنهم سعوا كثيرا لتوفير الأدوات الضرورية لمعلمي التربية الفنية إلا أنهم اصطدموا بأن الوزارة لم تقم بتأمين مبالغ الأدوات.
وتوقع باحسين أن يساعد المنهج الدراسي الجديد والمتوقع تطبيقه بداية العام القادم في توفير الأدوات والخامات، لأنه لا يمكن أن يتم تطبيق المنهج الجديد بغيابها، مشيرا إلى أن نقص الخامات سيحد كثيرا من تحقيق الأهداف التي وضع من أجلها، وخصوصا أن المنهج الجديد سيشمل جميع المدارس.