60 % من المؤسسات في الشرق الأوسط تم استهدافها إلكترونيا خلال عامين
60 % من المؤسسات في الشرق الأوسط تم استهدافها إلكترونيا خلال عامين
لم يعد من المستغرب أن تولي القطاعات المختلفة الأولوية لقضية الأمن الإلكتروني وجعلها جزءا أساسا من أي نقاش يدار على مستوى مجالس الإدارة، حيث باتت هذه القطاعات تدرك مخاطر اختراق البيانات وأهمية فهم كيفية عمل ممتلكاتهم الإلكترونية، فقد باتت عديد من الشركات والقطاعات الحكومية في الشرق الأوسط تبحث نتيجة لذلك عن حلول موثوقة يمكن من خلالها ردع وتقليل ضرر التهديدات المحتملة على مستوى الأمن السيبراني، ويعود ذلك إلى النمو الكبير في هذه التهديدات إلى سعي قراصنة الإنترنت بشكل متزايد المساس بالبنية التحتية الرقمية المتنامية في منطقة الشرق الأوسط.
وبحسب شركة سيكيوروركس العاملة في مجال توريد الحلول الأمنية للمعلومات الموجهة بالاستقصاء، فإنه مع التقدم التكنولوجي تظهر فرص أكبر لتنفيذ عمليات تخريبية من قبل المجرمين الإلكترونيين، الذين يسعون بشكل متزايد إلى اختراق البنية التحتية المتنامية للشركات المحلية. ففي الواقع تم استهداف ما يقرب من 60 بالمائة من المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط من قبل مجرمي الإنترنت في الأشهر الـ24 الماضية، يعتقد ثلث قادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط أن الجرائم الإلكترونية من المرجح أن تشكل أكثر الجرائم إزعاجا بالنسبة لمؤسساتهم خلال الأشهر الـ 24 المقبلة خاصة مع استمرار الشركات في تقديم المزيد من الخدمات الرقمية التي تتوافر على مدار الساعة. أما بالنسبة لمجرمي الإنترنت، فإن عمليات تعطيل الخدمات عبر الهجمات الإلكترونية هي بالتأكيد أحد أفضل الخيارات التي تجذبهم.
وما تزال مناطق الشرق الأوسط تأتي في صدارة الدول التي تسعى إلى تطوير وتطبيق التقنيات التي تساعد على تشكيل عالم جديد أكثر تطورا، خاصة في ظل التحول الرقمي وتطوير المدن الذكية، لذلك بات من المهم تغير نهج حماية وتأمين هذه المؤسسات واستخدام منهج الحماية والاصطياد الاستباقي لمنفذي الجرائم الإلكترونية، وتعليقا على ذلك قال ريك ماكلروي، المحلل الاستراتيجي بمجال الحماية لدى شركة كربون بلاك الرائدة في تطوير برمجيات أمان النقاط النهائية بأن عديدا من الجهات والمؤسسات التزمت باستخدام أنظمة مكافحة الفيروسات وتطبيق أساليب الكشف والوقاية كاستراتيجية أساسية لتعزيز الأمن الإلكتروني، وذلك اعتقادا منها بأن هذه الإجراءات تضمن لها حماية فعالة ضد أية تهديدات إلكترونية، ولكن تلك الجهات أصبحت اليوم على يقين بأنها لم تتمتع قط بأي حماية، بل اقتصر الأمر على إنفاق الأموال الطائلة سدى، وهدر الكثير من الموارد.
وتابع "إن تطبيق منهج الاصطياد الاستباقي للتهديدات يضمن للشركات، حتى التي تمتلك موارد محدودة، بلورة فهم متعمق حول طبيعة التهديدات، واتخاذ قرارات متبصرة استنادا إلى البيانات الناتجة عن عمليات البحث والاستكشاف الاستباقي، التي تضمن تعطيل الهجمات في الوقت المناسب، ولاشك أن منهج اصطياد التهديدات يجعل من عمليات الكشف والوقاية أفضل وأكثر كفاءة، حيث تساعد على أتمتة الأنظمة، وتهيئة إجراءات الحماية والدفاع وتطبيقها على النحو الأمثل، فقد بدأ الجميع في المنطقة يدركون حقيقة هذا الأمر، كما نلمس إرادة حقيقية إزاء تبني هذا النهج الاستباقي، ولكن لا تزال هناك حاجة ملحة لتعزيز التوعية والتثقيف، إذ ينبغي توفير كوادر ذات صلة بالأمن الإلكتروني مثل اصطياد التهديدات".