التكنولوجيا الصحية 1-2
التكنولوجيا الصحية 1-2
القطاع الصحي يُعد أحد أهم الخدمات الحيوية للمواطنين، بل أرى من وجهة نظري، أنه يحتل رأس القائمة في أكثر القطاعات الخدمية أهميةً بالنسبة للمجتمع، فمتى ما كان أفراد مجتمعنا يتمتعون بصحة وأبدان وعقول سليمة، فإن ذلك يسهم في أن يكونوا أعضاء فاعلين في بلادنا، بما ينعكس إيجابا على مسيرة التطوير والنماء فيها.
وفي ضوء تطور صناعة التقنية، وإعلان كثير من المستشفيات استخدامها أحدث التقنيات الطبية، من حيث التجهيزات والمعدات وأدوات الفحص والعلاج، وأنها الأفضل والأحدث على مستوى العالم من حيث اعتمادها على تقنيات متطورة، وغير ذلك من المزايا الفريدة من نوعها من حيث دقة الأداء، وبناء عليه تؤسس قاعدة بيانات من الملفات الإلكترونية الصحية (يعتمد ذلك على القيادة في دعمها للتقنية في القطاع)، مما يسهل تكوين مركز معلومات صحية للمواطنين يحتفظ بكل البيانات الرقمية المدخلة لتكون متاحة أمام ذوي العلاقة وقت الحاجة لها، وذلك ما نحن بحاجة ماسة لاعتماده في كافة قطاعاتنا الصحية على مستوى المملكة العربية السعودية.
تلك التقنيات هي غاية في الأهمية للقطاع الصحي ليكون ذا أداء أفضل ويملك المقومات والعوامل المساعدة لنجاح الجهود المبذولة للعناية بصحة الإنسان. بل هي مطلب حيوي وعلى أصحاب القرار في قطاعات الصحة الحكومية والأهلية أن يجتهدوا في توفير أحدث التقنيات الطبية، وأن يخصصوا في ميزانياتهم السنوية حصة كافية من الاعتماد المالي لها، وذلك في سبيل تطبيقات عالية الجودة في مجال التكنولوجيا الصحية.
وما أجمل أن تكون التقنية بصحبة المريض من أول شباك يطل من خلاله على موظف الاستقبال، ومنه ينتقل في ثوان معدودة إلى العيادة وفي فترة زمنية قصيرة جداً من الانتظار يتنعم بالدخول على طبيبه المعالج، الذي يفترض وفقاً للتقنية المأمولة، أن يطلع على ملف المريض الطبي عبر شبكة الإنترنت الخاصة بالمستشفى، ويستوفي كافة البيانات اللازمة لسجل أو سيرة المريض حول الأدوية التي استخدمها سابقاً، وتاريخه الصحي، ونتائج الفحوصات المخبرية وغير ذلك، ومن خلال السجلات الطبية الإلكترونية التي تمكن الطبيب المعالج من الوصول إلى المعلومات المهمة التي تساعده على اتخاذ قرارات علاجية صائبة.
ومن خلال حلول النظم البرمجية للخدمات التقنية، يمكن للطبيب المسؤول أن يختصر دورة المراجعة الروتينية على المريض عند إجراء الفحوصات والتشخيص، وطلب التحاليل والأدوية والوثائق وإصدار الفواتير من خلال هذه التقنية الحديثة، وأيضا إرسال الوصفة الطبية للصيدلية الداخلية عبر الشبكة ليسهل على المريض حصوله على الدواء المناسب لوضعه الصحي، وكذلك يمكن عبر العيادة تحديد الموعد القادم والخروج من بوابة الصيدلية إلى الطريق للمنزل بعد قضاء فترة زمن قياسية في إنهاء إجراءات المراجعة.