مطالب بتحويل مؤشرات شركات الوساطة إلى مؤشرات حية ومباشرة
تباينت آراء محللين ماليين حول وجود مؤشرات جديدة في سوق الأسهم السعودية، ومدى حاجة السوق إلى مؤشرات أخرى من شركات الوساطة تعمل بطريقة حية ومباشرة. وطالب آخرون بوجود مؤشرات تضاف إلى المؤشرات العاملة حاليا من أجل أن تضيف خدمات للمتعاملين في سوق الأسهم السعودية.
ووفقا لهشام تفاحة رئيس قسم البحوث في مجموعة بخيت الاستثمارية، أن مؤشرات تداول الحالية هي جيدة وأكثر من كافية مقارنة بالأسواق المجاورة والمتقاربة معنا في الأداء، حيث قامت "تداول" بإطلاق المؤشر الحر منذ شهر، وقسمت قطاعات السوق إلى 15 قطاعا لكل قطاع مؤشره الخاص.
ويعتقد تفاحة بعدم ضرورة استحداث مؤشرات جديدة في الوقت الحالي كون أن جمهور المتداولين قد لا يتقبلون هذه التغييرات بأريحية، وإن حدث فلا بد وأن يتم ذلك بالتدريج، كما أن من شأن زيادة عدد المؤشرات أن تربك المتداولين.
وفيما إذا كان إصدار المؤشرات من قبل مؤسسات الوساطة يخلق نوعا من التنافس فيما بينها من حيث جودة الخدمة المقدمة للعملاء، أكد أن وضع مؤشرات تتوافق مع اهتمام شرائح المستثمرين المختلفة يوجد حالة من الوعي الاستثماري، التي تصب في صالح المؤسسات التي تقدم خدماتها الاستثمارية لهذه الفئة بالتحديد.
من جهة يرى باسل غلاييني المدير التنفيذي لمجموعة بي إم جي المالية، أن الهدف من إصدار مؤشر بي إم جي كان نشاطا تثقيفيا مكملا لـ "تداول"، بحيث يكون معيارا آخر يمكن المستثمر ومتابع السوق من قياس أداء السوق بطريقة مختلفة بناء على معلومات ومعايير أخرى. ويقيس المؤشر أداء 30 شركة تصنف على أنها من أكثر الشركات حركة في سوق الأسهم، وذلك بناء على سيولة أسهمها بعد استبعاد نسب ملكية الحكومة.
وأضاف غلاييني أن المؤشر أعطى لمجموعة بي إم جي المالية قيمة مضافة في السوق. وفي رده على أن المؤشر لا يحسب بطريقة حية ومباشرة، أكد أن المؤشرات الحية التي تعكس التداول لحظياً هي من شأن "تداول"، حيث يحسب مؤشر بي إم جي بناء على أسعار إغلاق مؤشر تداول إلا أن خطوة تحوله إلى مؤشر حي واردة مستقبلاً بعد التنسيق مع الجهات المسؤولة في "تداول"، وأشاد بجهود الهيئة في تثقيف المستثمر وأكد أن العمل على زيادة وعي المستثمر من ضمن المسؤوليات التي تقع على عاتق جميع الجهات المقدمة للخدمات المالية، حيث من شأن ذلك أن يساعد المستثمر على اتخاذ القرار السليم.
من جهة يرى براد بورلند رئيس قسم الأبحاث والتطوير في شركة جدوى للاستثمار أن مؤشرات تداول الجديدة قد غطت السوق بشكل جيد، وهو لا يرى بأن هناك حاجة لمزيد من المؤشرات في الفترة الحالية. وحول ما إذا كانت "جدوى" تعتزم إصدار مؤشر خاص بها لسوق الأسهم السعودية، يرى الخبير بورلند أن هذا الدور تلعبه شركات رائدة في إصدار المؤشرات حول العالم، إلا أنه يتفهم قيام بعض الشركات الاستثمارية في المملكة بإصدار مؤشراتها الخاصة، حيث إن هذا من شأنه أن يزيد من درجة وعي المستثمر ويلفت نظره إلى الخدمات والمنتجات التي تقدمها هذه الشركات، إلا أن هذا أمر لا تعتزم "جدوى" القيام به في المرحلة الحالية.
وفيما دعا بورلند إلى ضرورة تخصص شركات معينة في إصدار المؤشرات مثل "داو جونز" أو "ستاندارد آند بورز"، على سبيل المثال، حيث إنها شركات لا تدخل إلى السوق كمستثمرة وإنما تقدم التقارير والمؤشرات للسوق، أكد غلاييني أنه لا ضرر من إصدار شركات الاستثمار لمؤشراتها الخاصة طالما أنها تفصل بين قسمي البحوث والاستثمار لديها، وأشار إلى أن هناك شركات مثل "مورجان ستانلي" و"ميريل لينش" تمثل إحدى أهم شركات الاستثمار في العالم، إلا أنها تهتم بالجانب التثقيفي للمستثمر وتتميز بمؤشراتها الخاصة.
فيما أشار سنهديب فلزلي رئيس قسم البحوث في شركة فالكم للخدمات المالية، أن المؤشرات المستحدثة من قبل الشركات المالية تعمل كأدوات تسويقية للشركة، وأكد أن عملية إصدار مؤشر ليست سهلة كون أن الجهة المصدرة بحاجة إلى معلومات تاريخية وافية لسنوات طويلة لضمان دقة المؤشر. وأضاف أن "فالكم" في حال رغبتها بإصدار مؤشرات جديدة للسوق ستقوم بدراسة شاملة لمدى أهمية إيجاد هذه المؤشرات للجهة المستهدفة بمتابعتها والفائدة التي تعود على الشركة منها.
وحول رأيه في مؤشر "تداول" الجديد أشاد فلزلي بمجهود "تداول" في تحديث المؤشر، إلا أنه أكد أنه مازال مبكراً الحكم على أداء المؤشر الذي يعمل منذ شهر فقط، وأنه علينا الانتظار لفترة من الوقت حتى نستطيع تقييم أدائه.