مناقشة تحويل الاقتصاد السعودي إلى معرفي في جامعة ليدز البريطانية
تستضيف جامعة ليدز البريطانية في التاسع من حزيران (يونيو) المقبل ندوة بعنوان (دور الجامعات في خلق بيئة علمية اقتصادية مستديمة في المملكة العربية السعودية)، حيث ستناقش الندوة السبل الكفيلة بتحويل الاقتصاد السعودي إلى اقتصاد يعتمد على المعرفة والعلم إضافة إلى وضع الاقتصاد المعرفي في المملكة ومستقبله وسبل تطويره بعد النظر في عدد من الاقتصاديات العلمية الناجحة في العالم. وستركز الندوة كذلك على دور الجامعات السعودية في قطاعاتها المختلفة الإدارية والبحثية والطلابية في إيجاد هذه البيئة
وتأتي هذه الندوة في إطار فعاليات مؤتمر الإبداع السعودي الثاني والمزمع إقامته في جامعة ليدز في بريطانيا يومي التاسع والعاشر من حزيران (يونيو) المقبل والذي تنظمه رئاسة أندية ومدارس الطلاب السعوديين في المملكة المتحدة وأيرلندا وإشراف سفير خادم الحرمين الشريفين في لندن الأمير محمد بن نواف والملحق الثقافي في المملكة المتحدة دكتور غازي مكي وبرعاية رسمية من جامعة الملك سعود.
وسيدير تلك الندوة دكتور علي سعيد الغامدي وكيل جامعة الملك سعود لشؤون الفروع بمشاركة كل من الدكتور توم هوكادي ومشرف ومدير شركة التحويل التقني في جامعة أكسفورد وكذلك الدكتور فالح السليمان نائب وكيل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لتطوير التقنية والعلاقات الصناعية والدكتور سعد حاج بكري الأستاذ بكلية الهندسة في جامعة الملك سعود.
وكانت تقارير اقتصادية قد أشارت إلى حاجة المملكة إلى تنمية هذا القطاع الاقتصادي الحيوي في إطار خطتها للتقليل من الاعتماد على النفط وإيجاد قنوات اقتصادية أخرى ومنها ما يتعلق بالجانب العلمي والمعرفي. فقد ذكرت تقارير صادرة من بيوت خبرة عالمية أن المدن الصناعية والمعرفية الجاري تنفيذها في المملكة ستسهم في تعزيز هذا المفهوم الاقتصادي الجديد في ظل الرغبة الواضحة من الحكومة السعودية في الإنفاق بسخاء على التعليم وبرامج الابتعاث.
من جهة أخرى، يشهد اليوم ذاته ندوة بعنوان (الإبداع في المملكة العربية السعودية حقائق وأمنيات) وستناقش الندوة وضع الإبداع والابتكار في المملكة والاستفادة منه في القطاع الصناعي السعودي والقطاع الأكاديمي من خلال الجامعات والمؤسسات العلمية وستخصص الندوة جزءا من النقاش للنظر في الدور الحكومي لتشجيع الإبداع والابتكار العلمي في المؤسسات العلمية.
ويدير هذه الندوة عضو مجلس الشورى الدكتور محمد الشريف ويشارك فيها البروفيسور بيتر دوبسون مدير القسم التجاري لتطوير الأبحاث والابتكارات في جامعة أكسفورد وكذلك البروفيسور بريان هولي مدير المشاريع وتحويل المعرفة العلمية في كلية الهندسة في جامعة ليدز كما سيشارك في تلك الندوة الدكتور محمد خورشيد مدير مركز التنمية التقنية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
ومن المتوقع أن تشهد هذه الندوات حضور عدد من المسؤولين والأكاديميين من المملكة وبريطانيا وعدد من طلاب الدراسات العليا من خارج المملكة والذين سيشاركون بأوراقهم العلمية في المؤتمر في مجالات العلوم الإنسانية والتطبيقية والهندسية وتقنية المعلومات.
ومن جهة أخرى، أعلن المؤتمر عن ترشيح أربعة مشاركين سعوديين من خارج المملكة المتحدة للمشاركة في المؤتمر بعد أن حظيت أوراقهم العلمية بقبول لجنة التحكيم العلمية وهم: طالبان سعوديان من الدارسين في الولايات المتحدة وطالب من أستراليا وطالب آخر من المملكة حيث سيتكفل المؤتمر بمصروفات حضورهم المؤتمر في سبيل تشجيع جميع الطلاب السعوديين للمشاركة في هذا المحفل العلمي والذي ينظم بجهود طلابية بحتة بدعم رسمي من وزارة التعليم العالي و من مؤسسات علمية سعودية وبريطانية.
وكان خالد القصيبي، وزير الاقتصاد والتخطيط، قد أكد في مؤتمر استضافته الرياض الأسبوع الماضي أن المملكة تعمل حاليا على زيادة فاعلية اقتصادات المعرفة، وذلك بإرساء دعائم ومقومات اقتصاد قائم على الاستخدام الموسع لأحدث منجزات العلوم والتقنية بما يصاحبه من تأسيس مجتمع معرفي.
وفي هذا الجانب أشار الوزير القصيبي إلى إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول (بالقرب من جدة)، وكذا تأسيس ثماني جامعات حكومية جديدة تختص بالمجالات العلمية والتقنية الحديثة، وستكون تلك الجامعات على المستوى الأكاديمي الرفيع نفسه الذي تتميز به جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران، وجامعة الملك سعود في الرياض، وجامعة الملك عبد العزيز في جدة. وهناك أيضا "برنامج نوبل" في جامعة الملك سعود، والذي يتم في إطاره توجيه الدعوة للعديد من العلماء الحاصلين على جائزة نوبل لقضاء بعض الوقت مع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس مما يهيئ مناخا مواتيا ومحفزا للإبداع العلمي والتميز الأكاديمي.